الثلاثاء ٢٣ ابريل ٢٠١٣ -
٠٠:
١٢ ص +02:00 EET
بقلم : مينا ملاك عازر
بدايةً أحب أن أشير إلى أن عدم تعليقي على حوار مرسي مع الجزيرة القطرية في مقال أول أمس لا يرجع إلا لأنني لا أهتم بما يقوله الرئيس بل بما يفعله، فهو طالما يقول ما لا يفعل، ويفعل عكس ما يقول، وحتى ما يقله ويحاول تنفيذه لا ينفذه الشعب، كما جرى حين قررحظر التجوال في مدن القناة وضُرب بما قاله عرض الحائط ليس من الشعب فحسب بل من الجيش الذي يقول أن علاقته به على خير ما يرام، ولا دليل على امتياز علاقة الجماعة بالجيش إلا مباريات كرة القدم التي كانت تجرى ليلاً بين الجنود ومخترقي حظر التجول فيما يعد خرق رسمي عسكري لقرارات مرسي الذي لا حول له ولا قوة في حد ذاته طالما لم تدعمه ميليشيات الجماعة، وعليه أنا لا طاقة لي أن أسمع حوارات و خطب لشخص غير قادر أن ينفذ وعوده ويفعل عكس ما يعد.
ولذا أنا أحدثك الآن عزيزي القارئ، وللمرة الثانية متجاهلاً حوار مرسي مركزاً على أن مرسي سافر والتقى ببوتين أكبر مؤيد للأسد الذي تكافحه جماعة الإخوان والتيارات المتأسلمة - مُدعية التديُّن- والتي ترسل شبابها للقتال في صفوف الجيش الحر السوري ضد الأسد الذي تناصره روسيا التي سافر لها مرسي وعاد من هناك دون أن يثير مسألة الثورة السورية التي تجرأ على ذِكرها في إيران لكن لم يجرؤ على أن يشر إليها هناك، وهذا يرجع في رأيي لأمرين أولهما لأنها في وقت أن أشار لها في إيران كان مرسي قوي مدعوم بنسبة شعبية محترمة، إذ كان مرسي حينها في بداية فترته ولم يكن قد فعل كل جرائمه التي انتهك فيها القانون والدستور وسفك الدماء وأزهق الأرواح على يد شرطته وميليشيات جماعته حتى وصل به الحال الآن إلى أن يصبح مدعوما فقط من جماعته، كما أن اقتصاد بلاده حينها كان في حال أفضل شيئاً ما مما هو عليه الآن –رغم إنكاره- حيث الديون تكبل الاقتصاد كما أنه حينما كان في إيران لم يكن يريد أموالاً ولا دعماً إيرانياً على عكس حالته الآن وهو في روسيا، وهو محتاج للدعم المالي ودعم الطاقة والقمح وغيره. وأرجو أن تنتبه عزيزي القارئ، إلى أنني قارنت بين زيارة مرسي لإيران وزيارته لروسيا وإشارته في الأولى للثورة السورية وتغافله عن ذكرها في زيارته للأخيرة لأن إيران وروسيا يعدا أكثر البلدان تأييداً للأسد ناهيك عن الصين.
وحضرتك تعرف جيداً أن روسيا لها قاعدة بحرية بسوريا، وتمد الأسد بالسلاح الذي يقتل به معارضيه الإسلامين- أي أن الأسد يقتل الإسلاميين رجال مرسي وجماعاته مدعية التديُّن بالسلاح الروسي- ورغم ذلك سافر مرسي للبلد التي يتسبب سلاحها في سفك دماء المجاهدين المعارضين للأسد وهو ما يحيلك إلى أن تلك الجماعات لا أخلاق لها، تستطيع أن تدفع بشبابها ليُقتَلوا وتدفع قادتها ليتفاوضوا مع البلاد المتسببة رسمياً في قتلهم، وذلك إما يرجع إلى أنهم بلا خلق كما سبق وقلت أو لأن حالة البلاد الاقتصادية سيئة لدرجة جعلت مرسي ينحني ويسافر لروسيا ليرجوها أن تدعمه، ويا ليته بعد كل هذه الانحناءات نال ما أراد، فقد عاد كما سبق ونوهت في المقال السابق بخفى حنين.
المختصر المفيد فاشل فاشل فاشل.