و«الشاطر» يطلب منا المساندة فى الأزمات سراً
الأمين العام للحزب الإسلامى الجهادى لـ«الوطن»: «مفيش» ثورة قبل 7 آلاف سنة
لم يصمد تحالف غالبية الفصائل الجهادية، التى دعمت مرسى، مع جماعة الإخوان طويلاً، فبعد مرور 10 أشهر على حكم الرئيس الإخوانى ظهرت بوادر التمرد والاحتجاج، بما ينذر باقتراب صدام وشيك بين الفرقاء القدامى.
فى حوار خطير يكشف محمد أبوسمرة، الأمين العام للحزب الإسلامى الجهادى، الذراع السياسية لتنظيم الجهاد، طبيعة علاقتهم بخيرت الشاطر، الرجل الأول فى الإخوان، وعن تخوفهم من الضغوط الأمريكية على «مرسى» التى يمكن أن تؤدى للتضحية بهم.
ورغم الغضب من حكم الإخوان، قال أبوسمرة لـ«الوطن» إن الإسلاميين جميعاً لن يتأخروا عن حمل السلاح ضد الجيش إذا انقلب على الرئيس مرسى، فيما يستبعد اندلاع ثورة شعبية جديدة ضد حكم الإخوان، معتبراً أن الثورة المقبلة لن تندلع قبل 7 آلاف سنة.. إلى نص الحوار:
* هل شارك الجهاديون فى ثورة يناير؟
- كل الجماعات الإسلامية شاركت فى الثورة من أول يوم وبكل قوة، ومع أن الإخوان قالت فى البداية إنها ليست مشاركة إلا أنهم شاركوا معنا، ولم نرفع فى البداية شعار «إسلامية» حتى لا نسمح للأمريكان بالتدخل لإفشال الثورة، وكان المطلوب منا إسقاط النظام لكن لو قلنا «إسلامية» لكنا قسمنا الثورة، والإخوان نجحوا فى أنهم يحتوونا جميعاً وإقناعنا بأنهم «الأكفأ» فى قيادة دفة الأمور، فوقفنا معهم وقدمناهم وتغاضينا عن كل الرؤى المختلفة بيننا ونسينا الاختلاف وقلنا إن هدفنا الأسمى هو إقامة الدولة الإسلامية، وبعد مرور 10 أشهر بدأت تظهر أمور لم نكن يتخيلها حتى أكثر المتشائمين، ولم نكن نتخيل أن الإخوان بهذا السوء وهذا النكران والإقصاء، وكفاءتهم كانت فى استعداء الآخرين عليهم، فقدمناهم لأننا قلنا صفحتنا بيضاء وتعاملهم مع الآخرين أقرب وأيسر منا، وبدأنا نواجه معهم مشاكل فى نظرتهم لأنفسهم وأنهم فقط الذين يحملون المشروع الإسلامى، فقلنا فى البداية إسلام على طريقة الإخوان أفضل من طريقة الآخرين، لكننا فوجئنا بأنهم لم يقيموا إسلاماً ولا عدلاً ولا منهجاً، بل دخلوا فى مهاترات مع القوى الوطنية بدلاً من أن يحتووها، وفضلناهم على غيرنا على أساس أنهم الأكفأ لكن فوجئنا بهم يفتعلون أزمات وآخرها القضاة فى وقت غير مناسب.
البابا تواضروس يسعى لإنشاء دولة قبطية وإعلان حرب أهلية.. و«البلاك بلوك» فرقة شكلها البابا شنودة.. ومن خرج من النصارى بالسلاح فقتله واجب
* لكن إسلاميين وجهاديين وقفوا فى صف الإخوان ضد القضاة؟
- نحن رفضنا ذلك فى موقف القضاة الأخير ودون الاستناد إلى الآخرين، ويحاولون الاستقواء بالتيار الإسلامى فى لحظات شعورهم بالانهيار، وهذه هى المشكلة التى حصلت بيننا وبينهم، ورفضنا نشارك ووضعنا شرطاً، واجتمعنا مع أحد القيادات الإخوانية قبل المليونية الأخيرة واشترطنا أن يكون الرئيس مرسى رئيساً حقاً وصاحب القرار ولا ننزل لإملاء قرار عليه، ورفضنا المشاركة وكانت النتيجة الفشل، وبعد ذلك الأغرب أن الإخوان تنصلوا من الأحداث وحملوا الجماعة الإسلامية الأمر، وهم «أسود» لم ينكروا ذلك، ولو كنا شاركنا كان الموقف سيكون أكثر تأزماً، من أجل ذلك نحن قلنا إن هذا الموضوع ليس فيه شرعية.
* وهل تريدون من الإخوان أن تشاركوا فى الحكومة مثلاً؟
- ليس لنا مطمع فى شىء وليس لنا إمكانية فى المشاركة فى الحكومة، لأن الجهاد أهدر أعمار أبنائه فى أعمال أخرى وبذل كل عمره فى أعمال غير السياسة، والوحيد الذى رشحناه كان وكيلاً لجامعة الوادى الجديد وهو الدكتور هانى الفرنوانى من قادة الفنية العسكرية، وكانت صدمة كبيرة فى رفضه بدعوى أن الخطاب الذى وصل إليهم لم يكن مختوماً، وهذا أمر تهريج، وهذا كله لمحاولة إثبات أنهم ليس لهم علاقة بالجهاد.
* فكيف يتواصل الإخوان معكم إذن؟
- هم يرفضون تماما أن يكون بيننا وبينهم علاقة فى العلن، لكن أى طلب يطلبونه منا يكون عن طريق أشخاص وعن طريق أعلى قيادة فى الإخوان، وهو رجل الإخوان الأول خيرت الشاطر.
* وما طبيعة التنسيق بينكما؟
- يكون هناك تنسيق عندما تكون هناك أزمات تكاد تعصف بالحركة الإسلامية، يطلب منا أن نكون يداً واحدة ونقف مع بعض، لكننا فى مليونية تطهير القضاء رفضنا طلبه فى المشاركة، هم سيخرجون وسيكذبون هذا الكلام، هذه لله وللتاريخ، ما يحدث الآن خطير وجلل، فى مصر هناك تسابق من الحركات الإسلامية لكسب ود أمريكا وهذه كارثة لن يجنِ ثمارها إلا الوطن.
* سعد الدين إبراهيم صرح منذ مدة أن الجهاديين طلبوا منه فتح قناة اتصال بينهم وبين أمريكا؟
- سعد الدين إبراهيم قال هذا الكلام فى سياق أن الذى طلب ذلك اثنان من قادة الجهاد وهما ليسا من قادة الجهاد الآن، وهما يكذبان على أمريكا، فالأول نبيل نعيم وهو جهادى مشهور ترك الجماعة وهو فى السجن وله كل الاحترام ولا يمثل إلا نفسه، و«صبرة» هذا ليس له وجود أصلا، والجهاد معروفة قياداته. والقضية التى أنبه إليها أن أمريكا تريد الهيمنة والإسلاميين لن يتزحزحوا عن الحكم إلا بالانقلاب العسكرى، وهذا لن يحدث ولن تسمح به الدول الكبرى، والعسكريون «فاهمين»، وكل احترام وتقدير للسيسى، فأمريكا تعلن على الملأ أنها لن تسمح للمؤسسة العسكرية بالتدخل فى السياسة لكن فى باطنها تتمنى ذلك لتكون نهاية الجيش المصرى مثل الجيش السورى.
* وماذا يمكن أن يحدث لو انقلب الجيش على مرسى؟
- أنت تتحدث عن مئات الألوف من الإسلاميين والتيارات الجهادية التى ستحمل السلاح لتحمى الشرعية، وجماعة الإخوان نفسها حال حدوث انقلاب ستحمل السلاح بعد زوال حاجز الخوف، والليبراليون يريدون أن يستدعوا الجيش، وهذا لعب بالنار.
* وفى حال حدوث ثورة شعبية ضد مرسى؟
- الشعب المصرى لن يقوم بثورة على الإخوان، لأن الشعب المصرى طيلة 7 آلاف سنة يركن للراحة والدعة، والثورة المصرية رحمة من الله، ولن تقوم ثورة ثانية إلا بعد 7 آلاف سنة أخرى، الثورة كانت فى البداية ضد الشرطة وعنفها، لكن الشعب لن يخرج لإسقاط النظام.
* وهل ستحملون السلاح؟
- الأمر سيكون مباحاً بعدها لكل القوى، ستحارب ساعتها ضد الجيش، لأنه سيكون جيشاً عميلاً يعمل ضد الشرعية، والفريق أول عبدالفتاح السيسى أكد هذه النقطة: «إننا لن نخرج عن الشرعية.. يوم يتدخل الجيش فلكى يحافظ على الشرعية»، فنحن ارتضينا بالشرعية للرئيس 4 سنوات، لا يجوز خلعه إلا بعد الخيانة العظمى، أول ناس ستخرج على الجيش، مع أننا نختلف مع الرئيس إلا أننا سنخرج بالسلاح وسيكون الجهاد علنياً.
* وهل هذا منطلق شرعى أو سياسى؟
- شرعى، ومرسى ليس على منهجنا ولا على منهج التيارات السلفية، وهناك سيد إمام حكم بكفره، وهذا عمل خلافات بيننا وبين بعض، بسبب هذا هناك من يقول إنه لا خلاف بين مرسى ومبارك، لا شىء، هذا كان ظالما وحرامى وهذا محترم، لكن فى المحصلة النهائية لا هذا أقام إسلاماً ولا هذا أقام إسلاماً، لا هذا أقام عدلاً ولا هذا أقام عدلاً، ليس هناك فرق بين مرسى ومبارك كعدالة اجتماعية وشرعية، لكن أخلاق مرسى الشخصية تختلف بالتأكيد عن أخلاق مبارك؛ طهارة اليد لا يستطيع أحد أن ينكرها، لكن هذا لم يقم شرعية ولا هذا أقام شرعية، لكن بالعكس مرسى آثم أشد من مبارك، لأننا أخذنا عليه عهوداً ومواثيق أنه يقيم الإسلام، لكن الذى يحدث الآن من علاقته بأمريكا التى يعترف بها ويقر بها علاقة مميزة ليس لدينا فى الإسلام علاقة مع أمريكا، لأنها عدوتنا الأولى هى وإسرائيل، لكن للأسف لم يغير شيئاً، ما علامات الإسلام؟ منهج الإخوان المسلمين انتهى عند حكم مرسى عندما وضعت النظرية محل التطبيق، لو أتينا بكتب الإخوان هم يقولون الآن ما لا يعتقدون، طبعاً الذى يحدث الآن ليس له علاقة بالإسلام
* بعض التيارات الجهادية أيدت شفيق، كان من بينهم نبيل نعيم وصبرة إبراهيم؟
- قلنا قبل ذلك لو أتى شفيق سنعلن الجهاد المسلح ضده، ولو انقلب الجيش ستكون حرباً حتى بين شباب الإخوان، كلنا سيطاح بنا، الإخوة السلفيون لديهم عقيدة ومبدأ وهو عدم الخروج على الحاكم، وهذا رأى فاسد لا نستند إليه، وأعتقد أننا وصلت إلينا معلومة أن الجيش سيعلن فوز شفيق لرفض وصول الإخوان، والجيش سرب هذه المعلومة، وقالوا: «لولا تأكدنا من أن الجهاديين استعدوا فعلاً لتحويل مصر إلى سيل من الدماء لكنا أعلنا فوز شفيق».
* هل ندمت على إعطاء صوتك لمرسى؟
- أنا حزين أننى أعطيته صوتى، لأن هذا الرجل خذلنا، وكثير من الإسلاميين «جالهم الضغط والسكر» ليس فقط لأنه لم يقم الإسلام، بل لأننا لم نكن نتخيل أن هناك رجلاً إسلامياً بهذا الضعف والذل والهوان، ليس تجنياً عليه، ولو جاء رئيس إسلامى ديكتاتور ليس لدينا مانع، لأننا يمكن أن نقومه ونعرف أن نقومه، لكن الضعف كيف تقويه، هل تعطى له حقنة تقوية؟
الجماعة فشلت فى إدارة البلاد و«حرقت مرسى» وتجهز بديله لقناعتها بعدم استكمال فترته
* هل تؤيدون حازم صلاح أبوإسماعيل؟
- كنا مؤيدين للشيخ حازم، لأنه صورة للشخصية الإسلامية، فهو رجل قوى بصرف النظر عن هل نؤيده أم لا لكنه قوى، فالدكتور مرسى ليس صاحب كاريزما ولا شخصية وليس صاحب قرار، هذه كارثة، علماء المسلمين قالوا فى صفات الحاكم المسلم أن يمتلك التقوى والقوة.
* هل ترون أن مرسى يحركه مكتب الإرشاد؟
- مرسى ليس صاحب القرار بل جماعته بما لا يدع مجالاً للشك، ساذج من يدعى أن خيرت الشاطر هو من يحركه، لأنه ليس هناك دليل على ذلك، لكن أنا أجزم لك أن القرارات لا تخرج إلا من خلال الجماعة.. الكل يذهب ليسترضى أمريكا، هم أشد من أردوجان فى تطبيق النظام العلمانى، نُحكم «سمك لبن تمر هندى»، هؤلاء ليسوا إخواناً مسلمين، هذا نظام علمانى جدا.
* لكنكم تركتم الجهاد؟
- لم نقل إننا تنازلنا عن الجهاد، لأن التنازل عنه كفر، فالجهاد قائم ليوم القيامة، ومن الذى سيحرر فلسطين؟ ووارد أن يتم التضحية بالجهاديين، فالمخابرات الأمريكية تسأل مرسى: ما وضعية الجهاديين عندك فى مصر؟ وهم يسافرون الآن للجهاد لسوريا، لكن الأمر ليس بالسهل، وعدد كبير جدا من شباب التيار الإسلامى بدأ الآن يبحث عن الحقيقة، لأن هناك إشكالية واقعة للتيار الإسلامى وعن حقيقة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، والأمور تتسارع جدا، ولم نكن نتوقع هذه السرعة بهذا الشكل، والصراع بين السلفيين والإخوان الآن ليس له علاقة بالمشروع الإسلامى، إذا قال الإخوان يمين يخرج السلفيون يقولون شمال، وهذا يصب فى صالح الحركات الإسلامية التى ما زال لديها مصداقية، ومنها الحركات الجهادية، ولذلك نجد العدد يزداد عن حازم والحركات الإسلامية جميعاً، ونحن نسعى لضم هؤلاء جميعاً مثل حركات أحرار وحازمون ولازم حازم وطلاب الشريعة، فهى لم تبنَ على هيكل تنظيمى.
* ولماذا الحركات المؤيدة لأبوإسماعيل تحديداً؟
- حازم شخصية وجدت فى لحظة لم يكن الشارع الإسلامى يملك مثلها، فهو يملك كاريزما وشخصية ورؤية ثاقبة، وكل ما يقوله هو رؤية جهادية، ورؤية الحركات السلفية والإخوانية كانت فى الأساس كذلك.
* هل تخشون الأمريكان؟
- لا بالطبع، ونحن الجهاديين نواجه خطراً كبيراً فى سوريا، ونواجه حملة تشويه من التيارات الإسلامية، المشكلة هى أن أمريكا تضغط على النظام فى مصر لوضع قائمة للجهاديين فى مصر، ولاحظنا منذ شهر وجود مخابراتى أمام الحزب، ويرسلون لنا مخابرات تحت مظلة أنهم صحفيون وغيره، ويحاولون أخذ رؤيتنا عن الجهاد وغيره، ويريدون الالتقاء بنا ونحن رفضنا، وعرفنا هذا الكلام بعدما وضعت أمريكا جبهة النصرة الجهادية كمنظمة إرهابية، هذا ممكن يكون مدخلاً للصدام بين الجهاد والإخوان.
* هل سيحدث صراع بين الجهاد والإخوان؟
- نسأل الله ألا يحدث ذلك، لأن ما تفعله الإخوان سيكون مدخلاً للصدام بين الجهاد والإخوان، وسيحدث الصراع إذا نفذت جماعة الإخوان طلب أمريكا بأن تعترف بأن الجهاديين إرهابيون فى مصر وسوريا، ونحن لا نأتمن الإخوان لأن أعمالهم خلال الأشهر العشرة الماضية تُظهر ذلك، فهم لم يصنعوا عملاً إسلامياً واحداً، وما الفرق بينك وبين مبارك فقد تفعل بنا مثل ما فعله مبارك؟
* هل الجهاد على استعداد للتضحية بجماعة إسلامية ما فى مقابل حماية المشروع الإسلامى؟
- الجهاد ليس جماعة أو تنظيماً، وسنضحى بأى جماعة لحماية المشروع الإسلامى، وعلى القوى الإسلامية ألا تنشغل بكره الإخوان إلى أن يضيعوا مصر، فلم يكن هناك خلاف بين الإخوان وتيار إسلامى مثل ما حدث الآن، وأقول لهم الإخوان فكرة ممكن تنتهى أما الإسلام فباقٍ، وأقول للوطنيين واليساريين وهم أقرب إلينا فى منظور الوطنية: البعض يحاول استغلالهم لضرب الإخوان من خلال الضغط عليهم، وبذلك يساعدون فى اتجاه الإخوان لأمريكا، فعدونا وعدوهم أمريكا وإسرائيل.
* وهل هناك وطنية فى الإسلام؟
- نعم.. فنحن نختلف عن الآخرين، فهم ينظرون إلى الوطنية على أنها «كفر بواح»، لكن نحن لا نرى ذلك، فالرسول (صلى الله عليه وسلم) قال فى مكة: «والله إنك لأحب بلاد الله إلى قلبى، ولولا أن أهلك أخرجونى منك ما خرجت»، فالرسول أحب وطنه الذى لا يتعارض مع الإسلام، كذلك العروبة فلولا العروبة لما كان الإسلام.
* وبماذا أفاد الإخوان مرسى؟
- الإخوان حرقت الدكتور محمد مرسى، فهم يدفعونه لعمل قرار ثم يدفعونه للتراجع عنه، وهم لن يضحوا به لأن ذلك يعد تضحية بأنفسهم، لكنى أعتقد أن الإخوان تجهز شخصاً جديداً بديلاً له، لأن صفات الزعامة ليست موجودة فى الرئيس، فلن يصلح لأن يكون رئيساً لفترة ثانية أو استكمال تلك الفترة، فأعتقد أنه سيتقدم باستقالته قريباً، فهو يُدفع لفعل الأشياء، فهو ليس كاريزما لرئيس الجمهورية.
«الجماعة» تخفى علاقتها بالحركات الجهادية وتشترى «رضا البلطجية» قبل الانتخابات البرلمانية.. وستضحى بنا عند «اللزوم»
* لكن الشعب رافض للإخوان فكيف سيعطيها صوته مرة أخرى؟
- الإخوان بدأت تتحرك فى الشارع، فبدأوا حملاتهم بالتنبيه إلى الدين فيكتبون على الحوائط «الصلاة والحجاب»، فلجوؤهم لتلك الطرق وهم فى الحكم معناه إدراكهم للفشل الذريع فى إدارة البلاد، فيحاولون الرجوع للصورة الذهنية الموجودة عند المواطن المصرى «الإسلام هو الحل»، ولذلك هم غيروا قانون الشعارات الدينية ليلعبوا على وتر إيمان الشعب المصرى، كذلك يريدون إظهار أنهم غير الرئاسة وغير مسئولين عنها، وهم فى الحقيقة من يهيمنون ويسيطرون على الدولة، وهناك عملية أخونة مستمرة، ونحن كنا نقف وراءها لكن بشرط أن تكون على أساس الكفاءات، وعندما نتحدث معهم يقولون: «إنتو جايين تحاسبونا، هو احنا مسكنا الحكم؟»، وأتعجب من ذلك فمن يحكم مصر؟ ففى الإسكندرية مثلاً المحافظ القاضى ونائبه دكتور التحاليل هما أفشل الناس وغير متخصصين.
أيضاً.. الإخوان تشترى رضا البلطجية فيقولون: «هما دول هينفعونا بدل ما ينقلبوا علينا فى الانتخابات»، وهذه كارثة فالإخوان فقدوا شعبيتهم، وهم سيلعبون على وتر الإسلام لإرجاع الشعبية مرة أخرى، فلا نراهم يتحدثون فى الشوارع عن الحالة الاجتماعية والحدين الأدنى والأقصى، فهناك 6 آلاف قاضٍ وعسكرى فوق سن المعاش يعملون فى الجهات الحكومية، ويتقاضون 14 مليار جنيه مصرى من ميزانية الأجور التى تقدر بـ28 مليار جنيه، فهم يرضونهم قبل الانتخابات، فلن يتخذ مرسى وحكمه قراراً يفقده شعبيته، ولذلك تراجعوا عن القضاء حتى يضمن ولاءهم.
* وماذا عن المراجعات التى قام بها الجهاد فى السجون؟
- ليس لنا علاقة بالمراجعات، فالجماعة الإسلامية هى من قامت بها، وتراجعت عن قتل النصارى والسياح.
* وهل الجهاد يُحل دم النصارى؟
- لا.. لكن بعض النصارى يجوز قتلهم اليوم، وهم الذين خرجوا بالسلاح، فهؤلاء دمهم حلال عندنا، لأنه لا يعتبر من أهل الذمة بل هو مُقاتل، ففى الجنازة الأخيرة للنصارى أتوا بالقرآن وتبولوا عليه، ولم ينكرها شيخ الأزهر، كذلك خرجت المظاهرات لتحطم فى أماكن المسلمين وهتفوا: «بالطول بالعرض هنجيب الإسلام الأرض»، ومن أسكت البابا الجديد هو الجهاد فقُلنا له فى بيان إن اعتكافك لن يرهبنا، وإن كنتم تريدونها حرباً أهلية فنحن نرحب بها، لأنكم من بدأتم بها. وأرى أن البابا تواضروس الثانى أشد خطراً من شنودة، فالأول جرب استخدام القوة، وهو يسعى لإنشاء دولة قبطية، فهو يرى أن وصول الإسلاميين فرصة لإعلان الحرب الأهلية، وأقول إن التنازل أمام هذا الشخص سيجعله يسير فى طريقه الذى رسمه، لكن النهاية لن تكون كما يتوقع، فمصر ليست كلبنان أو جنوب شرق آسيا، فالوحدة الوطنية فى مصر حقيقة، وما يفعله تواضروس بعيد كل البعد عما يريده الشعب القبطى.
* وماذا عن مجموعات «البلاك بلوك»؟
- فرقة «الطيبين» التى تم تشكيلها على يد البابا شنودة تحت اسم الكشافة، تدربوا فى لبنان وشاركوا فى الحرب اللبنانية، وهم الآن مجموعات «البلاك بلوك»، ومحمد أبوحامد حضر حفل تخرج مجموعة منهم هناك، وكل ذلك صنيعة ساويرس الذى خصص 3 مليارات لسقوط الإخوان.
* متى سيرفع الجهاد السلاح مرة أخرى؟
- إذا سقطت هيبة الدولة، سنرفعه دفاعاً عن أنفسنا، والجهاد لن يرفع السلاح حتى سقوط الدولة، فنحن خرجنا بالجهاد المسلح على السادات وسنقف نفس الموقف مرة أخرى.
* الإسلاميون منقسمون حول العلاقات مع إيران.. كيف يراها الجهاد الإسلامى؟
- هناك هجوم شرس على إيران من قبل السلفيين، فلم نجد لهم موقفاً صارخاً على السياحة الروسية التى نشرت الدعارة فى مصر أو السياحة الإسرائيلية التى تملأ سيناء، كذلك قولهم بأن الشيعة أخطر من اليهود والنصارى أقول لهم: ارجعوا إلى أئمتكم فى السعودية ستجدون الشيعة هناك، وهناك حى كامل شيعى فى المدينة المنورة، ونعيب على كل من يهاجم الشيعة الآن.
* أليس المذهب الشيعى خطراً على أهل السنة؟
- بلى.. لكن ليس الآن، فهم خطر عندما يتمكنون، ولذلك نرى إسقاط إسرائيل أولاً، ففى فقه الأولويات نرى أن إسرائيل هى العدو وصاحبة الأولوية، وعلينا الاستفادة من إيران.
* كيف يرى الجهاد قضية خلية مدينة نصر؟
- الشيخ مجدى سالم ونزار غراب عضوان فى المكتب السياسى، وأعضاء قضية مدينة نصر هم أفراد كانوا يدربون الإخوة للجهاد فى سوريا وعلى كيفية الحرب، لكن أمن الدولة حاول التقرب لمرسى فقالوا إنها محاولة لاغتيال مرسى.
* ولماذا لم تطالبوا رجل الإخوان بالإفراج عنهم؟
- الإخوان لا يحاولون تقريب الجهاد منهم، وإن دارت الأمور لا يحاولون إمساك الجهاد أى منصب، فأعضاء خلية الزيتون فى الحبس الاحتياطى لمدة خمس سنوات، و18 عضواً بالجهاد إلى الآن ما زالوا بالسجون رغم وعوده لنا بالإفراج عنهم.
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.