بقلم : صبحى فؤاد
 
إبراهيم ويصا صاحب شركة "اوكلى ترفل سنتر" بمدينة ملبورن
منذ عام 1994 وحتى قبل أحداث 25 يناير عام 2011 كان " إبراهيم ويصا" رجل الأعمال المصري المهاجر صاحب شركة " اوكلى ترفل سنتر " بمدينة ملبورن يرسل من استراليا أربعة أفواج سياحية على الأقل شهريًا إلى مصر لقضاء 17 يوم أو أكثر لمشاهدة الأماكن الأثرية والمعالم السياحية بالقاهرة والجيزة والإسكندرية والأقصر وأسوان والغردقة وادفو وشرم الشيخ وغيرهم من المدن المصرية.

كان تعداد كل فوج سياحي يرسله إلى مصر عدده يبلغ حوالي 80 فرد من السياح الاسترسال يساهم كل فرد منهم بما لايقل عن 4 إلى 10 آلاف دولار وهو أمر كان يسعد إبراهيم كثيرا لأنه يعشق ويحب بلده ويريد من خلال تواجده في بلاد المهجر مساعدتها ودعم اقتصادها بطريقة ايجابية وعملية وتعريف الشعب الاسترالي بحضارة الجدود وتاريخ مصر العظيم.

ولكن بعد أحداث 25 يناير وانتشار الفوضى والعنف وغياب الأمن والاستقرار بجانب تضخيم الإعلام العالمي، لما يحدث في مصر وتحذيرات حكومات الدول الأجنبية  - ومن ضمنهم استراليا - لمواطنيها بعدم السفر إلى مصر بدأ الكثيرين يتجهون إلى دول أخرى،  ونتيجة لكل هذه الأسباب انخفض عدد الأفواج السياحية  التي يرسلها حاليا إبراهيم إلى مصر وأصبح مجرد فوجا واحدا شهريًا بدلا من أربعة رغم الدعاية والإعلانات والأموال التي كان ولا يزل يصرفها 

إبراهيم ويصا – أقصى الشمال-  مع مجموعة من السياح الاستراليين 
وخلال هذا الأسبوع التقيت برجل الأعمال إبراهيم ويصا الذي أتى مهاجرًا إلى استراليا فى مطلع عام 1970 وبدأ العمل في مجال السياحة منذ عام 1994 ودار بيننا الحوار التالي:

كيف كانت الأحوال قبل أحداث 25 يناير؟
** كنا نقوم بإرسال مابين خمسين إلى خمسة وخمسين رحلة سنويًا ..كانوا السياح يمضون 17 يوم متنقلين بين المدن المصرية لمشاهدة معالمها التاريخية وأثارها القديمة العظيمة،كانوا يعودون ومعهم ذكريات جميلة وانطباع طيب عن مصر وأهلها يدفعهم لتشجيع الآخرين من معارفهم وأصدقاءهم على السفر الى هناك.

وماذا حدث بعد أحداث 25 يناير ؟
** توقفنا رغم عن أرادتنا عن إرسال سياح إلى مصر لمدة ثلاثة أشهر نتيجة للعنف والفوضى وغياب الأمن وقتها بجانب أن الإعلام العالمي لعب دورًا كبيرًا في تخويف السياح للذهاب إلى مصر،وبعدها عدنا لإرسال السياح مرة أخرى عندما بدأت الأمور تستقر نسبيًا،ولكن لم نعد كما كنا في الماضي نرسل أربعة أفواج شهريا أو أكثر وصرنا نرسل فوج واحد . .

كم كان متوسط عدد السياح الاستراليين الذين كانوا يزورون مصر سنويا ؟
** على ما اذكر بين 200 إلى 250 آلف سنويا ..

هل تعتقد ان هذه الأعداد سوف تعاود الذهاب إلى مصر لو استقرت الأحوال الأمنية واختفت من الإخبار وشاشات التلفزيون والفضائيات مشاهد العنف والفوضى التي كنا ولا زلنا نشاهدها ؟
** سوف يستغرق الأمر وقت ..على الأقل عام إذا افترضنا أن الاستقرار عاد والأمن اأنتظم .

وما هو العلاج ومقترحاتك لإعادة السياح إلى مصر من جديد وبصفة خاصة السياح الاستراليين ؟
** لقد زارنا مؤخرا المسئول المصري عن قطاع السياحة في بلاد الشرق الأقصى واستراليا واجتمع بنا في حضور القنصل العام المصري "خالد ذكى" واقترح عمل " ليلة مصرية" يقوم فيها بدعوة العاملين فى مجال السياحة باستراليا وعدد من المسئولين الاستراليين والإعلاميين وغيرهم وتقديم عروض فنية مصرية ومأكولات لهم كنوع من الدعاية ولكنى لا اجد صراحة جدوى من هذه الحفلات التي تكلف مصر الألوف بلا جدوى او فائدة لان الناس سوف تحضر وتتفرج على رقص شرقي وتأكل وتشرب وتنبسط وفى نهاية المطاف غالبا لن يقوموا بالسفر إلى مصر كما حدث من قبل ..اننى أفضل صرف هذه الألوف على الدعاية الجيدة التي بدورها يمكن أن تغطى على الدعاية السيئة التي يقوم الإعلام العالمي بنشرها .

واحد من الامااكن الاثرية الكثيرة التى  يزورها السياح الاسترال  فى مصر بصحبة ابراهيم ويصا

كلمة للمسئولين عن السياحة في مصر ؟
** ياريت يخرجوا بره مصر ..يعملوا دعاية في صحف العالم وإعلامه ..حبذا لو قاموا باستخدام بعض السياح الأجانب الذين زاروا مصر مؤخرا وامضوا وقتا طيًبا هناك دون يمسهم مكروه أو يشعروا بأي خوف أو عدم آمان ..وياريت المسئولين يهتموا أكثر بالسوق الاسترالي لان الاستراليين عندما يتوجهون إلى مصر يمضون هناك ما بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع و"يصرفون كويس" عكس السياح الذين ياتون مثلا من أوروبا نجدهم يمضون ثلاثة او اربع ايام فقط ولا يزورون سوى أماكن محددة وقليلة جدًا .

وماذا تقول لأصحاب فتاوى تحريم السياحة وهدم التماثيل والمعابد الأثرية في مصر ؟
** أنا لااقول لهم شيء ..هذا عمل وواجب ومسئولية الحكومة ..على المسئولين فى مصر ان يدركوا خطورة ما يقوله أصحاب الفتاوى التى تحرم السياحة وتحرض على هدم التماثيل والمعابد لان السياحة تدر مايقرب من 20 فى المائة من الدخل القومى ويعمل بها ما يقرب من 3 ملايين مصري