بطرس يسطس
لا تشاكلوا هذا الدهر بل تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم لتختبروا ما هى إرادة الله الصالحة الكاملة ( رومية 12 : 2 ) ، مشكلة المسيحيين اللى مش قادرين يفهموها وهى إنهم فصيل سماوى مخالف لما عليه باقى الأرض ، وإنهم ملح الأرض ونور العالم ، ومعنى إنهم ملح إن عندهم شىء غير موجود عند الباقى ، ولو أراد الملح أن يشابه باقى العالم أى أن يصبح بلا ملوحة ، إذن فقد فسد الملح فيطرح ولايصلح حتى لمزبلة وتدوسه الناس ( متى 5 : 13 - لوقا 14 : 34 ) .. ما
حدث أنه تم إجبارنا بعد إلغاء الجزية أن نتحد مع الآخرين فى كل شىء ( حرب - سياسة - تعليم - عمل وظيفى - ثقافة ) ، لكن بعد مرحلة السلام مع إسرائيل وتوقف الجهاد فالمتشددين إبتدأوا جهاد ضد القادة السياسيين ( السادات - مبارك ) فقتلوا الأول وحاولوا قتل الثانى مراراً ، وصارت حرب بين القادة السياسيين والشرطة ضد المتشددين طيلة حكم الرئيس مبارك ، وهذه الحرب إمتدت أيضاً للمسيحيين فى حوادث عديدة ، المسيحيين لما لقوا الإضطهاد يطولهم وهم قد إتحدوا
مع الآخرين فى كل شىء وأكتسبوا ثقافة العنف منهم .. إعترضوا وثاروا وطالبوا بالقصاص .. لكن القانون الإسلامى لايساوى بين المسلم والمسيحى وبالتالى لم
توجد عقوبات رادعة ضد الجناة ، فالمسيحيين بيرفضوا الإضطهاد بعد الإتحاد وبينسوا إنه إذا كنا إتحدنا معهم فى كل شىء فالمجال الدينى لم يتم توحيده بعد
وبالتالى المساواة المطلقة غير ممكنة ، والمسيحيين فى سبيل المساواة المطلقة بيعملوا مقالات وإعتراضات ومسيرات وشكاوى ، وبعد ثورة يناير حبوا يستعملوا أساليب ثورة يناير فى المظاهرات والإعتصامات والهتافات فحدثت مأساة ماسبيرو ، والآن يكرروا نفس الأسلوب وتحدث مأساة جديدة ، وهم لايدركوا أن ما هو
مسموح للعالم هو غير مسموح لهم به .. ممكن بتوع فلسطين يلجأوا للأمم المتحدة ، وممكن ثوار ليبيا أو سوريا يلجأوا للغرب لكن إحنا مانقدرش نعمل كده ، وبالتالى وسائل العالم هى ممنوعة علينا لأننا لسنا من هذا العالم .. عندنا إله يحثنا على السلوك المسيحى وإنتظار الله وإنه هو المخلص ، وبالتالى لو شابهتم أهل العالم ووجدت النتيجة الفشل والألم فلا تتعجبوا لأن هذا الطريق ليس طريقكم ولا طريق إلهكم ، فعودوا للإيمان بالله وعمل الله وواصلوا سيرة آبائنا الفلاحين فى العمل والصبر والصلاة من أجل المضطهدين حتى يغيرهم الله ، فالله لايريد خلاصكم فقط لكن خلاص العالم كله ، وبالتالى ممكن دماء الشهداء تبقى بذار الإيمان كما كانت فى القديم ، والسلام