أكد الكاتب محمد حسنين هيكل أنه ليس هناك علاقة بين ثورة الخامس والعشرين من يناير، والثورة الإسلامية التي اندلعت في إيران، مشيرا إلى أننا علينا التفريق بين النظام في الشيعة والنظام فى السنة، الشيعة تقوم على فكرة الإمام، فالمرجعية هى العصب الرئيسى للحياة، أما السنة، فالسلطان هو رأس الدولة، والسؤال كيف لها أن تقدم على المشروع النووي.
وقال هيكل، في الحلقة الأخيرة من حواره ببرنامج "مصر أين؟ ومصر إلى أين؟"، "كانت العلاقات مع إيران متدهورة في عهد مبارك وكان هناك «فيتو» خارجي لعودة العلاقات، الرئيس مبارك قابل الخميني في الخارج، الطرفان كان لديهما حرص على عودة العلاقات. الـ«فيتو» كان أمريكي - إسرائيلي، وللأسف كانت السعودية موجودة لأسباب خاصة بكل دولة، ولكن كان علينا البحث والسؤال: أين مصالح هذه الدول التى تقتضى الوجود داخل الإقليم؟".
وأضاف "أرى أن صراع المذاهب نكتة، حيث إن عدد الشيعة في العالم حوالي 200 مليون شخص، وإيران هي أكبر الدول الحاضنة للشيعة، ليس لدينا أرقام موثّقة في مصر 18 ألفاً أو 35 ألفا".
وتابع هيكل "أعاتب على شيخ الأزهر لتعامله مع الرئيس الإيرانى أحمدى نجاد، خصوصاً رفضه المؤتمر الصحفى معه. وأنا لم أرفض زيارات نجاد، بل اعتذرت، الرئيس «نجاد» دعاني أكثر من مرة لأن أذهب إلى إيران، ولكني اعتذرت له أكثر من مرة بسبب توتر العلاقات، فعلىّ أن أضع في ذهني العلاقات بين بلدى وبين هذا البلد".
وأضاف "إن لم يكن نظام الرئيس محمد مرسي يحاول التقارب مع إيران، فلا بد أن يتقارب معها، علينا التذكُّر أنها البلد المحوري في الصراع القادم، فهي في موقع متميز وسط العديد من الدول".
وتابع "العداء يُدار، فأمريكا تدير صراعها ليس بمنطق العراق، أمريكا لا ترغب فى تدمير إيران، إسرائيل لا تستطيع بمفردها ضرب إيران، إسرائيل تريد احتكار المشروع النووى، هل من مصلحة المنطقة أن يحكم طرف يملك النووى؟".
وواصل "انزعجت بشكل كبير من تراجع الدولة فيما يخص السياحة الإيرانية، العالم كله لديه علاقات مع إيران، السياسة الأمريكية ترغب فى إسقاط النظام هناك وتغييره وإقامة علاقات. والعلاقات الوطيدة لا تمنع العلاقات مع أحد آخر، هل العلاقة مع أمريكا تُعطى وصايا على العلاقات المصرية - الإيرانية".
وحول القلق من تصدير نظام الحكم الإيراني، لأنه نظام قمعي، قال "علاقاتك مع الدول تكون مع موقع، وليس مع نظام، علينا التفريق بين الدولة ومصالحها، وبين المزاج الخاص والقيم التي اتبعها".
وفي سياق مختلف، وردا على سؤال "مصر إلى أين؟، كيف تحكم على حكم الإخوان؟"، أجاب "الإخوان ليسوا قادرين، خيبة أمل في الإخوان.. الكل كان يتصوّر أن ينجحوا في بعض الأمور، وكنت أتصوّر أنهم سينجحون فى الأمن، ولكنهم فشلوا، نحن أمام ناس يبدو أنهم هواة، ومن الواضح أنهم أصغر من المهام ومن الدور، أشعر بالقلق، وأتمنى أن ينجح ولكن لا أتوقع له النجاح".
ورد هيكل على سؤال "كيف سنخرج من الأزمة"، قال "بداية، الأزمة أن تجمعي مصر كلها لبحث مشكلاتها، ليس هناك فصيل سياسي قادر ولا إخوان ولا جبهة إنقاذ قادرة، والدليل أن الشعب عندما استغاث، استغاث بالجيش، كل القوى تتجمع لكي تستطيع طريقة للارتفاع إلى أعلى".