الأقباط متحدون - رسالة إلى الفريق أول
أخر تحديث ١١:٠٩ | السبت ١١ مايو ٢٠١٣ | ٣ بشنس ١٧٢٩ ش | العدد ٣١٢٣ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

رسالة إلى الفريق أول

أعرف ابتداءً أنك تعرف مدى احترامنا جميعاً للمؤسسة العسكرية التى تتولى أنت وبكفاءة موقع قائدها العام.

وأتذكر وأثق أنك تتذكر كيف كان لقاؤنا الأول فور تولى المجلس العسكرى برئاسة المشير السلطة، والذى حضرته أنت وأربعة آخرون من أعضاء المجلس. وأتذكر ولابد أنك تتذكر كيف صارحتكم وحذرتكم من الانحياز لجماعة الإخوان ومن اختيار المقربين منها ودون تروٍ لوضع التعديلات الدستورية التى قادت مصر إلى نفق مظلم لم يزل وسيظل يقتادنا من سيئ إلى أسوأ حتى تتخلص منه جماهير شعبنا. وإذ غضب أحدكم ونفى قلت له بيتاً من شعر: إذا جئت فابعث طرف عينك نحونا.... لكى يعرفوا أن الهوى حيث تنظر. وأنتم أبلغتم الناس جميعاً أن الهوى مع الجماعة، فازدادوا غضباً، وظللت أنت كعادتك صامتاً ومبتسماً بعد أن أكدت دور الجيش فى حماية ثوار 25 يناير وثورتهم. ولعلك تذكر أننى فى اجتماعات المشير وعديد من أعضاء المجلس العسكرى مع رؤساء الأحزاب حذرت وكررت، وأخيراً قلت للمشير: التاريخ سيحاسبك على ما فعلت إن خيراً فخير وإن شراً فشر. ولم يخف المشير غضبه لكننى أبرأت ذمتى أمام الجميع ومنهم قادة الإخوان. ولعلك أول من عرف كيف أن الجماعة هى التى اخترعت وحرّضت وموَّلت إغراق الحوائط بشعار «يسقط حكم العسكر» كجزء من إعدادها لخطة الانقضاض على المشير والفريق.

والآن اسمح لى أن أبلغك- وبذات الصراحة التى عرفتها، والحرص المستمر على مستقبل الوطن وحاضره- بعضاً من خواطرى:

الجيش المصرى مستهدف ليس من الإخوان وحدهم رغبة فى إحكام قبضة غاشمة على عنق مصر ومستقبلها وأخونة المؤسسة العسكرية لتكون أداة لقهر الشعب والاستسلام لمخطط الجماعة فى تحويل سيناء إلى قاعدة للقاعدة وترك الأنفاق سبيلاً لترسخ وجود الإرهاب المتأسلم فيها وفى مصر كلها. وإنما هو مستهدف أيضاً وبالأساس من أصحاب المخطط الأساسى للمنطقة كلها، وهو تمزيق قواها العسكرية وإضعافها. ونتأمل معاً جيوش تونس، ليبيا، السودان، اليمن، سوريا، العراق.. ولم يبق سوى جيشنا كحائط صد أمام المؤامرة الأمريكية- التركية- القطرية- الإسرائيلية، التى تستهدف إنجاز عملية تدمير الجيوش العربية.

والآن.. الناس سئموا، ورفضوا، وكرهوا حكم مكتب الإرشاد وتظاهروا وغضبوا واعتصموا وأضربوا، والإخوان ماضون فى الأخونة والإعداد بحماس لتزوير الانتخابات «طرد 3500 قاضٍ» ليحل محلهم قاض إخوانى على كل صندوق- موظفون موالون معلومون من الآن للعمل الإدارى فى اللجان الانتخابية- ويتولى الأخ بشر أخونة الإدارة المحلية لتتولى مهمة التزوير التى تتقنها تاريخياً، ويرتبك الأمن عن عمد لتتشكل اللجان الشعبية الإخوانية لتفرض الأمر بالمنكر والنهى عن المعروف، ولتتولى حماية التزوير فى اللجان الانتخابية.

والناس سئموا وشعروا بخوف من المستقبل فيجمعون لكم توكيلات ويستنجدون بكم، وأحذركم من أمرين هما: أن تصمتوا فتتركوا مصر لتضيع ويضيع معها الجميع، أو أن تعودوا للحكم وإلى ما كان. وثمة طريق ثالث هو أداء واجبكم فى حماية الوطن والشعب، ثم سلطة انتقالية لحين انتخابات حرة حقاً وصدقاً. ولك تحياتى الشخصية.

نقلا عن الحوار المتمدن


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع