الشيطان هو أذكي مخلوق علي مملكتنا الارضية الزائلة فهو قادر علي أن يتلون ويلبس ملبس الحملان دون أن ندري ، فهو أكثر عملاً وأكثر طموحاً من كل بني البشر والحقيقة فأن هدف الشيطان الاسمى هو إبعاد المخلوقات البشرية عن الله الذي احب تلك المخلوقات الي المنتهي فأرسل أبنه الوحيد لكي يخلصهم من عبودية هذا الشيطان ، ففي مشهد درامي يقف الابن السماوي في وسط محاكمة بشرية تصدر بحقه حكماً بالاعدام لانه قال عن نفسه انه " يهوَه ويهوَه  هو " . وتم تنفيذ الحكم سريعاً حسب ما أراد اليهود وعلق المخلص علي خشبه ورفع أخيراً علي الصليب .

 

 وعلي الصليب تبدأ قصة الكنيسة من خلال لصين صلبو معه أحد هؤلاء اللصوص ربح الملكوت واللص الاخر ذهب إلي الجحيم فالكنيسة اليوم تنقسم الي قسمين : 

 

1-  لصوص خارج الكنيسة ربحو الملكوت  .

2- لصوص داخل الكنيسة سرقوها وهلكو بداخلها .

كنيستنا الاولي التي نريدها مثل اللص اليمين الذي اعترف بألوهية المسيح وقوته فهو رأي لاهوت المسيح في محبته وغفرانه الي صالبيه والدعاء لهم بالتسامح من ابيه الصالح وبالنهاية طلب المغفرة واعترف الاعتراف الحسن قائلا ً : " إذكرني يارب متي جئت في ملكوتك " .

 

الكنيسة الروحية الحقيقية هي التي تجدد نفسها بإستمرار أمام الله دائماً وتذرف دموع التوبة والاعتراف اليه ، والشعب الذي يسير في الطريق الروحي الحقيقي لا يطلب من الله عمل المعجزات الباهرة لكي يسير خلفه مثل اللص الشمال ولكن الذي ينسحق أمام الله ويتوب اليه هذا من يربح الملكوت  .

 

فالوحيد الذي أعترف بالمسيح انه رباً وإلهاً هو اللص اليمين الذي كان معلق بجوراه " فالتلميذ أنكر واللص أعترف : إذكرني يارب متي جئت في ملكوتك " 

 

إن عبارة " اذكرني يارب متي جئت في ملكوتك " (لو 23:42 ).

 

تحمل معاني كثيرة : فهو قد اعترف بالمسيح ملكاً وأنه آت الي ملكوته ، أي أن ليس للموت سلطان عليه . وآمن أيضاً بأن المسيح يمكنه أن يدخله الي ملكوته ، أي أن ليس للموت سلطان عليه . وأن بخلاصه سيكون هذا المصلوب معه .

 

وكان لهذا اللص رجاء كبير . فعلي الرغم من كل ما فعله في حياته من شرور بشعة آمن انه يمكن لمثله أن يخلص وأن يدخل الملكوت ، عن طريق المسيح . ولم يكتف هذا اللص بايمانه فحسب وإنما أعترف بهذا الايمان علانية ، أمام الجميع ، بلا خجل .. الامر الذي لم يقدر عليه بطرس الرسول وغالبية الرسل والتلاميذ علي تحقيقه أمام الرب بمحنته في المحاكمة وأمام خشبة الصليب .

 

واخيرا ً التفت الرب قائلاً لـ اللص الامين : " الحق اقول لك انك اليوم تكون معي في الفردوس" 

 

وبعدها بعدة دقائق صرخ يسوع وأطلقت روحه الطاهره .

 

وهذا ما كان يعنيه الرب عندما قال : " أولون سيصبحون أخرون وأخرون سيصبحون أولون " .

 

بعكس اللص اليمين نجد هنا اللص الشمال الذي بني إيمانه علي طلب المعجزات لكي يؤمن بالمسيح ، فنجد أن كثير من الاقباط قد ابتعدو بعداً رهيباً عن الايمان الروحي المستقيم ودخلو في خرافات المعجزات الروحية والظهورات الالهية فنجد أن الاقباط يتواجدو بالالاف والملايين لمجرد معرفتهم بأن العذراء ظهرت بإحدي الكنائس فنري الطبل والرقص بدأ يدخل قلوب المؤمنين . ويصلي المؤمنين صارخين الي الرب لكي تظهر لهم العذراء طالبين منه عمل تلك المعجزة التي تملئ فراغهم الروحي العقيم . بالاضافة الي تقديس مزارات الاباء القديسين لدرجة العبادة !! 

 

وهنا أحب أن أسرد لكم قصة قد تعرضت لها شخصياً بسبب ذاك الموقف 

 

يوجد بجوار محل سكني بمدينة ستوكهولم في حي تينستا كنيسة جديدة قام ببناءها أبناء الطائفة السريانية الارثوذكسية ، والكنيسة بإسم القديسة العذراء مريم وقد خرجت اشاعات تنادي بأن العذراء قد ظهرت علي السحاب فوق الكنيسة وعند سماع هذا الخبر أحتشد مئات والالاف السريان لكي يرون الظهور الروحي .. وفي الحقيقة بالنسبة لي لم أكن مقتنعاً بمثل تلك الامور ولكن فضولي استهواني وذهبت بصحبة الاسرة لكي أري ما سوف يحدث ، وفي الحقيقة لم أري شيئاً غير وجود  المؤمنين يصلون ويتضرعون صارخين الي الرب لكي تظهر لهم العذراء !!! لم يصرخو ويطلبون الرحمة والمغفرة ولكنهم صرخو لكي يرون المعجزة !! 

 

هذا بالنسبة لي كان أمراً مؤسفاً ولكن الاسوأ من ذلك عندما خرجت وقابلت رجلاً سرياني كان يقول أمامي ان العذراء الوحيدة هي التي  تظهر للسريان فقط فقلت له : عفواً يا سيدي فالسيدة العذراء تظهر لنا نحن الاقبــاط أيضا ً في مصــر . فقال لي : لا هيا بتظهر للارثوذكس فقط . فقولت له : ونحن ايضا ارثوذكس أيضاً . فقال لي : تظهر للارثوذكس وبس. فقولت له : هيا بتظهر للارثوذكس والكاثوليك وللجميع يا سيدي الفاضل 

 

وكانت اجابته الصاعقة عندما قال لي بالحرف الواحد  : ان الكاثوليك ليسو بمسيحيين ولكنهم كفرة . هنــــا وجدت نفسي أمـــام مفسده روحية لا تنتمي الي المسيح وكنيسته بأي صلة وأدركت لماذا أصبحنا مفلسين روحياً وذلك بسبب تركتنا لروح المسيح الحقيقية فالجميع زاغو وفسدو وأعوزهم مجد الله .

 

أيضــا يوجد بالكنيسة الكثير والكثير من اللصوص الذين يستغلون علاقتهم بالكنيسة من أجل منافع مادية ومناصب ادارية فهم لا يعرفون المسيح بقدر ما يعرفون معني التحكم والسلطة فهؤلاء المساكين يظهرون من الخارج بمظهر الحملان راسمين علي وجوههم ملامح التقوي والورع المزيف ومن داخلهم قبور عفنه هؤلاء قال الرب عنهم : بيتي بيت صلاة يدعي وانتم جعلتموه مغارة للصوص 

و اكتب الى ملاك كنيسة اللاودكيين هذا يقوله الامين الشاهد الامين الصادق بداءة خليقة الله 

انا عارف اعمالك انك لست باردا و لا حارا ليتك كنت باردا او حارا 

هكذا لانك فاتر و لست باردا و لا حارا انا مزمع ان اتقياك من فمي 

لانك تقول اني انا غني و قد استغنيت و لا حاجة لي الى شيء و لست تعلم انك انت الشقي و البئس و فقير و اعمى و عريان 

اشير عليك ان تشتري مني ذهبا مصفى بالنار لكي تستغني و ثيابا بيضا لكي تلبس فلا يظهر خزي عريتك و كحل عينيك بكحل لكي تبصر 

اني كل من احبه اوبخه و اؤدبه فكن غيورا و تب 

 

فهـــل وصلت لك الرسالة يا صديقي ؟ 

فلديك الان حرية الاختيار بين اللص اليمين واللص الشمال

 فماذا سوف انت تختار ؟؟ 

الاجابة متروكة اليك