الأقباط متحدون - بالتصفيق: أعلن الأقباط رأيهم!
أخر تحديث ٠٧:١٥ | الاثنين ٦ مايو ٢٠١٣ | ٢٨ برمودة ١٧٢٩ ش | العدد ٣١١٨ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

بالتصفيق: أعلن الأقباط رأيهم!

بقلم منير بشاى

التصفيق كأداة للتعبير عن مدى الرضا والقبول موجود تقريبا فى كل العالم.  وهناك أجهزة لقياس تصفيق الجماهير لمعرفة مقدار تأييدها أو رفضها لرأى ما أو شخصية معينة. وفى ليلة عيد القيامة أصر الأقباط الحاضرون فى الكاتدرائية المرقسية على استعمال التصفيق للتعبير عن رأيهم حتى مع وجود تعليمات تحظر استعمال التصفيق داخل الكنائس.
 
الشعب القبطى الذى طالما وجه له اللوم بانه يمثل الأقلية الصامتة اكتشف ليلة احتفالية عيد القيامة ان له صوت. واستخدم هذا الصوت للتعبير عن رأيه الصريح والمستقل فيما تلى عليه من أسماء رجال الدولة الذين حضروا أو أرسلوا مندوبين عنهم أو اتصلوا تليفونيا أو أرسلوا برقيات للتهنئة بالعيد.  هذا الصوت كان اما التصفيق القوى أو الفاتر أو الامتناع عنه كلما ذكر اسم من هؤلاء.  فعل الجمهور القبطى هذا رغم الحظر المفروض على التصفيق مما دفع قداسة البابا ان يعلق مداعبا "محبتكم حارة أوى".
 
كان التصفيق فى الكاتدرائية المرقسية ليلة العيد حدثا هاما فى ذاته اهتمت بها الصحافة ونقلت تفاصيله وعلقت على دلالته ومعناه.  وضمن من نقلوا هذا كانت وكالة الأسوشيتدبرس العالمية التى ذكرت ان الاحتفال أقيم فى نفس الكاتدرائية التى كانت موقعا لاشتباكات طائفية قبل أسابيع.  وأشارت الوكالة ان الاحتفال يأتى فى الوقت الذى تشهد البلاد استقطابا شديدا فى ظل غضب الليبراليين العلمانيين والمسيحيين وبعض المسلمين من الاتجاه الذى تسير فيه البلاد ويختلفون فيه مع الكتلة الاسلامية التى تدعم الرئيس مرسى.  وأوضحت الوكالة ان هذه الخلافات تجلّت فى رد فعل الحضور عندما قرأ البابا تواضروس قائمة بأسماء مسئولى الحكومة الذين هنأوه بالعيد. 
 
وبدون شك كانت حرارة التصفيق مقياس لمدى قبول الجماهير لذلك الشخص وغياب هذه الحرارة أو فتورها كان تعبيرا عن العكس.  وهذا لا يعكس بالضرورة صلة الاسماء بمركزهم الوظيفى. فالاسماء التى لم تحظ بأى تصفيق وبالتالى بعدم التقدير كان اسم رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسى ورئيس الوزراء الدكتور هشام قنديل والدكتور أحمد فهمى رئيس مجلس الشورى.

فى المقابل كان أكبر الأسماء التى حظيت بالتصفيق الحاد هو الدكتور أحمد الطيب شيخ الجامع الازهر والذى يعانى من صراع مع السلطة.  وقد أكد البابا ان ترحيب الأقباط به خير دليل على محبته النابعة من القلب مضيفا ان ما فى القلب يصل الى القلب.  وأضاف قداسة البابا ان الشيخ الطيب صديق عزيز نسعد برؤيته وبالصورة الطيبة التى يقدمها للوطن فهو شخصية لها رصيد من المحبة فى قلوب المصريين جميعا.
 
وأيضا من الشخصيات التى قوبلت باتصفيق الحاد كان الفريق أول عبد الفتاح السيسى القائد العام للقوات المسلحة وهذا يعكس ايمان الأقباط بالقوات المسلحة والثقة الكبيرة التى يعقدونها علي جيش مصر فهىو الدرع المنوط به حماية أراض الوطن وأيضا حماية المواطنين من استبداد السلطة.
 
وهناك أسماء أخرى عرف عنها علاقة الود بالاقباط وقد صفق لهم الشعب القبطى كثيرا مثل الشيخ مظهر شاهين خطيب وامام مسجد عمر مكرم بميدان التحرير والذى وقف ليرد تحية الجماهير وهو يلبس زيه الأزهرى.  وبعد خروجه عبّر عن سعادته بترحيب الجماهير القبطية له مؤكدا ان حبه للمواطنين الأقباط لا ينتقص من اسلامه فقد دخل الكنيسة مسلما وخرج منها مسلما.
 
ورحب الجمهور بالتصفيق الحار أيضا للمستشار أحمد الزند رئيس نادى القضاة فى تأييد قوى لاستقلال القضاء ازاء ما يتعرض له من محاولات الاستقطاب من السلطة الحاكمة.  وقد صرّح المستشار الزند بعد الاحتفال انه لم يكن يتوقع التصفيق من الأقباط خلال ذكر اسمه ضمن الشخصيات العامة المشاركة فى القداس.  واضاف ان الاخوة المسيحيين جزء من الاراضى المصرية ولا يمكن الاستغناء عنهم.
 
وصفق الجمهور بدرجات متفاوتة عند ذكر أسماء أخرى مثل الفريق أحمد شفيق رئيس الوزراء الأسبق والدكتور كمال الجنزورى رئيس الوزراء الاسبق والدكتور عمرو موسى وزير الخارجية الأسبق والفنان عادل امام والدكتور محمد أبو حامد عضو مجلس الشعب السابق والدكتور محمد العلايلى سكرتير عام حزب المصريين الأحرار والدكتور السيد البدوى رئيس حزب الوفد.
 
ولم تكن هذه المرة الأولى التى تعلن الجماهير القبطية رأيها حتى وان كان يبدو انه ما لم تخطط له أو تتوقعه القيادة القبطية.  ففى جنازة شهداء كنيسة القديسين وحين قال نيافة الأنبا يؤنس "نشكر السيد الرئيس محمد حسنى مبارك" صرخت الجماهير بصوت واحد "لا..لا..لا نشكره" لاعتقادهم بضلوع وزارة الداخلية فى الجريمة أو على الاقل عدم الاكتراث بها.
 
الشعوب، عندما تصرخ بصوت واحدا، سواء بالكلام أو التصفيق أو أى وسيلة أخرى للتعبير، فانها تتكلم من القلب بعيدا عن حجاب التزويق والتجميل والدبلوماسية.  وهى أصوات تصعد مباشرة الى الله فى السماء، ثم تهبط الى الأرض لتهز عروشا وتسقط ممالكا. 
 
وفى ليلة العيد عبر الأقباط بالتصفيق عن رأيهم بأبلغ ما يكون التعبير. للبعض قالوا نحن نحبكم ونثق فيكم..وللبعض الآخر......... لعل الرسالة الواضحة تكون قد وصلت الى أصحابها.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter