الأقباط متحدون - بين فعلة ريان وملك كل زمان
أخر تحديث ٠٤:٣١ | الخميس ٢ مايو ٢٠١٣ | ٢٤ برمودة ١٧٢٩ ش | العدد ٣١١٤ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

بين فعلة "ريان" وملك كل زمان

د. رأفت فهيم جندى         

شاهدت منذ سنوات طويلة فيلم "ابنة ريان"  التى وقعت احداثه فى احدى قرى ايرلندا، عندما ضبط الجيش البريطانى شحنه اسلحة مهربة للجيش الجمهورى الايرلندى، ولقد اتهم اهل القرية سيدة صغيرة السن أنها افشت سر الشحنة لانها كانت على علاقة بالضابط الانجليزى المقيم بالقرية بسبب ان زوجها كان عاجزا.

ولقد كان "ريان" والد هذه السيدة والذى يمتلك متجرا فى القرية هو الجاسوس الذى ارشد عن هذه الشحنة، ولكن اهل القرية لم يشكوا فيه.
ولقد شاهد "ريان" اهل القرية وهم يعتدون على ابنته وينكلون بها ويجزون شعرها وهو لا يقوى على ان يعترف انها فعلته، ولم ينقذها من بين ايديهم سوى كاهن القرية، وانتهى الامر بترحيلها مع زوجها عن القرية وهى لا تعلم انها تدفع ثمن فعلة ابيها، وبسبب خطأها هى ايضا.

تذكرت ان ما فعله "ريان" مع ابنته هو العكس تماما مما فعله ملك البلاد، عندما دخل جزيرة صغيرة جدا من مملكته متنكرا فى ثياب العامة، وخاطب اهل هذه الجزيرة وكأنه واحد منهم، ولقد اجتذبت شخصيته الملكية وحلو حديثه الكثيربن بالرغم من انه لم ينافق احدا بل كان يوبخهم فى محبة وهدوء وتواضع على كل مخالفتهم لقوانين مملكته، ويرشدهم لطريق الصلاح ويغدق فى العطاء للجموع المحتشدة حوله.

لم يرضى رؤساء هذه الجزيرة عن التفاف الجموع حول الملك المتنكر، واحسوا بالخطر على مناصيهم بالرغم من انهم كثيرا ما خاطبوا الشعب عن وعد الملك لهم بزيارة جزيرتهم، ولكنهم لم يتوقعوا ان الملك سيأتى لهم يثياب العامة، ايضا كان كل تفكيرهم ان حضور الملك للجزيرة سيكون عن طريقهم ويكرمهم بالاكثر ويرفع من مناصبهم وليس لسحب البساط من تحت ارجلهم.

تآمر رؤساء الجزيرة بينهم على الملك المتنكر ولفقوا له التهم، وقبضوا عليه فى الخلاء ووسط الظلام، لانهم خافوا ان يقبضوا عليه وسط الجموع التى احبته وانبهرت منه.

ترك الملك هؤلاء الرؤساء يحاكمونه بكل ما هو باطل، بالرغم من انه يعلم سجل جرائم كل واحد منهم، وكان فى مقدوره اصدار امر ملكي بابادتهم جميعا.
وصل الأمر أنهم حكموا عليه بالموت بمباركة كل كهنة الجزيرة، وعندما اعترض الحاكم العسكرى للجزيرة على الحكم هيجوا بعض العامة ضده، فصدق على  اعدامه على مضض وتم التنفيذ بابشع ما يكون.

زاد على ذلك أن الملك ترك وصيته لجميع مملكته أن يتحول كل رعاياه بعد موته ـ حتى من اشترك فى سبه واتهامه او قتله ـ من درجة العبودية لدرجة الابناء بشرط الأيمان به والقدوة بأعماله، شارحا لأهل المملكة حتمية ان يدفع هو ثمن كل مخالفاتهم للقوانين لكى لا يتم تنفيذ حكم الموت في جميعهم وليصيروا احرارا.

اجمل التهانى بصلب وقيامة يسوع المسيح
 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter