الثلاثاء ٧ مايو ٢٠١٣ -
٠٠:
١٢ ص +02:00 EET
متناقضان
بقلم: عزيز الحافظ
شيء غريب ان تقرأ احيانا من هذا الكمّ المليوني من الأخبار مايستوقفك كإنسان وكمثقف وحتى كجاهل بالمواقف التي تعرف أضدادها عند المحك... الغرابة يستوقفك خبر يصبح بنجومية ميسي الكروية في مباراة مقالية واحدة ولاتعلم هل دفعتك الاقدار لان تقرأ مالايسرّك؟ او دفعك السرور لتلتقط مالاتستطيع تفسيره؟
كان هناك في العراق مؤتمرا إسلاميا.. حضرته بعض الدول العربية الشقيقة من باب المشتركات المليونية الجوفاء..الدم واللغة والتاريخ والجغرافية والرياضيات والهندسة النووية... والمصير المشترك وربما حب ريال مدريد وبرشلونة لم لا؟ كانت بصراحة كلمة وزير الاوقاف الاردني الذي لم احرص على معرفة إسمه.. مؤثرة من جانبها الواقعي لكل مستمع بحيث تداول بعض أصدقائي المثقفين وأساتذة ومفكرين كلماته في مواقع الفيس بووك واعطوها أبعادا كثيرة دليل نقاء تفسيرهم لنواياه في كلمته.وكان للوزير نشاطا دينيا بزيارات لمراقد إسلامية يشتهر بها العراق معروفة للقاصي والداني محل تقديس وإحترام عند كل إنسان عاش على تربة الوطن من كل دين ومذهب عدا ماعكّر المسيرة التقديسية، تفجير مرقد الإمامين العسكريين في سامراء الذي تبرأ منه آهالي سامراء الكرام الأصلاء قبل كل العراقيين.وإذا بالوزير الاردني يتعرض لحملة قاسية في بلده لانه زار المراقد دون تمييز!
نعم يوجد فكر تكفيري ولكن هناك عقل تفكيري أيضا فدور العبادة أثريا موجودة في العراق لكل الاديان والطوائف لها إعتبار عند كل مواطن. بل هناك حزبا اردنيا إسلاميا؟أعتبر زيارة الوزير إنها اتجاه نحو التطبيع مع الطائفة الشيعية!!! ونقد قاسي لترحيب الوزير بتفعيل السياحة الدينية الشيعية إلى ضريح الصحابي الجليل جعفر بن أبي طالب وهو إبن عم الرسول محمد ص والمدفون في الاردن. أصدر الوزير بيانا تفصيليا يدافع عن نفسه في وقت وجدت التعليقات تقطر دما من غرابتها الحقدية على طائفة عراقية هي الحاكمة بالاغلبية في العراق وتعطيكم النفط بإسعار تفضيلية ومفتوحة حتى لخضرواتكم بغزو أسواقنا دون تنافس مع المنتوج المحلي!هل هذا ليس موقفا يستحق التروي قليلا منكم؟ الاغرب! الفقرة السادسة من بيان الوزير الاردني أنقله نصا((في إطار هذه الزيارة طلب الجانب العراقي من الأردن تسهيل استقبال السائحين من الأخوة العراقيين في الأردن، حيث بين لهم الوزير أن الأردن يرحب بأشقائه جميعاً و بكل ضيوفه، و أنه يسرنا استقبال أخوتنا العراقيين الذين يرغبون بالسياحة الدينية بزيارة مسجد سيدنا جعفر رض في الكرك، ولكن بشرط الالتزام بالضوابط الشرعية، فلا لطم ولا طواف بالقبر، ولا تمسّح، و مع احترام الخصوصية الدينية والثقافية للمجتمع الأردني بعدم الدعوة إلى مذاهب غير أهل السنة، وهو ما تفهمه الإخوة في الجانب
العراقي))اي تعليق استطيع ان اصف به هذه السياحة المقننة المشروطة جدا جدا؟ لماذا لايمنعون أيضا التامل والتحديق في القبور؟ ومن سيقبل من العراقيين بهذه الشروط؟ ومن سيكون مبشّرا بالمذهب الشيعي في الاردن ليكون الشرط بهذه القساوة الوصفية؟ ثم لماذا تفتحون سياحة بهذه الشروط وتتمنون وصول أفواجا عراقية تقبل بها؟ من ينسى فضل بلدنا عليه لايجب ان تكبلوا زيارته لكم بإغلال وقيود ترسمها اوهامكم بينما قلوبكم مقفله عن الترحيب بهم؟ كل غرابة سنجدها كل يوم في واقعنا العربي.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع