الأقباط متحدون - قسط الدين
أخر تحديث ١٢:٣٠ | الخميس ٢ مايو ٢٠١٣ | ٢٤ برمودة ١٧٢٩ ش | العدد ٣١١٤ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

قسط الدين

مينا ملاك عازر


ها نحن عزيزي القارئ، قد أخذنا بمقال أول أمس قسطاً من الراحة بأخذنا راحة من الحديث في السياسة، وأمس أخذنا قسطاً آخر من الراحة من العمل بسبب أجازة عيد العمال، كل سنة وجنابك بخير، وعمال مصر لسه موجودين، ومن أقساط الراحة لأقساط الديون ننتقل في الحديث، أي من الراحة لقلة الراحة وتعكير المزاج لنتفق على أن أول الشهر كما يحمل لنا رواتبنا يحمل للبعض هموم ديونهم وإيصالات السداد، ولو حضرتك من مقسطي ديونهم والتزاماتهم، فتجد نفسك مضطراً لأن تجلس لتدبر نفسك في نهاية كل شهر لتعرف كيف تصرف راتبك؟

الذي ستجد أن كثير منه رايح لتسديد الديون، وكما هو حال الأفراد تجد حال الحكومات أكثر سوءاً فتجد الحكومة من دول متفشخرة أدام شعبها، وبتداري عجزها وعجز ميزانيتها اللي وصل لحوالي مئتي مليار دولار، لكن بينها وبين نفسها ما بتبقاش عايزة أول الشهر يجي عشان تدفع التزاماتها من أثمان الوقود والغذاء وغيره، وأنا عندما أكتب هذا المقال لا أعرف إن كان أول الشهر سيأتي على حكومتنا الحالية أم أنها ستكون قد انتقلت لصفحة التاريخ من صفحة دفتر الإمضاءات، بعد أن تكون قد اثقلت الشعب والحكومات التي تليها بديون كثيرة، أقول هذا وأعتمد على ما قاله مرسي من أسبوعين تقريباً بأن هناك تغيير وزاري سيتم خلال ساعات ،وها قد مرت الساعات تلو الساعات –مش كان أفضل يا مرسي تقول التغير خلال أيام بدل ما سايبنا نعد الساعات دي كلها أو كنت تقول التغيير قادم لكنه في علم المرشد وكنت شلت عن نفسك الحرجبوعدك وعداً ليس لك القدرة على تنفيذه ولا معرفة موعد تنفيذه..

وصدقني عزيزي  القارئ، أنا ليس بيني وبين قنديل مشكلة فأنا دائماً لا أتضايق من العصا التي ضربتني بل أتجه لقصف رقبة من أمسكها وضربني بها، وقنديل لا يزد عن كونه وسيلة للشحاتة ولتكبيل البلاد بالديون، ولخراب البلد بتنفيذه سياسة تاجر المانيفاتورة الأول في مصر الذي انتهى قبل الثورة من بيع البقالة، والآن يبيع مصر لسداد ديون بديون جديدة، وينقل مصر من رأسمالية المحاسيب لرأسمالية الذقون، ومن دولة فصلت قانون لدولة طلع لها ذقون، وليس العيب في الذقون وإنما العيب في إللي بيتستروا بها للتسوُّل من الدول، وها نحن نرى الدول في الأونة الأخيرة لا تقرضنا مالاً ولا أكلاً، لأنها ترى

دولة متهلهلة متهاوية، يعند حكامها ببقاء الفاشلين، لا لشيء إلا لأنهم لا يريدوا تنفيذ رغبات شعوبهم وسماع صوت المنطق والعقل، وإن جئت للحق صديقي القارئ ليس هناك فرق إن كان قنديل رئيس الوزراء أو محمد علي بشر-هناك اشاعة بترشحه للرئاسة- فكلهم سينفذون سياسة الشاطر اسماً والفاشل فعلاً، فسيستدينون ويستدينون وينقلون عمال مصر من حالة ثورة على تخصيص الشركات لحالة ثورة على تخصيص البلاد، وإنصافاً لعمال مصر وحماية لحقوقهم كفوا عن الاستدانة واقيموا مشروعات، اتقوا الله الذي تدعون معرفته، إنصافاً لعمال مصر ولأهلهم توقفوا قليلاً عن سياسة الشحاتة على أبواب القصور الحاكمة ومد الأيدي لمن يسوى ولمن لا يسوى، كفوا عن تولية ضعاف النفوس والعقول المناصب ليسهل التحكم بهم وتوجيههم كعرائس المارينيت.
اختاروا لمصر من يستحقها، اعتبروها مصنع وليست بقالة، اعتبروها مزرعة وليست شنطة شايلينها وسارحين بها تبيعوا إللي فيها وتشحتوا عليها، ازرعوا واصنعوا ثم بيعوا ما تزرعونه وما تصنعونه، وإلا سيبيعكم الشعب يوماً، ويضعكم تحت الأقدام، وكفاكم أقوالا عن المفلسون فلا مفلسون إلا أنتم، ولا خاسرون إلا أنتم، أنصفوا عمال مصر في شهر عيدهم، وانظروا لحالهم كيف تردى؟ وكفوا عن إلقاء اللوم على المعارضة، فالمعارضة لا تعارض إلالفشلكم وغباءكم وجهلكم وفقر خيالكم وإبداعكم.

وأخيراً عزيزي القارئ، ها نحن قد وصلنا لنهاية المقال، ولا عليك إلا أن تسترح وتنظر أمامك، وتحلم بغد أفضل ليس فيه مرسي ولا الشاطر ولا بديع ولا عزت، ولا أولائك الفشلة اللذين يقودون البلاد نحو الهاوية بديون وقروض حتى طاطوا لمن كنا نعولهم.
المختصر المفيد منكم لله.

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter