الأقباط متحدون - 1-السبت و لعازر
أخر تحديث ٠٤:٥٧ | الجمعة ٢٦ ابريل ٢٠١٣ | ١٨ برمودة ١٧٢٩ ش | العدد ٣١٠٨ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

1-السبت و لعازر


يوميات البصخة 2013
Oliver كتبها 
عشت علي الأرض تدوس الشر و تقهر الفساد.لذا ليس مستغرباً أنك تقيم الموتي.لأنك أنت الحياة فلا قوة للموت بعد.
في السبت إرتاحت نفسك أن تقيم الناس من الموت.بينما كانوا يظنون أن السبت وضع ليموت الإنسان في سبيله.
كنت تُعلم الناس في البرية أنك أنت خبز الحياة و من يأكلك لا يموت و أيضاً من يؤمن بك لا يموت .كنت تُعلم أنك إله أحياء و ليس إله أموات.و الآن تثبت ذلك. أقمت لعازر فالموت أمامك كلا شيء. الموت أصبحلا يسود علي أولاد الله.. الموت بموتك فقد هيبته.بموتك صار الموت عبداً تحت أقدام  المؤمنين يستخدمونه لمجد إسمك تماماً كالحياة.
 
بيت لعازر
بيت الفرح و المحبة.بيت السلام و شفاء المرضي.البيت الذي وجد فيه سيدنا الصالح راحته.
ملتقي الذين يريدون أن يشربوا من ينبوع الحياة.كان يسوع هنا.الجدران تعرفه.و أثاث بيتنا المتواضع.لطالما نام هنا علي سريري.و أكل من يد مرثا.كانت تطعمه كالطفل و كنا نحبه.
جيراننا يعرفونه عند قدومه بيتنا.يقفون علي بابي.يقدمون إليه مرضاهم.ما كان يخذل أحداً.لذا كان قدومه عندنا يوم عيد في كل قرية بيت عنيا.كثيراً ما كنت أراه ينظر علي مرمي البصر هناك قرب الوادي حيث قبور الذين ماتوا.ما كنت أفهم سر شروده هكذا.
 
سبت مريم
ارسلت مريم للسيد في رسالة مختصرة: يا سيد هوذا الذي تحبه مريض؟؟؟ ما أضافت كلمة مثل تعال لتشفيه...ثقتك غالية يا مريم.نعم وصلته رسالتك.و لعازر يتوجع في مرضه الأخير.حمي الموت إلتفت حوله.ثقبت كل عظامه.ليس فيه سوي جسد تشبع بالموت من كل ناحية.تلمحه مريم  مترنحاً علي سرير موته و تأتيها أفكار كثيرة.أهكذا يتألم حبيبك يا يسوع؟أما تدرك أوجاعه؟أما تحس بما فيه الآن؟لماذا تتركه في مخاض الموت؟هذه أوجاع سادت علي الجميع يا مريم.كلنا ضربت في أصولنا حمي الموت.و الفساد أحاط كياننا و أوجاع الخطية مثل نار الكي في الداخل و الخارج.
 
كانت مريم تعرف أن المسيح الرب حبيبهم.لن يسمح لهذا البيت أن يدخله الحزن.لطالما نام المسيح علي نفس سرير لعازر.كأنه كان يقترض الموت منه.كأنه كان يقترض الأمراض و الأوجاع عنه.كان سرير لعازر قبراً للمسيح حيناً و متكأً للمسيح حيناً .إنما الان لعازر ممدداً لا قوة فيه حتي علي التوجع.تنظره مريم و تقول في قلبها حتماً السيد في الطريق .تشدد يا لعازر.قليل و يأتي.لعله الآن في الرواق.لعله يصعد الدرج.لكن حبيبك يا مريم لم يأت.تزجر مريم الأفكار المضادة.تهمس في نفسها لربما إستوقفه الناس في الحي.عند جيراننا مرضي كثيرون.و هم يعرفونه عند قدومه.يهرعون إليه بمرضاهم.لعلهم إستوقفوه و أعاقوه قليلاً.حتماً هو يشفي هناك في القرية عند سفح الجبل.لعله آتٍ.لكن حبيبك يا مريم لم يأتِ؟ يا لخيبة أملك و ثقتك الزائفة فيه هكذا قاتلتها الأفكار الشريرة ما حبيبك من حبيب يا مريم ما حبيبك من حبيب لقد خذلك..
 
فجأة صاح لعازر صيحة الموت.نظرت مريم عيناه في هلع.صرخت في وجع.مات حبيبك يا يسوع.الذي تحبه مات.إنكسرت علي لعازر مع مرثا.كانتا تودان لو إحتضنا الموت عوضاً عنه.لو أنهما تستطيعان أن تميتا الموت.تقهر هذا الذي قهر أخيهما لعازر.ما إنكسرت نفس مريم مثلما إنكسرت أمام موت أخيها.منذ معرفتهم بيسوع ما إستطاع الحزن أن يدخل دارهم إلا اليوم.دخل الحزن بالموت.كما دخل إلي العالم بالخطية و أفقدنا فرح الفردوس الأول.
سبت مرثا          
 
تجلس مرثا ساهمة و شرودها لا ينقطع. مرثا تحب  السيد و تعشق خدمته.تكرمه كلما يأت.تظل منشغلة بخدمته.تتساءل في أنينها .أما وصلته الرسالة؟ أرسلنا إليه أن حبيبه مريض.فلم يحضر.لعلهم أخطأوا شخصه و لم يخطروه هو.لكن حبيبنا ليس مثله.كل الناس يقولون عنه لم نر مثل هذا قط.حتماً لم يخطئوه.يبدو أنه يعرف أن لعازر سيموت.لذلك ما جدوي شفاءه؟ لكن أما كان ممكناً أن يأت و يعزينا؟ حتي يحضر جنازته و يشيع حبيبه إلي القبر لأخر مرة.أم أنه لا يريد أن يتنجس بالموت؟ ما أدري...كنا نفتخر به قدام الجميع.نقول أنه يحب بيتنا و يحبنا .يأت عندنا و يبيت.حتي أن الناس كانوا يحملوننا رسائل ننقلها إليه و يستجيب.ماذا أقول الآن و بماذا أفسر تجاهله هكذا؟نظرات الشامتين تحرقنا.و بعض العجائز سمعناهم يعايروننا به.ما أقسي هذه اللحظات.حين تشعر أنك متروك.و لو للحيظة.
 
مريم كانت تجلس عند قدميه و كان يسمي هذا (النصيب الصالح).و هوذا النصيب الصالح لم يشفع لها ليأت و يشفي أخي؟
أنا كنت أكرمه و أخدمه و كان يسمي هذا ( أمور كثيرة) و هذه الأمور الكثيرة لم تشفع لي و يستجب و يشفي أخي؟
إذن كيف تستجب؟إذا لم تستمع لمن يتكرس لك و لا لمن يخدمك فلمن تسمع؟إذا لم تكرم الذين يكرمونك فمن إذن تكرم؟ 
غريب أمرك.كنا نظن أننا نفهمك و لكن الموت جعلك عندنا كاللغز.أنت أعمق غموضاً من الموت نفسه. إسمح لي أن أقول أنني غاضبة يا يسوع.
 
سبت التعزيات الباطلة
يأتي المشيعون غير مصدقين.أهكذا يكون حبيبه يموت مغلوباً سريعاً في شبابه؟ و هو الذي في كل وقت كان يفتخر بحبيبه يسوع؟ أين ذهب حبيبكم يا إبنتي عنيا.أين راح و إنشغل؟ أليس هذا الذي كنتما تبشراننا به؟أليس هذا صانع العجائب في بيتكم؟ مريم......أين الذي كنتي تجلسين عند قدميه ؟لماذا لم يأت و يشفه؟ مرثا... أين الذي كنتي تعدين له مائدة كالملوك و لماذا لم يستجب؟
 
خيب ظنكم....حبيبكم ذهب.كنتم تقولون عنه لا ينسي و هوذا نسيكم أليس كذلك يا إبنتي العناء و اليتم من بعد موت لعازر؟
كانت الكلمات تنطلق كالسهم تمزق أحشاء الأختين.ما حدث من قبل أن جاء المعزون شامتون هكذا في رثاءهم.
كانت تعييراتهم أثقل من الموت.ليس لدي المحبين تعليقاً إذا خذلهم المحب.يكتفون بالصمت و بالدموع.هكذا كانت تجاوب الأختان.
حملوا النعش.ضاع كل أمل.دقائق و يختفي اللحد في القبر و يطوي لعازر النسيان.ضاع كل أمل يا إبنتي عنيا.ضاع و ليس من رجاء علي الإطلاق.هكذا كانت تقول الأفكار و يقول المشيعون أيضاً.
 
لو أراد أن يقيمه لكان قد أتي.و لكنه ميت ميت لا محالة .لذا لم يأت.مات لعازر...و وضعوا حجراً ثقيلاً بعده.غاب لعازر عن الدنيا.
بعد أربعة أيام
فاتت أربعة أيام و جاء السبت و إنقطع كل أمل.فالرب لا يعمل يوم السبت هكذا ظن الناس.و هو رب السبت لأنه رب كل الأسبوع أيضاً.
لكن سبتاً جديداً أتي و هم لم يدركونه بعد.لقد أراد المسيح رب السبت أن نحفظ السبت بفكر الأحد.أن نحفظ القديم بفكر الجديد.أن نحفظ النبوات بفكر المسيح.أن نحفظ الذبيحة بفكر النعمة.أن نحفظ الرموز بمشاعر الحقيقة.فنحن مزيج من خميرة عتيقة و عجين جديد.
قابلته مريم.يا سيد لو كنت ههنا لم يمت أخي.وجودك ههنا كان يمنع الموت .لا يمكن أن توجد أنت و يوجد الموت معاً.يا سيد أنا أؤمن أنه سيقوم في اليوم الأخير.
 
لم تكن تعلم مريم أن اليوم الأخير قد جاء.و لا معني لليوم الأخير في حضرة المسيح.ففيه تنتفي الأزمنة.و منه تتشكل الأبدية.لا أخير بعده.هو الأخير بذاته كما أنه الأول.لم تدرك مريم هذا كله كما لم تدرك  أن سيادة الموت علي العالم قد زالت.و أن حبة الحنطة وضعت أقدامها علي أعتاب الصليب .هذا هو الأخير.لذلك ما فهمت مريم.هي ما زالت تتوقع ما قد تم بالفعل.الأمر جد صعب عليك يا مريم.و علي مرثا.و علي المشيعين .و علي الجميع حتي اليوم.
 
أين وضعتموه
سألهم السيد :أين وضعتموه؟  أنتم وضعتموه بأيديكم لكي لا يخدعكم أحد بأن الذي قام شخص آخر غير لعازر.أين دفنتم أمواتكم؟يسألك السيد حزيناً و دموعه منسكبة عليك.أين دفنت الضمير.اين دفنت نعمتك.أين أطفأت الروح.أين طمرت وزنتك.أين محبتك الأولي؟هل أنت مستعد للإجابة؟؟؟ أنت تجيبه و هو يقيمك.أنت تعترف له و هو يسهل لك طريق التقوي.
كن واثقاً أن المسيح يحبك و أنت في البيت و أنت في القبر و أنت ميت و لو صار لك أربعة أيام.
 
دع خدام يسوع يرفعون الحجر و المسيح يقيمك.دع الكاهن يحلك من أربطتك فأنت قد قمت من الخطية و الأربطة لا تليق بك
 
لعازر هلم خارجاً
......هذا هو صوت يسوع الإلهي.يستدعيك ليس فقط من الموت ليس فقط من القبر بل أيضاً من الهاوية ذاتها.صوت يسوع رد لعازر من الجحيم.صوت يسوع فتح له متاريس الهاوية.صوت يسوع دخل مسامع حراس الهاوية ففتحوا للعازر لأن سيدهم أمرهم.صوت يسوع ملأ الأرض و ما تحتها و ما فوقها.كانت صيحته هلم خارجاً ترسل أوامر لمن في الجحيم و لمن يحرسونهم و لمن في القبور و لمن في الأرض.صيحة هلم خارجاً ملأت الكون كله.أبعد هذا كله يشككون في لاهوته؟
قام لعازر لابساً أقمطة كمولود جديد.لا يستطيع المشي كمولود جديد.يحتاج من يفك أربطته كمولود جديد.فالتوبة ولادة جديدة.و الإستنارة ولادة جديدة.انت و انا و كلنا لعازر.
 
                                         حديث أمام قبر لعازر
يا سيد الفكر مريض.القلب مريض.كل الجسد سقيم.هوذا الذي تحبه قد صار نهباً للدوس.ليس فيه صحة.فلو كان مرضي لمجدك فأنا أفرح بمجدك كل الأيام.
أرسلت إليك شفاعات القديسين.يطلبون عني قائلين هوذا حبيبك يدعوك.محتاج إليك.يطلبك.هل وصلتك رسائلي.أنا راقد علي سرير وجعي.و الشامتون خارجاً يستعدون لموتي.كأنما أنت تاركني.لا تعطهم فرصة يشتكون فيها عليَ.
يا سيد نعلم أنك أحببتنا.دموعك أفحمتنا.أرأيت ماذا تصنع بنا الخطية؟ تدخلنا غياهب الجب.و تحبسنا خلف أسوار النسيان.لكنك أنت هناك أيضاً .فليكن روحك القدوس هو صوتك فينا.يستردنا متي تثقلنا بالحجر الضخم.يستدعينا من أبعد مكان.يستحضرنا من جديد لنخرج إليك من ذواتنا.فك عنا هذه الأربطة.كن لنا نصيب مريم.كن لنا مائدة مرثا.كن لنا قيامة لعازر.
 
ليتهم يبصرونك و يشيرون قائلين أنظروا كم كان يحبه.و تديم قيامتنا من خطايانا و يقولون أنظروا كم ظل يحبه.لأن ديمومة محبتك سر حياتنا.
من بيت عنيا نناديك.من أرض عنيا.أرض الشقاء.و قبور الوادي شهادة علي أعمارنا القليلة.مكتوب علي مداخل أرضنا أننا غنم قد حسبنا للذبح.فماذا نطلب سوي أن نحسب ضمن قطيعك.
الهيكل يسكن مقابل أرضنا و مع ذلك لا زلنا نمرض و نشقي و نموت.نريد هيكلك أنت يسكننا.فحوائط الهيكل تتشقق أما جسدك فمنتصر علي الفساد كله.
كم جئتنا زائراً.نستضيفك لدقائق أو ساعات و تمضي.حينئذ نتحسر علي فقدان النعمة.الآن نريدك دائماً ساكناً الأفكار و المشاعر و الأفعال.هذه هي قيامتك فينا.
 
لي أختان هما نفسي و روحي.واحدة تتلذذ بالسكون في حضرتك و الأخري منهمكة في أمور كثيرة.و أنا أطلب أن تجمع روحي و نفسي فيك إلي الأبد.
دعني أكون مشهداً لكل من يعرفني.يرون قيامتك فيَ.كما رأونني في موتي يرونني في قيامتي.فيفرح من يريدك.و يخزي من يشمت فيك.دعني أمجدك في كل شيء .فأنا مدين بأنفاسي لك.
حتماً سيأتي اليوم و هو قريب الذي فيه تنادينني بإسمي قائلاً هلم خارجاً. لكي أخرج من كل العالم لأنه قبر لي.سيأتي أوان الميراث سيأتي و لي فيك نصيب.حتماً سيأتي سريعاً.و ها أنا منتظر.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter