بقلم: مينا ملاك عازر
جلس الرئيس يحتسي فنجاناً من البن البرازيلي وهو منتشياً بعد أن أفلح في مقاطعته للبن الأثيوبي بعد أن هددت إحدى الفرق الرياضية الأثيوبية فريقه المفضل بالإقصاء فانفلتت منه ابتسامة، فبادرته الرئيسة البرازيلية متساءلة عن سر تلك الابتسامة التي لا محل لها من الحوار الدائر بينها وبين مساعديها من جهة وبين مساعديه من جهة أخرى حيث سألت يبدو أن التغيير الوزاري الأخير الذي أجريته يا فخامة الرئيس قبل سفرك إلى هنا ينول رضاكم حتى أنه يجعلك سرحان لا تنتبه لنا ويدفعك للابتسام هكذا، فيرد الرئيس مندفعاً كعادته، ويقول أنا مالي ومال التغيير ده، هو كنت أنا إللي عملته فتندهش الرئيسة البرازيلية وتقول ماذا؟ فينتبه الرئيس لحجم الكارثة وإلى أن مساعديه جالسين وسينقلوا ابتسامته التي لا محل لها وما قاله فيما يعد خطأين لرؤسائه، فيحاسبوه حساب الملاكين، فقال مندفعاً لا عليك لا عليك لا شيء، لا أقول شيء، وهو ينظر لمساعديه مستعطفاً إياهم حتى لا ينقلوا هاتين السقطتين لرؤسائهم ولرؤسائه ثم يعود لنفسه، ويسأل نفسه في غضب، ما هذه الصراحة التي تحليت بها فجأة، ده إنت عمرك ما عملتها مع المصريين، ولا حتى مع أهل بيتك، فيرد على نفسه، وهو أنا أقدر أعمل كده، كان اتصل بي وإداني كلمتين وفكرني بما دفعه وفعله ليوصلني لكرسي الحكم، ويضغط على أسنانه، وهو يحاول أن ينسى هاتين السقطتين، ويغمغم قائلاً، قال تغييير قال، هو أنا كان لي دور فيه، ده عاقبني إكمني قلت إنه حايتم خلال ساعات، عمله بعدها يجي أسبوعين، عشان ما يخلينيش أقول كلام مش أده تاني، وهو أنا فاهم حاجة ولا عارف حد من إللي جُم دول، طب حد يفهمني إزاي المستشار إللي قعدوا يشتموه أيام انتخابات الرئاسة وصراعهم معه في المحكمة الدستورية، يبقى وزير في الحكومة، ولا أنا عارف حد من إللي جُم ولا حتى إللي مشيوا، وطبعاً بالتالي أنا لا أعرف إللي مشيوا مشيوا ليه؟ ولا إللي جايين جُم ليه؟ يلا آهي أيام بتتقضى، وآدينا بنتفسح ونسافر هنا وهناك، وآهو الشعب طالع واعي ولما بيشتم بيشتم فيهم، بعد ما كان بيشتمني، وأنا ماليش ذنب في حاجة، فيتذكر هجوم الشعب على مرشده ويغتاظ، ليس للهجوم على المرشد، وإنما لأنه أصبح في عين الشعب لا شيء، فحتى مؤيديه ينادون بديع بأن يأمر عشان يطيعوا، والشعب يقول يسقط يسقط حكم المرشد وكأنه لا وجود له، فشعر أنه متحير في أحاسيسه، هل يشعر بالرضا بأنه لم يعد في مرمى نيران النقد أم يشعر بالغيظ بأنه لم يعد الرئيس في عين الشعب؟!.