الأقباط متحدون - بلاد الكفرة...!
أخر تحديث ٠١:٠٠ | الاثنين ١٥ ابريل ٢٠١٣ | ٧ برمودة ١٧٢٩ ش | العدد ٣٠٩٧ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

بلاد الكفرة...!

نوري إيشوع
نوري إيشوع

   بقلم المحامي نوري إيشوع
ينعتها الجهلة ببلاد الكفار،  و هي البلاد التي تحتضن هؤلاء الرعاة و تطعمهم من جوعٍ ينخرعظامهم الخاوية، تستقبلهم إستقبال الإبطال الذين قدموا من معركة الحياة القاسية التي لا تعرف في أرضهم معنى الرحمة و الشفقة، تطبق عليهم قوانينها أسوة بمواطنيها الأصليين القاطنين فيها منذ مئات السنين، لهم ما لهؤلاء و عليهم ما على هؤلاء من حقوق و واجبات، ينعتونها ببلاد الكفر و الزندقة و هي التي تعالجهم مجاناً و تقدم لهم راتبا شهريا تكفي لإعالتهم و عوائلهم بكرامة، تجعلهم يصدحون على منابر الكلمة بحرية لا توصف للتعبير عما يجول في خواطرهم من مطالب حتى المخالف منها لقوانين و تشريعات و عادات تلك البلدان الكافرة، أدويتهم مجانية، معالجة أسنانهم مجانية حتى بعض الأطعمة المحفوظة المقدم لهم مجانية و الأهم من كل هذا و ذاك كرامتهم الإنسانية محفوظة بالدستور.


بلاد كفرة،  لكنهم  يهاجرون اليها بعد أن يبيعوا كل ما يملكون و يستخدمون كل الطرق حتى الغير قانونية منها كالتهريب للوصول إليها معرضين أنفسهم و عوائلهم و أولادهم الى أشد المخاطر قد تصل الى حد الغرق و الهلاك فقط لإستنشاق هواء أرض القردة و الخنازير كما يطلقون عليها!
عجبي! يتركون أوطانهم، أرض الإيمان و أوطان العدالة و الحق و المساواة التي شعارها لا ظلم للآخر، لا لحرق دور عبادته، لا لتصريحاتهم العلنية باهدار دمه و شتمه بأقذر الألفاظ، لا  لإغتصاب و خطف بناته، لا للجوء الى كل الإساليب اللإنسانية لترهيبه و بث االرعب في قلبه، لا سلب أرضه و سرقة ماله، أوطان لا مكان للكذب و النفاق و الإفتراء فيها، لا للزنى المشرعن، لا لرضاعة الكبير و زواج المحارم في حالات الجهاد، بلاد لا مكان لقطع الرؤوس و الإيادي بالسيف البتار، لا لظلم المرأة و اعتبارها عورة و محاولات اغتصابها مع إطلاق صيحات التكبير و على مرآى من المارة، لا للرشوة و شراء الحق، أوطان انتخاباتها نزيهة و قضائها نزيه لا تغريه كل أموال العالم و لا يرعبه تهديد سلفي أو أخواني؟؟؟  و يتجهون الى تلك البلاد الظالمة الكافرة، التي تساوي بين المهاجر و المواطن الأصلي و الأثنين سواسية أمام القانون، حرية و مجانية التعليم، الحرية الشخصية ضمن قوانينهم الوضعية و الإنسانية، تكفل حرية التعبير، تحترم المرأة و تعامل الطفل كالبالغ من حيث الاحترام و التقدير و تمنع تشغيل الأطفال قبل سن البلوغ، تحاسب حتى على لمس المرأة بدون موافقتها الشخصية، تؤّمن العيش الكريم للجميع دون الأخذ بعين الأعتبار الدين و العرق و اللون و العقيدة!؟


 عجبي! يترك هؤلاء المهاجرون أرض الأباء و الأجداد و تربهم الطاهرة و أرضهم المعطاة ذات الهواء النقي الخالي من الشائبات الخنزيرية و ينشدون وجهة بلاد أطعمتها غير حلال، رجالها زناديق و نسائها فاسقات غير محشمات حتى هوائها تفوح منه رائحة الكفر كما يدعون؟؟!!


ايها الدعاة الأفاضل، انتم كالذئاب التي أدخلها الراعي الى الحظيرة و في عتمة الليل تقتلون خرافه و تنهشون لحمها دون رحمة، في بلاد الإغتراب التي احتضتنكم رغم جيفكم التي تفوح منها روائع الكره و القتل الحلال و أفكاركم المريضة التي تتعشش في عقولكم و التي يعلوها غبار التخلف و العنصرية و التفرقة العرقية، تبررون سرقة أموالها لانها أموال كفار فهي حلال عليكم، تعاشرون بناتهم و تتهمونهن بالزانيات، تحاولون و تطالبون و بقوة بتطبيق شريعة غابكم في أرض هؤلاء لتنشرون في ربوعها الفوضى و القتل و تمارسون عنصريتكم و تطالبونهم بالجزية كما فعلتم في بلدان الشرق الحزين، غزوتكم، قتلتم، اغتصبتكم شرفا و سلبتم أرضاً و هتكتم عرضا و حكمتم بإيادٍ من حديد لا تعرف الرحمة الإنسانية و نشرتم قوانينكم البربرية التي كانت مرفوضة حتى في العصور الحجرية البدائية!


فهل يستيقظ هؤلاء السذج من قادة بلدان الكفر الذين يحكمون قردة و خنازير كما تسمونهم من سباتهم العميق ليقدروا جسامة الخطر الذي تحملونه لهم من كره و حقد، و عقائد بالية، وحشية، بربرية لا تقبلها حتى وحوش الغاب، أفكار مضى عليها الزمن وعفى! ويصدرون قوانين تحاسب كل من يحاول نشر أفكاره المتعصبة التي من خلالها يرفض الآخر رفضا قاطعاً و طرده، "و خير دليل ما صرحت به رئيسة وزراء استراليا، جوليا جيلاد عندما وجهت تحذيرا شديد اللهجة للمسلمين الاستراليين المتعصبين منهم الذين لا يريدون العيش بسلام و طلبت من المتعصبين للشريعة و محاولاتهم لتطبيقها في استراليا التي لا تتوافق مع التقاليد الغربية مغادرة الأراضي الاسترالية. 


  و اضافت السيدة جوليا جيلاد :  وإذا كان إلهنا يسيء لكم، أقترح عليكم البحث في أماكن أخرى في العالم عن منزل جديد، لأن ربنا هو جزء من ثقافتنا.
    نحن نقبل معتقداتكم دون أن نطرح أسئلة. وكل ما نطلبه، هو أن تقبلوا معتقداتنا للعيش في وئام والتمتع بالسلام معًا.  إنها بلدنا، أرضنا وأسلوب حياتنا، ونسمح لكم بالاستمتاع بكل ذلك في كل مناسبة.


     ولكن إذا واصلتم الشكوى والتذمر من علمنا وقسمنا ومعتقداتنا وطريقتنا في رؤية الحياة، علما انكم تمارسون عقائدكم و شرعكم بحرية تامة، أشجعكم بشدة على اغتنام فرصة الحرية الكبيرة التي نتمتع بها في استراليا، وهي "حق الرحيل". وإذا كنتم غير سعداء هنا، عودوا من حيث أتيتم و تمتعوا بحرياتكم و ثقافتكم و طبقوا شرعكم كما يحلوا لكم!"
 لقد ذكرني هؤلاء الدعاة بالمثل الشعبي القائل (( جالس في حضني و ينتف ذقني))
في 14/04/2013
    
 
    




 

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter