السادة والسيدات الأفاضل /أبناء مصر العظيمة . أيها المفكرون والعلماء وجميع أبناء مصر العظماء : عار على أبناء النيل ان يقعوا فى الخطأ الفادح وينقسمون الى فريقين متصارعين كصراع الديكة والعالم من حولنا يحرضنا ويتفرج علينا ويسخر منا . هذا فريق مبارك وفلوله . وهذا فريق الاخوان المسلمين وزبانيتهم . أهذىن هما الفريقان الأساسيان فى مصر (العظيمة) وجميع مفكروا مصر وعباقرتها يلعبون اما لصالح هذا الفريق او ذاك ...؟وأسفاه .والجميع أما يحب وبشدة...

او يكره وبحقد... .الحقد والكراهية سمما حتى مياه نيلنا العظيم الذى كنا فى هذه الايام ننتظر مياهه العذبة مع قدوم (شم النسيم). وتحولت مصر بسبب هؤلاء وهؤلاء الى دولة عقيمة ..خالية من الفرق العظيمة ومن اللاعبين العظماء .أن ترفض الاخوان اولا ترضى عنهم فهذا من حقك .وان ترفض مبارك وفلوله ولا ترضى عنهم فهذا أيضا من حقك بل ومن واجبك ان تقاوم هؤلاء وهؤلاء لأنهم فشلوا فى ادارة مصر بل وأفسدوها وجعلوا أعزة اهلها أذلة وما زالوا يفعلون . ان رفضك لحكم الإخوان لا يجعلك تبرأ مبارك وزبانيته من فساد دام اكثر من ثلاثين عاما طوال فترة حكمهم لمصر..
 

ربما كنت من المحظوظين او من المقرين أو حتى من الفاسدين مثلهم وعشت فترة حكم مبارك وفلوله فى سعادة تامة ... فليس هذا دليل على براءة نظامه وفلوله . وبالمثل هناك فئة اما محظوظة او مقربة من الاخوان او فاسدة أو وصولية انها تعيش نفس سعادتك التى كنت تعيشها فى ظل حكم مبارك وتنعم بما كنت تنعم به فلكل نظام عبيده وعباده . .

وهذا ليس دليل براءة الاخوان ونزاهة حكمهم لمصر .يجب علينا كمفكرين وللأسف الشديد كبار المفكرين فى مصر وفى الدولة الكبرىيجب علينا أن نقول هذا حلال وهذا حرام ليس بقدر استفادتي او مدى ضرري منه .لا... لا.. الحلال حلال حتى لو سبب لى ضررا طالما انه لصالح مصر والحرام حرام حتى وان كنت استفيد منه طالما هو يسبب الضر لمصر . تركنا مصير مصر وعدنا نتباهى ونتبارى بالكلام المنمق والخطب الرنانة فى جميع وسائل الإعلام فى الداخل والخارج . والشاطر منا من يصرخ ويرفع صوته لصالح هذا الحزب او ذاك التيار .أصبحنا فى مباراة طرفاها (مبارك وفلوله ) و(الإخوان وزبانيتهم )ولابد لك ان تحب احدهم وتكره الاخر .أهذه هى مصر أيها السادة الكبار..؟أهذه هى مصر أيتها النخب المثقفة ؟التاريخ لم ولن يغفر لنا خطايانا ..والأحفاد لم ولن يرحمونا بل سيكيلون لنا السباب (بالكيل الذى كلنا لهم به ) . مصر الان مغروسة فى( الوحل) حتى النخاع...

مصر فى وحل (مبارك)ومستنقع (الاخوان).انتم يا أبناء مصر تتحملون المسؤلية ..استيقظوا قبل فوات الاوان ..ارفعوا أصواتكم من المأذن واقرعوا أجراس الكنائس ..لنقيم صلاة واحدة وقداسا واحدا لمصرنا ومصيرنا ...مصر تجوع وتتعرى وتمرض ونحن نتفرج وفى النهاية نحن من سيدفع الثمن وسيكون ثمنا غاليا ..هيا قبل ان يفوت الاوان ..هيا قبل ان تنتهى (المباراة) فنحن نلعب فى الوقت الضائع .. هيا فلا نامت أعين الجبناء ... هيا فلا نامت اعين الجبناء .

نحن جميعا فى مصر مصريون ..مصريون . لا لمبارك وفلوله...لا للإخوان وزبانيتهم ...لا لعبد الناصر ورموزه ...لا للسادات وانصاره .. نعم لمصر ..نعم للمصريين . ورحم الله أحد أبناء مصر الكرام (احمد شوقى)حينما قال منذ سنين وسنين : زَمانُ الفَردِ يا فِرعَونُ وَلّى وَدالَت دَولَةُ المُتَجَبِّرينا وَأَصبَحَتِ الرُعاةُ بِكُلِّ أَرضٍ عَلى حُكمِ الرَعِيَّةِ نازِلينا وَلَيسَ الخُلدُ مَرتَبَةً تَلَقّى وَتُؤخَذُ مِن شِفاهِ الجاهِلينا وَلَكِن مُنتَهى هِمَمٍ كِبارٍ إِذا ذَهَبَت مَصادِرُها بَقينا