الأقباط متحدون - رنا فتاة الواسطي المختفية و الاعتداء علي الاقباط وإرادة الدولة
أخر تحديث ٠٠:٤٥ | السبت ٢٧ ابريل ٢٠١٣ | ١٩ برمودة ١٧٢٩ ش | العدد ٣١٠٩ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

رنا فتاة الواسطي المختفية و الاعتداء علي الاقباط وإرادة الدولة

أحداث الواسطى
أحداث الواسطى

بقلم: مجدي جورج 
تتوالي الاعتداءات علي الاقباط المسالمين بمصر بحجج ودواعي مختلفة ، فهذه الاعتداءات التي يصنفها الإعلام  علي أنها فتنة طائفية او اشتباكات طائفية ماهي في حقيقة الأمر إلا اعتداءات  متوالية ومتزايدة علي الاقباط وهي اعتداءات من  البلطجية والرعاع ومن بعض الإسلاميين المهوسون دينيا ، فما ان يتم إخماد حريق هنا إلا ويشعله هؤلاء نارا يصطلي بها الاقباط هناك ، وأسباب هذه الاعتداءات كثيرة منها الديني نتيجة الهوس الديني المنتشر الان ، ومنها الاقتصادي بسبب الغيرة والمنافسة ، ومنها الاسباب الجنسية .

بالعودة الي قصة فتاة الواسطي المسلمة  ذات الإثني وعشرون ربيعا والتي قضت جل عمرها في السعودية ولم تعد الي مصر إلا منذ خمس سنوات ، فقد اختفت هذه الفتاة منذ شهر تقريبا ومن يومها واقباط الواسطي يحيون (( والصحيح أنهم يموتون كل يوم )) في رعب وهلع بسبب تهديدات السلفيين لهم بحجة ان الكتيسة والأقباط أرغموا الفتاة علي اعتناق  النصرانية كما يقولون وأن الكنيسة ساعدت في تهريب الفتاة الي تركيا مع شاب مسيحي يدعي إبرام يقيم ببني سويف كان زميل دراسة لها في كلية الآداب .
 
فقد قام السلفيين بمنع الاقباط من فتح محلاتهم لمدة أسبوع بعد اختفاء الفتاة  وأعطوهم مهلة لمدة شهر انتهت امس الجمعة ٢٦ أبريل لإعادة الفتاة الي أهلها وإلا فإنهم سيحرقون بيوتهم وكنيستهم .
 
ولولا التدخل الحاسم من الشرطة المتهمة قبل أسبوعين بمهاجمة الكاتدرائية لحدث ما لا يحمد عقباه ومع ذلك فالحالة متوترة جدا هناك والنفوس معباة بالغضب نتيجة التحريض المستمر ضد الاقباط من خلال المساجد والمنشورات ولابد من تدخل الدولة بقوة أكثر ليس في الواسطي فقط بل في كل مكان لوقف الاعتداءات علي الاقباط .
 
طبعا لن نزيد ونعيد في القول ونقول ان بنات ونساء الاقباط تخطف نهارا جهارا دون عقاب وانه إذا ارتكب أي قبطي خطا فلا يصح ان يؤخذ بخطئه كل الاقباط فيجب وقف حالات العقاب الجماعي للاقباط .
 
وانه إذا كان الشاب إبرام ارتكب خطا فعلا فلا يصح سجن ذويه وعقاب أهله لجريمة لم يرتكبوها .
وانه لا يعقل ان ترغم فتاة عاقلة رشيدة في سنها هذه علي اعتناق المسيحية ، فمن المؤكد أنها هي بنفسها التي ذهبت الي السفارة التركية من اجل الحصول علي تأشيرة دخول تركيا ( بفرض صحة هذه الرواية ) ومن المؤكد أنها بنفسها هي التي غادرت منزلها واستقلت الطائرة للسفر لهناك ولو كانت مخطوفة او مرغمة لصرخت مستغيثة حتي يتم إنقاذها من مختطفيها ، ولكن ماذا نفعل بخيال السلفيين والإرهابيين الذين يحاولون  ان يلصقوا أي تهمة بالأقباط حتي يتخلصوا منهم ؟!!!
 
وقفت الشرطة التي لازالت علي راسها بطحة الكاتدرائية بحسم وقامت بحماية كنيسة الواسطي وأثبتت أنها قادرة علي حماية الاقباط وكنائسهم ومملكاتهم بشرط توفر الإرادة لذلك .
 
وانا آري ان هناك عاملين مهمين (بالاضاقة لعوامل اخري ) يمكن ان يؤثرا في الدولة وإرادتها كي تقوم بحماية الاقباط ووقف كل ظلم وجور يتعرضوا له والعاملان هما :- 
 
أولا عامل أخلاقي يتكون  لدي الحكام ولدي النخبة ولدي المجتمع يرفض الظلم والتهميش والاضطهاد وهذا هو ماحدث عندما تواجد هذا العامل الأخلاقي لدي النخبة الامريكية في ستينات القرن الماضي فتم إقرار حقوق السود والزنوج وعندما رفضت رعارضت  بعض الجهات في المجتمع الأبيض منح السود حقوقهم استخدمت الدولة كل سلطاتها لتحقيق المساواة حتي أنها استعانت بقوات الجيش لحماية الطلبة السود عند دخولهم الجامعة . طبعا لم يتحقق هذا إلا بعد نضال وجهد ودماء دفعها السود بقيادة المناضل القس مارتن لوثر كينج الذي دفع حياته ثمنا لحصول السود والزنوج علي كافة حقوقهم .
 
للاسف حكامنا الحاليين يعتبرون الاقباط مواطنين درجه ثانية ولكن نتيجة أفعالهم هم وحلفائهم فان قضية الاقباط أصبحت تلقي صدي إيجابي لدي أطياف عديدة في المجتمع المصري ترفض كلها الظلم الواقع علي الاقباط وعلينا كأقباط ان نعمل مع هؤلاء كي ننال حقوقنا كاملة .
 
ثانيا العامل الثاني هو عامل المقاطعة والحصار والفضح  لحكامنا حتي يقروا حقوق الاقباط  كاملة وقد تحقق هذا في جنوب افريقيا فلم يحصل المواطنين السود فيها علي حقوقهم كاملة إلا نتيجة حصار ورفض المجتمع الدولي لهذه الدولة العنصرية ، ولذا علينا ان نعمل كاقباط بكافة السبل لفضح عنصرية حكامنا في كل مكان ،  وان تخرج كنيستنا لتعلن انها كنيسة وشعب مضطهد في مصر كما فعل القس ديزموند توتو بجنوب افريقيا الذي ناضل وكافخ عنصرية الحكام البيض فتزاوج نضال الكنيسة  بجنوب افريقيا مع نضال الساسة السود بقيادة نيلسون مانديلا حتي نال السود حقوقهم كاملة . فهل يمكن ان يحدث هذا في مصر ؟
 
أخيرا أقول ان وقف الاعتداءات علي الاقباط في مقدور الدولة ولكن بشرط توفر الإرادة فان لم تتوفر هذه الإرادة فعلينا العمل علي توفيرها .

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع