ومصدر كنسى: عودته من الدير عقب بدء تحقيقات جدية بأحداث الكاتدرائية.. والمجلس الملى يجتمع الأحد
قرر البابا تواضروس الثانى إنهاء الاعتكاف الذى بدأه منذ الأحد الماضى بدير الأنبا بيشوى بوادى النطرون فى اليوم الذى شهد الاعتداء على الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، حيث كان فى زيارة للإسكندرية منذ يوم الجمعة استمرت ثلاثة أيام غادر عقبها لدير الأنبا بيشوى بوادى النطرون، وأكدت سكرتارية البابا فى تصريحات إعلامية، أن جدول البابا كان خارج المقر البابوى قبيل وقوع الأحداث، الأمر الذى وضع علامات استفهام حول إمكانية تغير الجدول نظرا لأحداث الاعتداء على الكاتدرائية.
وقال مصدر كنسى لـ"اليوم السابع"، إن البابا تواضروس الثانى غضب صباح الاثنين عقب تصريحات عصام الحداد مساعد رئيس الجمهورية التى اتهم الأقباط فيها بإلقاء المولوتوف وأنهم من بدءوا بالاعتداء، فقرر إلغاء عظة الأربعاء وتأجيل العزاء الذى أعلنت عنه الكنيسة فى ضحايا الخصوص صباح الخميس الماضى ودعا الشعب للصلاة، مشيرا إلى أن البابا كان متواجدا فى قلايته – مكان إقامته بالدير- ولم يستقبل مسئولين على الإطلاق وقضى أيامه فى الصلاة ويقوم سكرتاريته الخاصة القمص أمونيوس أنجيلوس بمتابعته كافة تفاصيل ما يحدث، وعلى رأسها لقاء الكنيسة بوفد الرئاسة الثلاثاء الماضى، كما يقوم البابا بعمل اتصالاته ومتابعة الكاتدرائية والمقر البابوى من خلال تواجده بدير الأنبا بيشوى، ويقوم عدد من أعضاء المجلس الملى بالتواصل مع البابا وإطلاعه على مستجدات الأحداث عبر سكرتاريته الخاصة.
وأكد المصدر، أن البابا رفض الحضور للمقر البابوى، حتى لا يلتقى مسئولين من الدولة قبيل اتخاذ خطوات جدية فى التحقيقات فى واقعة الاعتداء على الكاتدرائية، مشيرا إلى أن الدولة أدركت المأزق وأخذت الاعتكاف بعين الاعتبار وتحركت جديا تجاه سرعة الانتهاء من التحقيقات.
ومن جانبه، أكد الدكتور هانى كميل عضو المجلس الملى، أنه من المقرر أن يصل البابا تواضروس الثانى إلى المقر البابوى الاثنين المقبل، عائدا من دير الأنبا بيشوى، مضيفا أن اجتماعا سيتم للمجلس الملى يوم الأحد المقبل بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية لمتابعة آخر تطورات أحداث العنف الطائفى بالخصوص والكاتدرائية، مشيرا إلى أن أعضاء الشئون القانونية بالمجلس يتابعون تطورات القضية، فيما أوضح القمص مكارى حبيب سكرتير البابا تواضروس، أن البابا سيلتقى مصابى وأهالى ضحايا الخصوص والكاتدرائية عقب عودته من الدير، ولكن لم يتم تحديد مواعيد ذلك حتى الآن.
ورغم أن الكنيسة لم تطلق رسميا على فترة تواجد البابا تواضروس الثانى بدير الأنبا بيشوى، منذ الأحد الماضى حتى اليوم مصطلح "اعتكاف" وأسمته "خلوة روحية" إلا أنه السلاح السياسى الروحى الذى اعتادت الكنيسة استخدامه منذ عهد البابا شنودة الثالث، خاصة وأن البابا تواضروس منذ توليه الكرسى البابوى يذهب شبه أسبوعيا لدير الأنبا بيشوى فى فترة خلوات إلا أن وتيرة التصادم بين مؤسسة الكنيسة الروحية ومؤسسة الرئاسة الإخوانية أصبحت على مرأى الجميع عقب تصعيد البابا كرد فعل من الأداء السياسى المخزى وعدم تدارك الأزمة.
وبدأ البابا فى تغيير لهجة الخطاب والمهادنة فشكل لجنة من الأنبا موسى والأنبا بولا والقمص أنجيلوس لمتابعة الأزمة مع الرئاسة، الأحد الماضى، واتصل به الرئيس ورئيس الوزراء إلا أنه لم يجد مردود الاتصالات على أرض الواقع فاستمرت الاشتباكات حتى صباح الاثنين.
وحسبما أفاد مصدر كنسى، غضب البابا جراء تصرفات مؤسسات الدولة فغير لغة الخطاب معها، خاصة عقب عدم تحقيق الرئيس مرسى لوعوده للبابا تواضروس بتأمين الكاتدرائية ووجود ملثمين داخل مدرعات الشرطة خلال الهجوم على الكاتدرائية، فأصدر تصريحات نارية أكد خلالها أنه لا يوجد تحرك إيجابى من قبل الدولة وسمعة مصر فى "التراب" أمام الرأى العام العالمى، وأن الرئيس وعده بتقديم كافة الإجراءات اللازمة لحماية وتأمين الكاتدرائية، ولكن على أرض الواقع لا نجد شيئاً، واشتد غضب البابا والمجمع المقدس من تصريحات عصام الحداد مساعد رئيس الجمهورية.