الأقباط متحدون - موسم الحلاقة للوطن
أخر تحديث ١٩:٠٦ | الاربعاء ١٠ ابريل ٢٠١٣ | ٢برمودة ١٧٢٩ ش | العدد ٣٠٩٢ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

موسم "الحلاقة" للوطن

بقلم: ماجد سمير

كان من المفترض في ذلك اليوم أن أدهب للكاتدرائية للمشاركة في صلاة الجناز على ارواح شهداء الخصوص لكني تأخرت في الصحو من النوم فذهبت للحلاق المجاور لمنزلي.
على غير العادة صمت تام داخل محل عبده الحلاق في ميدان المماليك بمنطقة منيل الروضة الصوت الوحيد صادر عن حركة فتح وغلق المقص في يد عبده اليسرى – لأنه أعسر -  عبده يعمل بتركيز شديد في شعر  الأستاذ فاضل مدير مدرسة كمال سليمان بالمنيل، الموقف جعل كل من المحل يتابع بكل شغف ها التليفزيون.
نقل الشاشة لتفاصيل جريمة الإعتداء على  الكاتدرائية المشترك بين البلطجية والشرطة،جعل الجميع يجلس مفتوح الفم ، دخل زبون جديد جلس دون أن يتكلم ..وفجأة سأل احد الجالسين : لما يتم اقتحام مشيخة الأزهر والإعتداء على الكنيسة في اسبوع  والشرطة اللي حرمت الاقتراب من مكتب الإرشاد وقفت تتفجر على الناس اللي دخلت المشيخة واللي بيضربوا الكنيسة دلوقتي.
لم يمتلك أي من الجالسين ردا عن مايحدث الكل صامت المشهد أصابهم بحالة من عدم القدرة على الاستيعاب استمر صوت المقص في الأسطى عبده بمثابة موسيقى تصويريه للأحداث 
أمسكت الريموت كنتول الخاص بالتليفزيون حاولت الإنتقال لقناة أخرى باحثا عن المزيد من التفاصيل لفهم الكارثة وجدت قناة 25 التابعة لجامعة الاخوان المسلمين تتناول الحدث برؤية مختلفة كأنهم كأنهم من كوكب آخر أو ربما كانت تبث أخبارها لسكان كوكب "زحل"، طريقة نقلها للخبر أصابتنا بالمزيد من الألم، الإنطباع الوحيد لنا عن القناة أنها ىوما عن يوم تثبت أنها ليست قناة خيال علمي فقط بل أنها قناة "علمي علمك " فبعد استخدامها أحدث أنواع التقنية الخاصة بالتصوير والمتابعة واشعة اكس وفوق البنفسحية وتحت الحمراء وجنب الفوشيا وعلى شمال الميدان، وصفت مايحدث أمام الكاتدرائية بأنه هجوم من قبل معارضون أقباط لسياسة البابا تواضروس الثاني وأن المعارضين رشقوا الكاتدرائية بالحجارة والقنابل المسلية للدموع، وأكد مراسل القناة وهو يرتدي ملابس مشابهة لرواد الفضاء أنه تأكد من هوية المعتدين بعد سمعهم كالعادة يتحدثون بالمسيحي، عاد صوت مقص "عبده" لاختراق اذني بصوته الرتيب المنتظم  نظرت إلى الزبون الجالس أمامه وجدته اقترب أن يكون بدون شعر تماما عدت إلى القناة الإخبارية التي كانت تنقل الحدث .
 
جاء دوري فأعتذرت لأن حالة "عبده" اليوم غير مريحة وربما ينتقم من شعري وقلت : مش مهم أنا دلوقتي شوف الناس التانية، وعدت إلى المنزل مستمرا في التنقل بين القنوات الإخبارية المختلفة آراء الخبراء كانت تتكلم في اتجاه واحد لم يختلف عنها إلا اتباع الجماعة المتجهة دائما نحو اتهام المشيعين بالشغب وحرق السيارات في الشارع أو أن الكنيسة مليئة بالأسلحة الغريب أن صوت مقص عبده ظل يرن في أذني بشكل يثير الأعصاب.
في المساء قررت النزول مرة أخرى لعبده الحلاق كان يقف كالعادة يقف خلف الكرسي مركزا رأس الزبون ويده اليسرى لاتتوقف عن فتح وغلق المقص، مر بائع الجرائد يبيع الطبعة الأولى من صحف الغد اشتريب جريدة الأخبار وجدت المناشيت يشير إلى قيام المشيعين الأقباط بالاعتداء على الشرطة وحرق وتكسير السيارات في شارع رمسيس وقفت منفعلا وهممت بالإنصراف، سألني عبده :ايه مش ها تحلق ابتسمت بمرارة مشيرا إلى المناشيت وقلت : لأ خلاص مافيش داعي احنا اتحلق لنا كلنا.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter