الأقباط متحدون - الدكتورة / الست ام قورني 2
أخر تحديث ١٦:٢٤ | الجمعة ٢٦ ابريل ٢٠١٣ | ١٨ برمودة ١٧٢٩ ش | العدد ٣١٠٨ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

الدكتورة / الست ام قورني 2

مصر
مصر

بقلم: صفنات فعنيح
 الساعة ٢ بالثانية وضعت يدي علي جرس الباب ..وسرعان ما اتفتح الباب .. ووجدت نفسى امام اسطورة جمال مصر .. وهي تحضنني بعينيها الواسعتين الثاقبتين وابتسامة غطاها كل خجل بنات مصر .. وارتفع الدم الي وجنتيها فاخفي كل الشجاعة التي اظهرتها من خلف سماعة التليفون وهي تدعوني الي الغذاء في بيتها وهي تعيش بمفردها

فقد شعرت ان الموقف اقوي منها .. وانااعبر مترجلا بخطواتي  الثقيلة داخل شقتها محتضناً باقة ورد قد اخترتها بعناية فائقة.. ولكنها سرعان ما جمعت كل شجاعتها وقالت لي بصوت عزب يكاد ان يتلاشي من خجلة .. اية الورد الجميل دة كلة يادكتور .. لم تستطع ان تسعفني لباقة الحديث التي اتمتع بها دائماً .. ووقفت امامها يلفني الصمت الرهيب .. أحسست اني  تلميذ خايب ذاكر طول السنة وجاء الامتحان فلم يتذكر ولا اجابة  واحدة  .. ولكني جمعت ما امتلك من شجاعة فقلت لها دا شئ  بسيط جدا يجي اية جنب سفرة الاكل وجمال تنسقها والشمعتين  الحمر التي اوقدتهم للتو وقالت لي .. اتفضل اعتبر البيت بيتك بعد اذنك اجيب الاكل من المطبخ .. وما ان استدارت لتحضر  الاكل .. وكانت فرصة ذهبية كي اخرج كل الانفاس التي ابت ان  تخرج من صدري وانا اخطوا داخل بيتها .. فانا رجل مصري قد تربي علي ادب وعلم المصريين القديم وليس الحديث ..كيف ازور  امرأة تسكن بمفرضها .. واتناول معها الغذاء .. وعلي مايبدو انها  ادارت جهاز التسجيل وجاءت اغنية حاجة غريبة لعبد الحليم حافظ وشادية وكلمات الاغنية كأنها سهام مصوبة تجاة قلبي .. اردت ان اهرب من مشاعري .. ومن سرعة نبضات قلبي ..

فرفعت صوتي فوق المعتاد كي تسمعني اسألها اذا كانت محتاجة مساعدة ..قالت لي بس لو سمحت تيجي وتشيل الحلة البيركس اللي فيها الملوخية علشان نخلص بسرعة ونقعد ناكل .. وحدث اني دخلت الي المطبخ وحملنا الاكل الي السفرة وجلسنا كي نبدأ تناول هذة الوليمة الشهية في داخل بيتها المفعم بالاناقة .. وقبل ان نبدأ قلت لها اعتدت قبل تناول الاكل ان اصلي واشكر اللة انة وهب لنا هذة النعمة .. وبدون تردد قالت لي ممكن تصلي بصوت عالي انا عايزة اسمع انتا بتقول اية

.. واغمضت عيني وبدات اصلي وعندما انتهيت من هذة الصلاة القصيرة ولانها لا تعرف كيف يصلي المسيحيين علي الاكل فتحت  عيني ووجدتها ما زالت فاتحة زراعاها مثلي نحو السماء ومغمضة  العينين مثلي وفي اللحظة التي فتحت فيها عيناها .. وجدت دمعتين  قد سقطا من هاتين العينين السوداوين الواسعتين يصحبان معهما بعض من لون الكحل الاسود الذي تفننت  في رسمهما علي الطريقة الفرعونية وكأن عيناها تحكي لي كل تاريخ مصر القديم .. قلت لها .. اية الدموع دي يادكتورة ..
قالت لي عارف .. الصلاة علي الاكل دي عادة جميلة قوي مش عندنا يامسلمين ..  قولت لها .. لابد من شكر اللة علي  كل شئ  .. وشوفي بأة انا ميت من الجوع .. قالت لي اتفضل  واخذنا ناكل  واحسستني بجمال الضيافة المصرية الاصيلة .. وتعدمني لو مكلتش دي ودي ودي  .. كانت تؤكلوني كأم وتكلمني كحبيبة  وتحترمني كزوج  وتاكل هي كمان ... وكان هذا كصاروخ اخترق  قلبي فقد ماتت امي منذ زمن بعيد وتغربت بعيدا عن مصر  ..  وكنت والوحدة  صديقان لا يفترقان .. لم اتعود هذا الحنان المصري منذ زمن بعيد الامر الذي جعلني احس بشبع من نوع آخر .. ولم نترك سفرة الاكل بل جلسنا نتكلم ونضحك واحسست ان هناك مشاعر جميلة تهاجم قلبي .. ولا استطيع ان اقاوم 
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع