الأقباط متحدون - جاذبيــة الصليب
أخر تحديث ٠٥:٢٣ | الثلاثاء ٣٠ ابريل ٢٠١٣ | ٢٢ برمودة ١٧٢٩ ش | العدد ٣١١٢ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

جاذبيــة الصليب

بقلم: نبيل المقدس

 كان بولس الرسول يفتخـر دائما بصليب المسيح ... حتي أنه كتب في إحدي رسائله إلي أهل غلاطية 6 : 14 " حاشا لي أن أفتخــر إلاّ بصليب ربنا يسوع المسيح .." , وهذه الكلمات خرجت تلقائيا بالروح القدس من فم الرسول بولس ليس إعجابا بخشبة الصليب أو نوعية الشجرة التي تم عمل الصليب منها .. بل كان يقصــد قيمة  العمل الإلهي الذي تم علي الصليب .. لذلك ينبغي علي كل مسيحي مؤمن أن يضع في فكره دائما أن هذا الإفتخــار هو إفتخار بهذا العمل الجليل الذي به قدم الله نفسه فدية للبشرية من خلال الإبن الرب يسوع المسيح , الذي كان الحمل المذبوح من أجل رفع خطيـــــــة الإنسان التي ورثها عن آدم.
 
     كان العمل الفدائي الذي تم علي صليب المسيح هو الشغل الشاغل لبولس في جميع رسائله ... حتي أصبح هذا العمل علي الصليب هو موضوع شهادته للعالم , وخدمته الدائمة والمستمرة بين جموع الشعب الذي آمن بهذا العمل العجيب . كما تعلمنا من رسائل بولس أننا مدينون بكل البركات الحاضرة والأبدية للرب يسوع , وأن العمل الذي تم علي الصليب هو الأساس لكل رجــاء , والمصدر لكل تعزيـــــة .  
 
    في يوحنا 19 : 17 "  فَخَرَجَ وَهُوَ حَامِلٌ صَلِيبَهُ "... 
منذ هذه اللحظة عندما حمل المسيح صليب العار , إختفي مفهوم الصليب لدي لعالم  كأداة للموت والتعذيب والعار وتقليل من شأن من يُحكم عليه بالصلب وحل محل هذه الصورة المعيبة والمرعبة صورة جديدة له  وأصبح رمزا للإيمان والرحمة والرقة والبذل والحب والسلام والقداسة والكرامة والمجد .. فقد أعجبتني بعض الكلمات دونها الآب متى المسكين في إحدي كتاباته ,عن كل مَنْ حمل الصليب .. بأنه بمثابة فرح للأطفال ... ونصرة أخلاقية للشباب ... وعفة وطهارة للمرأة ... وحكمة وكمال للرجال ... وسلاح للرهبان ... وعلامة النصرة والغلبة للشيوخ ... كما أن هناك الكثير من المؤسسات والهيئات تحملهُ كعلامة للرحمة المجانية مثل الإسعاف والخدمات المجانية و ضد المخاطر والسعي وراء الإنقاذ المجاني .
 
     لا ننسي وجود الصليب منذ أحداث هذه المتغيرات التي تحدث في مصر حتي الآن .. فقد كان بمثابة العامل الذي كان يحافظ علي سير المظاهرات والحفاظ علي أرواح الشباب وحمايتهم من خفافيش الظلام الذين أتوا من الشرق  .. فلولا ظهور الصليب بشدة وإعتلا سماء ميدان التحرير , لكانت مصــر قطعة مُتفحمة من شدة الفتنــة والتي كانت تحاول خفافيش الليل إيقاظها وإشعالها . ظهور الصليب في الميادين اعطي الآمان والسلام والتفاؤل للمسلمين قبل المسيحيين... كما لا ننسي وجود الصليب محفورا في اذرع شهداء ماسبيرو الذين ذهبوا خصيصا لكي يطالبوا بحقوقهم والطمأنينة مع إخوتهم المسلمين , فتخرج عليهم الذئاب المسعورة فجأة لكي تكسر كل من يحمل الصليب وحرقه ومحوهه من علي أذرع الشباب المسيحي , وداومت هذه الخفافيش الضرب والقتل حتي سقط عشرات من خيرة مسيحي مصر المسيحيين لكن بقي الصليب مرفوعا عاليا . 
 
    الصليب بالنسبة للمصريين عموما مسيحيين ومسلمين هو رمز عظيم جنبا إلي جنب مع الهلال لكي يدلا علي أمجاد مصر وتقدمها ورقيها . وما يجذبني بحاملي الصليب هو إصرارهم علي كسر هذا الحكم الفاشي , وكما غلب رب المجد الشيطان بموته علي الصليب .. أيضا سوف نغلب نحن به خفافيش الظلام  التى تحاول سحق الهوية الشخصية المصرية , ومنع المصري الأصيل من مواصلة اللحاق بركب الحضارة . 
 حين أري صليب مَنْ ..... قضي فحَاز الإنتصـار. 
ربحي أري خسـارةً ..... وكل مَجدِ الكوْنِ عــار.
**
يارب لا تسـمح بأن ..... أفخـــــرَ إلاّ بالصليب. 
مُكرسا نفسي ومَـا ..... أمْلِكُ للفــادي الحبيب.    
وكل سنــــــــــــــة وانتم طيبين ....!!

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter