أرجو أولا أن لا تفهموا العنوان غلط. فأنا لا اقصد بهذا العنوان اهانة الإخوان المسلمين ولا أصدقائنا الحمير. كل ما اقصده هو ابداء النصيحة للإخوان المسلمين حتى يكسبوا شعبية ليس فقط في العالم العربي والإسلامي بل أيضا على مستوى البشرية ومستوى الحيوانية (وهنا أيضا لا اقصد المسبة).
نحن معشر البشر اصبنا ببلادة ليس بعدها بلادة. فإذا اردنا ان نشتم أحدا نعتناه بالحمار. وهذه الشتيمة تتضمن غلطتين.
- الغلطة الأولى أننا حشرنا الحمار في سخافاتنا. فإذا كان شخصا ما عبيطا أو جاهلا أو ما شابه ذلك، فما دخل الحمار بسخافات الإنسان؟
- والغلطة الثانية اننا اعتبرنا ان الحمار له صفات سيئة، فمن نريد شتمه نصفه بأنه حمار. وحقيقة الأمر الحمار من أشرف مخلوقات الله وأكثرها فضلا على البشرية. ولا اتردد في القول بأن الحمار يساوي على الأقل عشر افراد من الجنس البشري.
وقد اقتنعت بذلك بعد ان شاهدت بعض الأشرطة للسيد العظيم عمر كلول، مؤسس حزب الحمير العراقي. وقد جمعت بعض تلك الأشرطة في مكان واحد في مدونتي يمكن أن تشاهدوها وتستمتعوا بها: http://blog.sami-aldeeb.com/?p=32262
وأشير هنا إلى انه أنشئ في الثلاثينات من القرن الماضي حزب في مصر يحمل اسم حزب الحمير كان يضم عدد من المثقفين منهم عميد الأدب العربي طه حسين وعباس محمود العقاد. وقد يكون أيضا مفيدا التذكير بأن الحمار هم شعار الحزب الديمقراطي الأمريكي الذي ينتمي له الرئيس اوباما، بينما الحزب الجمهوري المنافس فشعاره الفيل. ويمكنكم قراءة المقال التالي حول هذين الشعارين: http://www.islammemo.cc/hadath-el-saa/elentekhabat-elamrikia/2012/11/05/158026.html
والحمار والفيل يشتركان بصفة هامة لكل من يريد ان يحكم البلاد: كبر الآذان ليستمع لمطالب الشعب. والديانات السماوية تنعت ابراهيم بأنه خليل الله. ولكن وفقا لمقولة أخرى اختار الله له خليلين هما الفيل والحمار، وليس ابراهيم الغبي الذي اراد ان يقتل ابنه وقطع قضيبه بينما كان عمره 99 سنة. لأن كل شخص عاقل يختار خليلا عنده مؤهلات للإستماع. ومن أفضل من الفيل والحمار؟ وقد اثنى القرآن على "الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ".
ولنعد لصلب الموضوع. شعار الإخوان المسلمين هو الآتي
دائرة خضراء تتضمن سيفين متقاطعين وقرآن مكتب تحتهما كلمة: وأعدوا. وهذه الكلمة مأخوذة من الآية القرآنية: وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ. وحول الدائرة جملة تقول: الله غايتنا – الرسول زعيمنا - القرآن دستورنا – الجهاد سبيلنا – الموت في سبيل الله أسمى أمانينا.
وهناك جميلة شهيرة لموشي ديان وزير الحرب الإسرائيلي فترة حكم جمال عبد الناصر يقول فيها: "إذا استطعنا اسقاط عسكر عبد الناصر وتصعيد الإخوان المسلمين إلى سدة الحكم في مصر، فسو نتنسم رائحة الموت والدماء في كل بقعة من أراضي مصر. فلتكن تلك هي غايتنا وحربنا بمساعدة أصدقائنا الأمريكان".
وحقيقة الأمر مصر هي الدولة المرشحة الأولى لكي تنافس الصومال وأفغانستان في الدمار بفضل الإخوان المسلمين. ففي هاتين الدولتين تسيطر حركة الشباب وحركة الطالبان وهما الأخوان الصغيران للإخوان المسلمين المصريين. وأنتم إن أردتم ان تدمروا أمة، لا تحتاجوا إلى قنبلة ذرية، يكفي أن تضعوا في الحكم الإخوان المسلمين.
وأنا شخصيا أشفق على الإخوان المسلمين. فهم ضحية غسيل مخ ديني يتعرض له العالم العربي والإسلامي يوميا من الروضة الى الجامعة، ومن الجامع إلى وسائل الإعلام المختلفة. ولذا فكرت بأن اقدم لهم النصح. فهم اخوتنا في البشرية والوطن. فإن كان شخص مريضا في عائلتك فليس لك الحق في قتله بل علاجه، أولا لمصلحته، وثانيا حتى لا تنتشر عدوى المرض.
نصيحتي لهم هو تغيير اسم جمعيتهم وشعارهم بالكامل. فبدلا من جماعة الإخوان المسلمين، اقترح عليهم إسم "جماعة الإخوان الحمير". وبدلا من القرآن والسيف، اقترح عليهم وضع صورة الحمار، وبدلا من الآيات القرآنية وعبارات القتال اقترح عليهم كتابة ما يلي: مبادئ أبو صابر مبادئنا. ومن المعروف أن ابو صابر هو اللقب الذي يطلق على الحمار في حزب الحمير العراقي.
ومن مبادئ الحمار التي يمكن لجماعة الإخوان الحمير الاستفادة منها:
- الصبر.
- وعدم الجشع، فهو لا يأكل إلا ما يحتاج له.
- خدوم: فهو لا يسعى لمصلحته بل لمصلحة سيده
- الجدية في عمله
- لا يصوم ولا يصلي لأنه يتبع المثل القائل "صوم وصلي رزقك يولي"، ويعتبر ان العمل هو أفضل من الصلاة والصوم
- مسالم: فهو لا يقتل أحد ولا يدعو لقتل أحد ولا يمارس الإرهاب
- لا يتاجر بالدين
- لا يعترف لا بقرآن ولا بسنة نبي معصوم عن الخطأ يأمران بالقتل والإرهاب
تصورا حال الدنيا لو أن الإخوان المسلمين تبعوا نصيحتي وأصبحوا جماعة الإخوان الحمير. تأكدوا بأن الأكثرية الساحقة من الشعب المصري سوف تنضم إلى هذه الجماعة، وأنا أولهم.
وتكريما للحمار، اقترح على جماعة الإخوان الحمير نصب تمثال كبير للحمار قرب أبو الهول لا يقل عنه طولا وعرضا. مما سوف يجذب السواح من جميع دول العالم، خاصة من أعضاء جمعيات حماية الحيوان. وهذا ليس بدعة. فالمصريون قديما كانوا يكرمون الحيوانات التي دخلت في معابدهم واستعملت في ابجدية لغتهم.
نقلان عن الحوار المتمدين