الأقباط متحدون - رسالة أصحاب النيافة المطرانين المخطوفين
أخر تحديث ٠١:١٧ | الثلاثاء ٣٠ ابريل ٢٠١٣ | ٢٢ برمودة ١٧٢٩ ش | العدد ٣١١٢ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

رسالة أصحاب النيافة المطرانين المخطوفين


الينا في أسبوع الآلام؟    
بقلم المحامي نوري إيشوع    
 
في الحرب الكونية التي تتعرض لها سوريا الحبيبة، قتل هنا و تدمير هناك، ذبح هنا و سلب هناك، خطف هنا و تشريد هناك، تهديد هنا و ترويع هناك، أبى المطرانين الجليلين ترك الرعية دون راعٍ بالرغم من رسائل التهديد و الوعيد التي كانا يتلقانها، صمدا كصمود أوابد سوريا و رسخا أقدامهما في أرض الأباء و الأجداد أسوة بغيرهما من الرعاة الأمناء الذين ظلوا يحرسون خرافهم العزل بالرغم من المخاطر اليومية الكثيرة التي قد تودي بحياتهم و لكن من خلال تصاريحهما الدائمة و مواقفهما الشجاعة أثبتا بما لا يقبل الشك، بان الراعي الصالح عليه أن يضحي من أجل المؤمنين و لا يتوانى عن زرع بذور المحبة و التحمل و الأمل في قلوبهم، فكانت نتيجتها خطفهما لا لانهما حملا سلاحاً فتاكاً قاتلاً، بل لانهما حملا سلاح المحبة التي تحيي النفوس الحزينة و تشفي المرضى الذين لا شفاء لهم إلا بها! لانهما أبناء إله المحبة!
 
نعيش في كل عامٍ كما في هذه الإيام أسبوعاً من الآلام، تشبهاً بآلام رب المجد و سيره في طريق الجلجثة و صلبه على الصليب، بينما أعزائنا المطرانين المخطوفين، يعيشان أسابيعاً من الآلام لا أسبوعاً واحداً فقط! فكسرا بذلك القاعدة، و زادا بغيابهما من آلامنا، فذرفنا الدموع لآلامهما، و توشحت القلوب بهالة سوداوية من الحزن لفقدانهما بيننا، من خلالهما و بهما إندفعت جموع كثيرة و لأول مرة للمشاركة في هذا الأسبوع الحزين ليشاركونهما حزنهما و آلمهما، و يحملون عنهما ثقل الحيطان التي تحيط بهما، و ما يعانيان من جوعٍ و مرضٍ و أوضاع مأساوية، و لكن الذي لا نشك به،  بان قلبيهما لم و لن يعرفا الخوف لانهما قويين بالمسيح المعزي الذي قال : "إذا أجتمع إثنان بإسمي أكون بينهما" فكيف اذا كان الأثنين رسولا محبة و سلام و ضحيا لإجله و لإجل خرافه المضطهدة!
 
اننا كبشرٍ، ضعفاء، قليلي إيمان، نبكي و نحزن، نفقد الثقة بالخالق، نرى الجهة السوداوية في العالم و نغمض عيوننا عن جهة إشراقة الشمس التي تحمل لنا الأمل، بينما المطرانين العزيزين يعيدان التاريخ و يرسلان لرعيتهما و لنا جميعا رسائل من الكتاب المقدس لتعزيتنا جميعا و يقولان لنا :
 من المطرانين، يوحنا إبراهيم مطران السريان الأرثوذكس لأبرشية حلب و توابعها و بولس يازجي مطران الروم الأرثوذكس لأبرشية حلب و توابعها، الى أبنائنا و أخوتنا في كل مكان من أرض السلام و الآلام نخاطبكم:
 
أبنائنا الأحباء في كل مكان، قادتنا الروحيون و اخوتنا الرعاة الأفاضل إينما كنتم، لا تقلقوا علينا لاننا أبناء الله و كل قوى الشر لن تخيفنا لان الرب قال مملكتكم ليست من هذا العالم و قال له المجد إيضاً: شعرة من رؤوسكم لا تهلك. نحن قويان و قوتنا إيماننا القويم بملك الملوك و رب الأرباب، قاهر الموت و الخطية، منطلقين من رسالة بولس الرسول الى أهل كورنثوس الثانية الإصحاح الأول الاعداد من 3 الى 7 التي نوجهها الى كل واحدٍ منكم، قائلين:
 
"   3 مبارك الله ابو ربنا يسوع المسيح ابو الرافة واله كل تعزية 4 الذي يعزينا في كل ضيقتنا حتى نستطيع ان نعزي الذين هم في كل ضيقة بالتعزية التي نتعزى نحن بها من الله. 5 لانه كما تكثر الام المسيح فينا كذلك بالمسيح تكثر تعزيتنا ايضا.6 فان كنا نتضايق فلاجل تعزيتكم وخلاصكم العامل في احتمال نفس الالام التي نتالم بها نحن ايضا.او نتعزى فلاجل تعزيتكم وخلاصكم. 7 فرجاؤنا من اجلكم ثابت.عالمين انكم كما انتم شركاء في الالام كذلك في التعزية ايضا. 2 كو 1 (3-7).
 
أعزائنا الأفاضل، نحن بخير و سوف نعود بإذن الرب اليكم قريباً و نشارككم أفراح القيامة فرحين مسرورين! هل نسيتم قول الرب في إنجيل القديس لوقا : 
" 9 فاذا سمعتم بحروب وقلاقل فلا تجزعوا لانه لا بد ان يكون هذا اولا.ولكن لا يكون المنتهى سريعا. 10 ثم قال لهم تقوم امة على امة ومملكة على مملكة. 11 وتكون زلازل عظيمة في اماكن ومجاعات واوبئة.وتكون مخاوف وعلامات عظيمة من السماء. 12 وقبل هذا كله يلقون ايديهم عليكم ويطردونكم ويسلمونكم الى مجامع وسجون وتساقون امام ملوك وولاة لاجل اسمي. 13 فيؤول ذلك لكم شهادة. 14 فضعوا في قلوبكم ان لا تهتموا من قبل لكي تحتجوا. 15 لاني انا اعطيكم فما وحكمة لا يقدر جميع معانديكم ان يقاوموها او يناقضوها. 16 وسوف تسلمون من الوالدين والاخوة والاقرباء والاصدقاء.ويقتلون منكم. 17 وتكونون مبغضين من الجميع من اجل اسمي.18 ولكن شعرة من رؤوسكم لا تهلك. 19 بصبركم اقتنوا انفسكم.  لو :21-(9-19) .
 
أحبارنا الأجلاء ، نشعر بكم و نترقب مجيئكم و انتم تدخلون أبرشيتكما، حاملين أغصان الغار بعد آسابيع آلامكم التي عشناها يوماً بيوم و ساعة بساعة و دقيقة بدقيقة، منتصرين مع كل الآسرى، إيذانا بانتصار المحبة، بسلاح محبتكما و حكمتكما و دعواتكما المستمرة الى إحلال الأمن و السلام في ربوع بلادنا الحبيبة و العالم أجمع! 
 
 ننتظركم يا أصحاب النيافة و كلنا أمل باننا سنلتقي بكما قريباً،  صليا لأجلنا لتزيدوننا قوة في الإيمان، كي نتخلص من سجون أنانيتنا و خطايانا و عبوديتنا لهذا العالم الأزلي الفاني و نحن على ثقة بان صلواتكما سوف تُقبل لان الرب أقرب إليكما منا جميعا!

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter