بقلم: بطرس يسطس
هدف التعليم الحكومى هو غزو العالم ، عن طريق تجهيز شعب يماثل الغزاة العرب المسلمين فى القرن السابع ، بإعتبار غزاة القرن السابع هم المثل الأعلى للتعليم ، وعلى إعتبار أن هدف التعليم هو إستكمال غزوات القرن السابع حتى تشمل العالم كله أو أن يكون الشعب فى رباط إلى يوم الدين ..

ويتم تجهيز الشعب للغزو عن طريقين : دراسة ألف غزوة إسلامية والتمعن فى إنتصاراتها ومكاسبها ومجدها وشرفها وعظمتها إلخ ، نقل أو سرقة الحضارة الغربية المادية لإستخدامها فى الغزو والحروب لأنه من غير المعقول أن يتم الغزو بالسيف والحصان .. لكن يجب أن يتم بالسلاح الحديث والعلوم الحديثة التى يتم نقلها من الغرب أو أوربا ، بعد أن يعرف الدارس مجد الغزوات وعظمتها يتم تقديم هدف الغزو وهو الغرب فى صورة العدو الشرير المعتدى الظالم والضعيف والمهزوم فى نفس الوقت فقد تم الإنتصار عليه وطرده من المنطقة أربع مرات : الروم - الصليبيين - إنجلترا وفرنسا - والآن : أمريكا .

ولكى أثبت أن هذا الكلام صحيح سأستعرض بعض ظواهر هامة وهى : خلو التعليم من أى شخصية مدنية ... يهتم التعليم فقط بالشخصيات الإسلامية المنتصرة ، فكل ما هو مهزوم يتم إستبعاده من التعليم ..

فالغرب كبشر وفكر مستبعدين بسبب أنهم يهزموا دائماً أمام المقاتلين المسلمين ، والشعب المصرى محذوف من التعليم قبل أحمد عرابى لأنه لم يكن يحارب قبل ذلك الوقت ، وملوك أسرة محمد على بدءاً من الخديوى توفيق محذوف تاريخهم لأنهم خضعوا للغرب ، وتاريخ الدولة العثمانية محذوف بسبب هزائمهم أمام الغرب وبسبب تفكك الخلافة تحت حكمهم .

هيجىء واحد يقول : كيف نغزو الغرب أو العالم ونحن ضعاف ؟ والإجابة أن الغزو ليس بمنطق أو حكمة بشرية لكنه بسبب أمر إلهى ، والإله الذى يأمر بالغزو هو من ييسر ويسهل وينجح الغزوات . طبعاً فيه هدف آخر للتعليم وهو أن تكون حياتنا ليست أقل من الغرب على إعتبار أن مجتمعنا هو خير أمة .. فلذلك بيحرصوا ألا يكون الفارق بيننا وبين الغرب كبيراً ، وبيتم نقل الإنجازات المادية الحضارية من الغرب أولاً بأول عن طريق إرسال بعثات سرية .. لا نعرف عددهم ولا شخصياتهم ولا البلاد المبتعثين لها لكن يجرى الأمر سراً لكى لايشعر الناس أن ما نعيشه من حضارة وأنجازات وعلوم هو منقول بحذافيره من الغرب.