الأقباط متحدون - الإخوان وإسرائيل إيد واحدة
أخر تحديث ٠٩:٠٤ | الخميس ٩ مايو ٢٠١٣ | ١ بشنس ١٧٢٩ ش | العدد ٣١٢١ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

الإخوان وإسرائيل إيد واحدة

بقلم : إسماعيل حسني
سلام من صبا بردى أرقُ، ودمع لا يكفكف يا دمشقُ، ومعذرة اليراعة والقوافي، جلال الرزء عن وصف يدقُ، وبي مما رمتك به الليالي، جراحات لها في القلب عمقُ، ألست دمشق للإسلام ظئرا، ومرضعة الأبوة لا تعقُ، جزاكم ذو الجلال بني دمشق، وعز الشرق أوله دمشقُ.

هذه أبيات هز بها أمير الشعراء أحمد شوقي وجدان الأمة تنديدا بالعدوان الوحشى الذي شنه المستعمرون الفرنسييون على دمشق عام 1925، واليوم تستدعيها أفئدتنا للتنديد بالقصف الإسرائيلي للمدينة الباسلة، إلا أن الفارق الكبير بين اليوم والبارحة يدمي القلوب، وتفوح منه رائحة الخسة والخيانة.

فالعدوان الفرنسي يومئذ ألهب الشعور القومي وهبت الشعوب العربية لنجدة الشعب السوري المنكوب بكل الوسائل حينها، بينما القصف الإسرائيلي لدمشق اليوم يقع تلبية لدعوة خبيثة تجرأ بها نفرٌ من بني جلدتنا، أعماهم سعيهم للسلطة إلى حد التحالف مع الأعداء لإسقاط أوطانهم وتفتيتها.

لقد قامت إسرائيل بقصف دمشق بعد تمهيد إعلامي وسياسي قام به العملاء من قادة الإسلام السياسي في بلادنا، طالبوا فيه الولايات المتحدة بضرورة التدخل العسكري في سوريا لنجدة المرتزقة من عناصر الجيش الحر بعد الضربات المتلاحقة التي وجهها لهم الجيش النظامي السوري.

ففي خطبة الجمعة بتاريخ 3/5/2013 بمسجد عمر بن الخطاب في الدوحة، وقف الشيخ الإخواني يوسف القرضاوي ليدنس المنبر، وليضرب أوقح أمثلة العمالة وهو يدعو الولايات المتحدة للتدخل عسكريا في سوريا لنجدة عصابات تنظيمات القاعدة والجهاد أو ما يسمى بالجيش الحر (النصرة)، فاستجابت أمريكا لدعوة الشيخ العميل وأرسلت الطيران الإسرائيلي لقصف أهالينا في دمشق.

وقف الشيخ المتصابي، صريع الغواني الصغيرات، في الدوحة، في أحضان أكبر قاعدة أمريكية في الشرق الأوسط ليثير اشفاقنا وحسرتنا عليه وعلى أتباعه وهو يهذي بما يخالف الشرع والمنطق والضمير مطالبا أمريكا أن تقف "وقفة مع الحق" و "وقفة مع الله !! أي والله طالب أمريكا أن تقف "وقفة مع الله" لإنقاذ المجرمين الذين يحرقون سوريا تنفيذا للمخطط الصهيوأمريكي بتفتيت البلاد العربية لحساب إسرائيل.

وكان الأكثر إيلاما في هذيان الشيخ وهو يقوم بالتمهيد للعدوان الإسرائيلي أنه لم يستحي أن يؤكد لأمريكا أن انتصار الجيش الحر في سوريا لن يشكل تهديدا لإسرائيل بأي شكل من الأشكال.

إن القاعدة الشرعية الأصيلة تقول بدرء المفاسد الكبرى بالمفاسد الصغرى، ولكن الشيخ الداعية الفقيه وأتباعه من تجار الإسلام السياسي لا يعبأون بالمفاسد الكبرى المتمثلة في تخريب سوريا، وتدمير جيشها الذي شارك في حرب أكتوبر، وقتل الآلاف من أبنائها في المعارك، وتشريد الملايين غيرهم في الشوارع ومخيمات اللاجئين، ولا تثير حفيظتهم صور البنات السوريات وهن يبعن بحفنة من الدنانير في هذه المخيمات لأنكحة الدعارة من مسيار ومسفار وعرفي ومتعة، فالأهم عند الشيخ العلامة التقي الزاهد الورع أن يؤدي دوره في مخطط التفتيت الذي ترعاه قطر وتستثمر فيه عائداتها من النفط والغاز.

وعلى الرغم أن كافة مواقع المتأسلمين ومنتدياتهم قد فاضت بالتهليل والتكبير والإنشراح لهذا العدوان، الذي اعتبروه انتصارا وتسليطا من الله لليهود على النظام البعثي الكافر، إلا أن العملاء من أتباع الشيخ في مصر والأردن توزيعا للأدوار، وإخفاء لأثر التواطؤ، سارعوا بإصدار بيانات تشجب العدوان. يخادعون الله والذين آمنوا، وما يخدعون إلا أنفسهم، لأن الشعوب قد كشفت نواياهم، والتاريخ لا يرحم، والديان حي لا يموت.

لم نختلف يوما حول ضرورة إسقاط النظام البعثي الإستبدادي المتخلف، ولكن حين تكون عصابات الإسلام السياسي المدعومة إسرائيليا هي البديل، يكون الهدف هو إسقاط سوريا وتفتيتها وليس إسقاط النظام، وهو ما نقف دونه حتى الرمق الأخير.
 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter