الأقباط متحدون - هل الإرهاب مكتوب علينا!
أخر تحديث ٠٩:١٠ | الجمعة ١٢ ابريل ٢٠١٣ | ٤برمودة ١٧٢٩ ش | العدد ٣٠٩٤ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

هل الإرهاب مكتوب علينا!

محمد حسين يونس

عندما بدأ هتلر نشاطه السياسي كان توجهه الاساسي الي الطبقة المتوسطة تلك التي كان في استطاعته جذبها الى تنظيمه بسهولة ودمجها في جهاز بيروقراطي وآخر بوليسي يسيطر بواسطتهما علي باقي طبقات الشعب، فهي (في رأيه) الطبقة الاكثر تضررا بالازمة الاقتصادية من بين طبقات المجتمع وأنها عندما تولت القيادة أظهرت جبنا في مواجهة فرنسا وانجلترا باستسلامها لشروط معاهدة فرساى وترددها في حسم المواقف لذلك بني سياسته علي اساس الاستفادة من خبراتها بتنظيمها وترغيبها ثم قيادتها- متغلبا علي جبنها- لتحقيق أهدافه وفي نفس الوقت إرهابها ليظل مسيطرا عليها أوكما كتب في كتابه ((كفاحي )) :-

((فهمت أن الارهاب الروحي هو ما يجب أن تفرضه هذه الحركة (اى النازية) علي الشعب ولاسيما علي الطبقة البرجوازية التي ليست أهلا للصمود لا من الناحية الخلقية أو العقلية أمام الهجمات، فعليها(أى الحركة) أن تنشر مع أية إشارة ستارا واقعيا من الاكاذيب والاتهامات ضد الخصم الذى يبدو منه خطر عليها وتواصل عملها هذا الي اللحظة التي تنهار فيها أعصاب الانسان الذى يتعرض لهذا الهجوم ولا ريب في أن هذا الأسلوب يجب أن يرتكز علي حسابات مدروسة للضعف الإنساني تؤدى نتائجها الي النجاح بشيء من اليقين الرياضي)).

(( وحصلت علي تفهم مماثل لأهمية الارهاب البدني ضد الفرد والجماهير، وبينما يبدو النصرالذى سيتحقق للمؤيدين وكأنه ظفر لعدالة القضية التي ينتمي اليها سيشعر الخصم في معظم الحالات باليأس في إمكان النجاح لأى مقاومة )).

هذه المفاهيم التي ظهرت في الفكر المبكر لهتلر( أى أنه من السهل السيطرة علي الطبقة المتوسطة بتنظيمها وإخافتها نفسيا وبدنيا، بواسطة ديكتاتور فرد يتقن أساليب الإرهاب المبنية علي الضعف الإنساني) أصبحت خطته في تنظيم الحكم ودستورا للدولة النازية ولكل الأنظمة الفاشيستية التي أتت بعد ذلك خصوصا في منطقتنا المنكوبة.

عندما ناقشت شابا من المنتمين لفكر الاخوان المسلمين في عار ما حدث أمام الكاتدرائية ومدينة الخصوص إنطلق يرد بجواب جاهز لقنه اياه مسئولي الحزب ((إنها مؤامرة لإحراج مرسي أمام بعثة البنك الدولي وإفشال القرض)).

لم أناقشه في من الذى يتآمر علي من !! وهل المجني عليهم الذين تم حرق منازلهم و تدمير مصادر رزقهم وتلويث مقدساتهم هم الذين تآمروا علي من تجمعوا وذهبوا الي العباسية لإرهابهم و لم أناقش أيضا كون هذا القرض سيمثل خرابا لمصر وسيمحو البسمة من الوجوه التي سيصبح عليها تسديد الفوائد وسيبكي الابناء والاحفاد من أعباءه كما فعل الألمان عند تسديد التزامات الحرب العالمية الأولي أو العراقيون وهم يدفعون أضعافا مضاعفة قيمة ما أفسده غزو صدام للكويت وستلعن الأجيال القادمة جيلنا الذى سرق الأصول وجعلهم يدفعون ثمن طمع البعض ..فالحديث مع مثل هؤلاء جدال لا طائل من وراءه.

منذ ستينات القرن الماضي ومصر تحكم بواسطة دستور هتلر المذكور في كتابه ( كفاحي ) لقد تم تدمير الطبقة الوسطي التي تكونت حول مبادئ الوفد ومشاريع طلعت حرب لتمصير الأداء الاقتصادي و كونوا من فلولها جيشا من موظفين ترتبط أرزاقهم ومكانتهم بإرادة الديكتاتور الذى يؤمن بأنه كلما ((جاع شعبك تبعك )) رعبا وخوفا حتي انه بعد هزيمة قاسية يخرج هذا الشعب يطالب ببقاءك و بعد زيارة غير متوقعه لعاصمة العدو حاملا بإذلال كفنك يخرج هذا الشعب بالملايين يستقبلك ورغم السرقة والنهب لعصابتك يتحسر هذا الشعب كل يوم علي زمنك وحكمتك وها هو (أى الشعب) يلعنك وينتقد ما تقوم به من أعمال ويسخر منك ولكنه سيعيد انتخابك خوفا ورعبا من المجهول .. لقد نجحت سياسة هتلر في ترويض شعوب المنطقة حتي الآن بالكذب والخداع وقلب الباطل حق وارهاب الخصم نفسيا وبدنيا وتحكم نظام رأسمالية الدولة اللعين في لقمة العيش.

في الستينيات كانت كوادر الاتحاد الاشتراكي ومنظمات الشباب تدعم سياسة الحاكم الديكتاتور بنشر أفكاره وتعاليمه واكاذيبه بين الناس ،ثم انتقلت هذه المهمة لأجهزة الأعلام التي تم تخطيط انتشارها بحيث تحتلها القوى المستفيدة من تواجد عصابات الانفتاح الاقتصادي ، ومع هبة 25 يناير اصبحت القوى الحاكمة الجديدة تستخدم كل الادوات التي ابتكرتها الأنظمة السابقة لإرهاب الطبقة المتوسطة وإخضاعها ،عجز في مواد التموين والوقود دائم ومستمر، رعب علي الوظيفة التي تتضاعف مرتباتها عند البعض وتنهار عند الآخرين، توقف المشاريع الإنتاجية وعجز الحكومة عن الوفاء بالتزاماتها، إحلال أنشطة طفيلية مكان المنتجة، استخدام قوات البوليس والأمن بكثافة في دعم عصابة المقطم ،إرهاب رجال الدين المعتدلين وفصلهم من وظائفهم وإثارة الشائعات حولهم حتي ولو بتسميم بعض الطلاب، تشكيل المليشيات وعصابات البلطجة وحمايتها وجعل لها حصانة ان تقتل وتغتال دون حساب، إرهاب المرأة وحصر نشاطها فيما يرونه شرعيا ، ثم إغراق المتفرج والمستمع بمحطات بث مأجورة لنشر الاشاعة والاستسلام والخوف من المستقبل ، إغراق البلاد في الديون والتبعية لبيع الأصول أوتأجيرها لمن يملك حتي ترتفع قيمة العمولات والسرقات بارصدة أعضاء العصابة الي مصاف أغني أغنياء العالم بينما يعيش 40% من الشعب المصرى بأقل من دولارين في اليوم .

انه الكتاب القديم الذى لا نمل من القراءة فيه وكأننا أسراب جراد أو نمل نكرر الاخطاء لأننا لا نستخدم عقولنا و نستسلم لرعب وخوف ينشره بيننا من يؤمنون بان النصر والتمكين إنما يأتي من إرعاب الخصوم المستسلمين الآمنين.

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter