الأقباط متحدون - أعتذر عن الكتابة
أخر تحديث ١٠:١٣ | الاربعاء ٢٤ ابريل ٢٠١٣ | ١٦ برمودة ١٧٢٩ ش | العدد ٣١٠٦ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

أعتذر عن الكتابة

من وحي "قررت أكتب قصيدة" للشاعر ناظم نور الدين

بقلم : ماجد سمير
طقوس الكتابة  بالنسبة لي واحدة في كل مرة أقرر ممارسة تعذيب الذات الذي يصل إلى حد الولادة المتعثرة، محاولات متتالية للكتابة مرة بالورق والقلم ومرة أخرى على ملف ورد بالكمبيوتير مع كثير من اللف والدوران حول نفسي دون أن أشعر بما حولي سواء كنت في المنزل أو المكتب، والحمد لله أن الحال – حتى الآن – لم يصل بي مثل أحد العلماء في القرن السابع عشر حينما توصل بعد تفكير عميق إلى حل إحدى المعادلات التي وقف أمامها طويلا، فكتبه على اللوحة السوداء المتواجدة أمامه، ووقف مختالا بنفسه يتأمل نتيجة عبقريته فوجد اللوحة السوداء تتحرك بسرعة جدا مبتعدة عنه لأنها لم تكن إلا خلفية سيارة يجرها حصانين، فركض خلفها محاولا اللحاق بها، وإلى الآن لم تعرف الإنسانية حل المعادلة ولا حتى العالم نفسه، لانه يبدو والله أعلم مستمر في الركض خلف اللوحة محاولا ايقافها لينقل نتيجة المعادلة على ورقة.
 
بدأت الكتابة متعثرة جدا اليوم فجلست باللاب توب داخل السيارة ووجدت الخيط فورا في الكتابة عن عن أزمة البنزين والسولار ووقوفي بالسيارة في طابور طويل لمايزيد عن ثلاث ساعات، ضم كل الانواع الحديثة والقديمة من السيارات ، كتبت عن تعطل سيارتي القديمة - أو "فكرية" كما يحلو لأصدقائي تسميتها – بعد نفاد البنزين منها وقيامي مع بعض المتطوعين "بزقها" إلى أن أخبرنا عامل محطة البنزين أن 80 و90 وكذا 92 نفد ولا يوجد إلا بنزين 95
فصرخت فيه بما يفيد أن سيارتي لو ذاقت مرة واحدة بنزين 95 سترفض ركوبي وستتعالى علي، وأستعنت مرة أخرى ببعض المتطوعين لركنها في أي جانب حتى يعود بنزين 80 للظهور ..وجدت أن الكتابة عن أزمة البنزين والسولار  أصبحت مكررة ومملة فألغيت كل ماكتبته، وصعدت للمنزل وبدأت حالة اللف والدوران  داخل المنزل باحثا عن موضوع للكتابة  أفقت على صريخ زوجتي ملوحة "بالكبشة" في وجهي : قلت لك ميت مرة أنا مش بحب حد يقف فوق دماغي في المطبخ ...انت واقف بقا لك ربع ساعة بتبحلق في الحلل ...عايز ايه؟! خرجت مسرعا من المطبخ دون أن افتح فمي  وجلست على المكتب أمام اللاب توب وبدات الكتابة عن مذبحة القضاء الإكتشاف العبقري لحكامنا الجدد أن القضاء على الفساد يبدا بتخفيض سن القضاء لاتحاة الفرصة للشباب رغم أن أعضاء مكتب الارشاد يلعبون في منتخبات الناشئين تحت 80 سنة، فعلى سبيل المثال محمد بديع 70 سنة و خيرت الشاطر 63 سنة ، فجأة توقفت عن الكتابة وشعرت بخوف شديد هؤلاء ذو نفوذ كبير وانتقادهم قد يؤدي إلى بي الاعتقال وربما أجد أن أحد المهاويس قررأرسالي في بعثة سريعة للقاء المرحوم الحسيني أبوضيف في العالم الآخر فمسحت ماكتبته فورا.
 
ولأن الحمام كان ومازال أحد الأمكان الملهمة لي قررت أخد دش ساخن، ربما يحدث جديد وانتهي من المقال القبصري، وفعلا وجدت العديد من الأفكار  مثل الكتابة عن الاقتصاد وحال الجنيه المتردي أو عن ازمة المرور التي لاتنتهي وربما الأنسب أن يتناول المقال الحديث عن القمامة وزيادتها رغم تحصيل اموال بغرض جمعها وكأننا نشتري قمامة الدول المجاورة، أو توقع خروج الزمالك من بطولة أقريقيا بعد التعادل مع "سان جورج" وربما أن اسم النادي الأثيوبي المرتبط في ذهن المصريين بأشهر أنواع "البكنج بودر" سببا في أن الفريق الضيف "نفش" في الملعب فخرج عن سيطرة الزمالك، أو عن زياة الرئيس مرسي لروسيا واستقبال عمدة أحد المدن له بدلا من الرئيس بوتين، وتذكرت أن "من خاف سلم" ولابد أن أمنع نفسي عن كتابة أي كلمة عن جماعة الاخوان ومكتب الارشاد أو مندوبهم في الرئاسة حتى أحمي نفسي من بطشهم . وخرجت من الحمام وأرسلت لرئيس التحرير رسالة قصيرة على البريد الأليكتروني نصها "أعتذر عن الكتابة" .

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter