بقلم : نوري إيشوع
من المحامي نوري إيشوع الى جورج صبرا رئيس ما يسمى الإئتلاف المعارض و عبدالأحد اسطيفو العضو في الإئتلاف!
أكتب إليكما على مضض، لانني أعلم علم اليقين، بان الذي يبيع وطنه و ينحره على أبواب الخيانة و يقدم أبناء جلدته دروعاً بشرية و يسوق قطيع الخرفان المسالمة الى الذبح كأضحية للشيطان و يبيح دور عبادته لأعوانه من القتلة و التكفيرين، لن تؤثر فيه الكلمة و و لن يردعه ضميره الميت و المدفون في مقابر أعداء الإنسانية!
أكتب إليكما يا دعاة الديمقراطية و الحرية المزيفة، لأذكركما بالمقابر الجماعية التي لم تجف دماء شهدائها الملايين بعد و لم يتوقف صراخها القادم من أعماق التظلم و اللاعدالة، لتعلن لكما بانكما لوثتما إيديكما بمصافحة الإيادي التي ارتكبت بحقهم أبشع جريمة إنسانية عرفها التاريخ في القرن الماضي أبان الحرب العالمية الأولى و لا زالوا يستخدمون كل وسائلهم الفتاكة لقتلنا و التنكيل بنا و هتك أعراضنا و خطف رموزنا الدينية و التعدي علينا! وانتما جالسان في أحضانها تنتظران الأدوار الرخيصة التي سوف يوكلانكما بها لتبررا لهم كل الجرائم التي يرتكبونها، متناسيين هول الجريمة التي إرتكبوها و لا زالوا يرتكبونها بحق وطن و شعب كان و لا زال يفتخر بانه سيد الحضارة و المدنية.
بعْتما أنفسكما للذين آسروا جديتكما و هتكوا عرضهن، قتلوا جديكما و سلبوا أرضهما، إغتصبوا القاصرات بنات عمومتكما و نحروا الأطفال من الذكور بطرق همجية لم يعرف لها التاريخ مثيلاً و انتما تهرولان دون هوادة لنيل رضاهم لكي يعلقوا على صدريكما نياشين الخزي و العار و مقايضة شعبكما مقابل ألقاباً خلبية.
أكتب إليكما دون أمل لانني أعلم من فقد الكرامة لا يعرف معنى تأنيب الضمير و لا يعرف معنى العيب و لا حتى الخجل لانه تنازل بحريته عن أسمى صفاته ألا وهي الأخلاق!
السيدين جورج صبرا و عبدالأحد إسطيفو: ألم تفكرا بعد بتغيير إسميكما؟ لانه من العار أن تحملان أسميين و إنتما تحاربان كل الذي يحملونهما و تدعيان بانكما تمثلونهم لا بل أكثر من ذلك تجلسان في أحضان الذين يعتبرونكما نجسيين و كفرة لانكما لا تنتمون إليهم كما يفكرون و يعتقدون!
الى متى تّسدان آذانكم و ترفضان سماع صرخات العذارى اللواتي تعرضنا للإغتصاب على هياكل كنائسنا المقدسة؟ إلى متى تبقيان أعميي البصر و البصيرة، و تتجاهلان إغاثات الأرامل اللواتي فقدن أزواجهن و يعشن الوحدة القاتلة ؟ إلى متى تشاركان في تشريد أطفال وطنا الذين إحترقت كتبهم و ضاعت أقلامهم تحت ركام حقدكما و أضحوا يتامى و يعيشون الجوع و الخوف و يفرشون الأرصفة بأجسادهم الغضة؟ إلى متى تتوقفان عن قتل أحلام الطفولة و تقدمان براعم المستقبل للذئاب الجائعة لقمة سائغة كملكات يمين لإستعبادهن و لإشباع غرائزهم الحيوانية؟
ما هي ردة فعلكما بفصل رأس كاهن عن جسده و رميه في البرية؟ ماذا عملتما في موضوع إختطاف المطارنة و الكهنة الذين لازالوا مخطوفين منذ أسابيع دون أن تسطيعان فك أسرهم؟ ما موقف سادتكم أمريكا و أوروبا و أعوانهم تركيا و السعودية و قطر مما يتعرض له شعبنا المسالم من قتلٍ و بطشٍ و اضطهاد و تشريد؟
عارٌ عليكما و عارٌ على إئتلافٍ دستوره القتل و الإغتصاب و الدمار و الفوضى المنظمة! و لكن لا تنسيا بان شعبكما لن ينسى و التاريخ لن يرحمكما و لن يرحم كل الخونة و المارقين!
في 10/05/2013