كشف أحد معتقلى سجن «السرداب» الغامض الذى يقع تحت الأرض بالقرب من منطقة عجرود بالسويس، عن تفاصيل مثيرة حول طبيعة السجن والمحتجزين فيه، وقال السجين الذى ألقت به الثورة فى «السرداب»، إنه التقى داخله 3 من مفقودى العبّارة السلام 98، التى غرقت فى يونيو 2006، والتى يعتقد كثيرون أن هناك ناجين منها ما زالوا أحياء وتم إخفاؤهم.
وأوضح أنه تعامل مع السجناء الـ3، وهم على الترتيب، «محمد»، الملقب بـ«القبطان»، والذى حكى له أنه أرسل استغاثات كثيرة لإنقاذ العبّارة، حيث كان يعمل ضابطاً عليها، وأنه احتفظ لنفسه بسُترة نجاة أنقذته، وأعرب له عن دهشته مما يحدث معه. ويحكى المصدر أن الضابط روى له كيف كان يسبح وسط جثث غرقى العبّارة، وكيف كانت الأسماك تسحب الجثث لالتهامها، موضحاً أن «لنشات» تابعة للقوات المسلحة أنقذته، حيث نُقل لمستشفى «نويبع» شبه فاقد الوعى، وبعدها بيومين نقلوه بين أكثر من مكان، دون تحقيقات، إلى أن استقر به المقام فى سجن «السرداب».
وأضاف أنه التقى أيضاً بـ«على»، الصعيدى العائد بأموال طائلة من السعودية على متن العبّارة، والذى كانوا يلقبونه بـ«فرحان» لأنه كان دائم الضحك. والثالث كان «سعد» أو «سيد»، الذى كان أحد أفراد طاقم العبّارة، ويصفه المصدر بأنه «قليل الكلام» عن الحادث.
ويروى المصدر أنه قابل أحد أبناء الأقصر، ويدعى «أيوب»، كان لا يتكلم أبداً، ولا يقول سوى «أنا أيوب وصابر على ظلم الناس»، كما التقى بـ«محمد»، وهو شاب من الوادى الجديد، دخل السجن بسبب ضربه للمحافظ، كما يروى أنه التقى بصحفى، قالوا له إنه «كاتب كبير»، موضحاً أنه «كان لا يتكلم أبداً، ودائماً تنزل من فمه رغاوى»، إلى جانب عدد كبير من المساجين الجهاديين.
ويضيف الشاب: «قابلت الصول رجب، الذى يخدم فى السرداب منذ 12 عاماً»، موضحاً أن الصول قال له: «انت أكيد عندك أمل تخرج، من يأتى إلى هنا لازم يبقى عِشرة زى دول، أو يسفّروه، زى اللى كان قبلك فى الزنزانة».
يُذكر أن سجن «السرداب» يتبع المخابرات الحربية، وكان سجناً عادياً فى الستينات، وبعدها طوّرته الولايات المتحدة وزوّدته بأحدث وسائل التعذيب، وأعادت افتتاحه فى 1996، وتستخدمه أمريكا، ودول عربية أخرى، لسجن وتعذيب بعض الجواسيس والمعارضين، كما تستخدمه جهات سيادية لإخفاء بعض المعتقلين. ومن أشهر مساجينه ضباط 8 أبريل، والمحامى حامد صديق، الذى قال إن مبارك مات فى 2004. وفى عهد المجلس العسكرى دخله بعض السياسيين.
وتنفرد الجريدة بالتفاصيل غدا.