يوميات البصخة 2013
2 أحد الشعانين
بقلم: أوليفر
معلمنا الصالح يسوع و هو عالم أن الناس ينتظرون ملكاً أمر تلاميذه أن يذهبوا إلي حيث أرشدهم فيعدوا موكب الملك.و كما غير مفاهيم الناس و هو مولود في عرشه الأول علي الأرض (المزود) هكذا أيضاً في ختام حياته علي الأرض بالجسد أراد أن يغير مفاهيم الناس عن عرشه الثاني (الصليب).
حين قال أن إبن الإنسان ينبغي أن يرتفع فهو سيرتفع ليس فوق الصليب فحسب بل في يقين كل مؤمن فيقبل المسيح مخلصاً ليس سواه.
يقولون لك :أين يا سيدي يعدون الفصح؟ فيقول لهم عن آتان و جحش؟
هيرودس بني لنا هيكلاً عظيماً .فيجيب المعلم قائلاً جسدي هو الهيكل الأعظم.
يقولون لك لم تعد نار السماء تنزل و تلحس الذبائح؟ فتجيب قائلاً أنا أرسل لكم الروح القدس ليس في زيارة خاطفة ليلحس ذبائح بل ليبق معكم و فيكم إلي الأبد.
يقولون لك رئيس كهنة هذا الزمان تنبأ أن يموت واحد عن الشعب فماذا يقصد؟
يقول المخلص أنا أحبكم حتي المنتهي حتي الموت .و لم يفهموه بعد.
في موكبك أصوات هتاف.أصوات صراخ.أصوات إبتهال و توسل.الجميع يهتفون خلصنا.هوشعنا.فهل حقاً يقبلون الخلاص؟
كثيرون يهتفون خلصنا و قليلون هم الذين يخلصون بالحقيقة.
راكب الكروب ركب علي آتان؟
عند هيجان هيرودس الأب وقت مولده ركب علي آتان و هرب من غضب الشرير إلي مصر.و عند هيجان هيرودس الإبن ركب علي آتان لنهرب نحن من الغضب الآتي.
إخلع قميصك
إذا رأيت موكب المعلم قريباً إخلع قميصك.عرياناً يقف الناس أمامه.كل الذين عاشوا ليس من أجل شهوات الجسد قد خلعوا عنهم رداء الأرض.كل الذين زهدوا في الأرضيات لبسوا الروح و لم يعيشوا حسب الجسد.
إذا سمعت أن الموكب قادم فقل له كلمة وحيدة....قل له خلصنا.....
لا تهتف بغير رجاء.لربما ينزل عن موكبه و يقصد بيتك.هل أعددت البيت؟ لربما يختاره ليعد فيه الفصح؟ هل أعددت البيت؟ لربما يبيت عندك مثلما بات عند زكا فهل أعددت البيت؟
إخلع عنك قميص الزهو و الإفتخار الباطل فأمام موكبه تصطك أسنان الملوك و ترتعش رُكَبْ العظماء.قف عارياً لا يهم.بطرس لما تعري أمامه ستره بمحبته.و يوسف الصديق لما ترك رداءه في يد إمرأة فوطيفار فاض عليه بالبركات.إخلع قميص العار.كل أردية الأرض لا تستر أمام فاحص القلوب.يسترك الدم وحده.يري الدم و يعبر.فلا تتغط بأوراق التين.إخلع رداءك فها هو سيمر نحوك.حتماً سيمر.و ستتلاق عيناه بعينيك.هل أعددت ما ستقوله حينذاك؟ أقول لك ردد كلمة وحيدة.قل له خلصنا.هوشعنا.
اليوم يوم مرور موكب الخلاص أمام بيتك.أمام كل أسرتك.أمام أصدقاء الشارع و العمل .يوم مرور الموكب أمام الجميع.فكل نفس لها فيه نصيب.دعوا الأطفال أيضاً تصرخ هوشعنا يا إبن داود.لا تمنعوا الصغار .المسيح مسيح الجميع.ملك علي الكل.أتي لكل الناس.موكبه اليوم يتلألئ.غداً يلبس الأحمر القاني.فقل له خلصني يا سيد.
إذا رآك الناس عارياً تلهث خلف موكب المعلم الصالح فلا تخجل من عريك ولا تتضايق من تعييراتهم .سيأت سريعاً و ترتمي في حضنه و يخبئك فيه.سيبحثون عنك متسائلين أين هو فتقول لي الحياة هي المسيح و أنا مختبئ فيه.ها قد جاء في موكبه و أخذني إلي حجاله.سترني بستر مظلته.أنا فيه و هو فيً.
أن تخلع قميصك هو أن تعود إلي البداية.كأنك يوم مولدك.تترك مكاسب الدنيا للدنيا.لأنه منذ البدء لم نسمع أن مولوداً حديثاً يشتهي المكاسب أو يطلب سوي حضن أمه.عد إلي حضن مسيحك فاليوم يوم خلاص.
إن خلعت عنك شهوات الباطل يلبسك المسيح تنعمات الأبدية.أنت تخلع العتيق و هو يلبسك الجديد.أنت تخلع الترابي و هو يلبسك بالسماوي.أنت تخلع المهان و هو يلبسك الممجد.أنت تخلع الزائل و هو يلبسك الباقي.أنت تخلع الوقتي و هو يلبسك الأبدي.الحقيقة أنه إن خلعت أنت عنك فكر الأرض تقتني نصيبك السماوي مع المسيح حين يأت في موكبه.
أنظر أنه أعطي الآتان و الجحش أن يدوسا معه الطبيعة العتيقة قبل أن يدخل المقدس.الثياب التي كان يدوسها السيد هي هذه الطبيعة التي فسدت بالخطية.و قد أعطي اليهود و الأمم أن يخلعوها ليدخلوا معه إلي ملكوته.
التوبة هي أن تخلع رداء الشر.المحبة هي أن تخلع رداء الأنانية.الصبر هي أن تخلع رداء التذمر.البساطة هي أن تخلع رداء التبرم و العبوس.الصمت هو أن تخلع رداء التسيب .
التواضع هو أن تخلع ثوب الكبرياء .السلام هو أن تخلع رداء العنف .إن لم تستطع أن تلبس هذه الثياب السماوية فعلي الأقل إخلع أنت الأرضي و الرب يكسوك بثوب الكاملين لكن إفعل شيئاً . لا تقف في طريق موكبه بغير إستعداد.
ملك ليس كما يظنون
يقف أمامه البعض متسائلين: هل ترد اليوم الملك لإسرائيل؟يبدو عليك أنك قبلت أن تصبح ملكنا.ها أنت لم تزجر الهاتفين.شجعت الصغار علي صراخهم نحوك.بالأمس تركتنا و إختفيت حين كنا نود أن ننصبك ملكاً عند الجبل.فهل إقتنعت اليوم بالمُلك؟
يرد مخلصنا الصالح: أنا الذي أختار الجبل الذي عليه أضع عرشي.أنا لي مملكتي لا آخذ من أحد بل أنا أعطي لكل أحد ما يملك.أنا أختار الساعة التي أظهر فيها للعالم ملكاً و مخلصاً.نعم اليوم أقبل هتافكم.و لو لم تهتفوا لي لكنت أجعل الحجارة تهتف.سأجعل الطبيعة الصماء تنطق بعظمتي لكي تعرفوا أي مخلص أنا.لم يكن الهتاف مسموحاً به اليوم إلا لأقول لأبي ها هم ينتظرونني مخلصاً و شافياً.
ليس الهتاف لأنني قبلت أن أكون ملكاً زمنياً كما تظنون.تركتهم يصيحون أوصنا في الأعالي لتفهموا أنها تعني كن لنا وسيطاً في الأعالي لدي الآب.لأن الأعالي كلها كانت ضدكم.أناصاحب هذه الأعالي و لا أقبل هذا التدني لا اليوم و لا غداً و لا في أي زمن.أنا صاحب المملكة الأبدية لا يمكن أن أقبل مملكة زمنية.مملكتي لا تزول فكيف أقبل الزائلة.
هل تريد المسيح ملكاً يا أخي و يا أختي؟ ملكاً من ذاته أم ملكاً من ُصنعك؟ فاليوم ينتقي بعض الناس ملوكاً من صنعهم ثم يندمون.
عند دخول المسيح العالم في تجسده غير معني العظمة في مولده.و عند خروج المسيح من العالم بالجسد غير معني العظمة في آلامه.في دخوله سكن المزود و في خروجه ركب جحش و آتان .مع المسيح صار الكل جديداً حتي المعاني.
إلي أورشليم يدخل.إلي قاتلة الأنبياء و راجمة المرسلين إليها. يدخل لقضاءه.يدخل لموته دخول المنتصر.يدخل بقدمين ثابتتين.يعرف أن الساعة قد إقتربت .اليوم يهتفون له. غداً يهتفون عليه. هم لا يعرفون.هكذا يجعل الجهل بعض الناس يهتفون و هم لا يفهمون.إنهم يصيحون مع الناس.يتجمهرون حول أي قضية.يحشرون أنفسهم وسط المواكب.هم أصوات فحسب.إذا صمت صياحهم تحسبهم أنهم كانوا بخار و إضمحل.
الرب محتاج إليه
في القرية التي أمامنا ذهبنا حسب مشورتك.كان هناك جحشاً مربوطاً لم يركبه إنسان من قبل.كان قليل المعرفة و عديم الخبرة و القوة.لم يكن أحد يلتفت إليه.هكذا كان حال الأمم.فيا مخلص الأمم اليوم من أفواه هؤلاء الصغار تخرج تسبيحتك.
كيف أتيت إلينا كمحتاج.أحقاً تحتاجنا في شيء؟أو تحتاج أي شيء غيرنا؟هل لديك أي إحتياج و أنت الكامل الغني صاحب الملكوت؟ كيف أفهم أنك محتاج؟كيف أدرك معانيها؟ أهكذا كنت أنا في أشواقك لذة.و في إرادتك خطة.و في محبتك شهوة.و في عملك فعلاً.و في رسمك صورة و مثالاً حتي أنك تجدني مكملاً لعملك محققاً لشهوتك منفذاً لخطتك مستجيباً لآثر صورتك و مثالك.هل تريد الصورة لكي تعيدها للأصل.و تريد المثال لكي تعيده للمصدر.أخذت إحتياجي كأنه إحتياجك و تكلمت بلساني.
فقير من يعتقد أنك تحتاج إليه.خال هو من الفطنة و الذكاء.فأنت يا ربي يسوع هو حاجة الجميع بشراً و ملائكة.أرواحاً و أجساد.
أيها العابر أرضنا كغريب.المتسربل بالسلام.أورشليم تجتذبك كحبيب يشتاق إلي حبيب.هذه المدينة الملآنة من عجائبك.و من الدم ملآنة أيضاً. ها نحن نراك تدخل أورشليم الكوكب السمائي الذي صار كالنار يحرق السمائيين.تدخل المعصرة التي تقطر منها دماً حتي تملأ الكون كله بحبك.
اليوم تتهلل الأشجار و تتراقص الأغصان لأن الكرمة يمر في موكبه و الكرام راض عنه.
يمسك الصديقون بأغصانهم ليطعمها الملك في الزيتونة السماوية.يمسك الصديقون بالسعف حتي لا فرق بين النخلة و الصديق.كلاهما يعلن عن ملكوت الملك الأعظم.
أخلع قميص الجسد لألبس ثوب الروح فاليوم يوم الرب .
يا صاحب الهيكل إجعلني هيكلك. لتكن حوائطه المبطنة هي ضمير خالص مكسو بالنعمة يسكنني وقلبي مذبحك. صلواتي بخوراً في مجمرتك.و دموعي مرحضة النحاس .يا صاحب الهيكل لا يدخل داخلي سواك يا رئيس الكهنة.فليكن دخولك لسكناك إلي الأبد.و لتكن عينك عليَ بغير إنقطاع.تابوتك الأقدس هو إنجيلك الذي به أحيا و أتنعم.و ها أنا أضع عمودا ياكين و بوعز عند أبواب حواسي هذان هما ميراثي فيك و قوتي منك. هذان هما ملكوتك في الأرض و في السماء جعلتهما نصب عيناي لكي تكون أنت وجهتي وحدك.بالحقيقة أنت شبعي يا مائدة الخبز الحي.قدس أروقتي الخمسة .ما دمت أنا هيكلك فأنت ملكي.أذكرني إذن متي جئت في ملكوتك.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع