مجدى جورج
صمت الفريق السيسي كثيرا وتمنع وتدلل علينا اكثر قبل ان يرد على دعوات الكثير من المصريين بضرورة تدخل الجيش لإنقاذ البلاد من حكم الإخوان .
فالمصريين المصدومين من حكم مرسي والاخوان وبعض الساسة وبعض الإعلاميين من المؤثرين فى الراى العام من الذين سبقوا وعصروا الليمون على مرسى نكاية فى احمد شفيق عادوا الى رشدهم الان وأدركوا ان حكم الاخوان هو أسوأ اختيار اختاروه على الإطلاق .
واغلب هؤلاء وغيرهم يريدون التخلص من الاخوان الان بدون دفع الثمن اللازم لذلك ولذا فكروا في الاستعانة بصديق وصديق اليوم هو ما كان عدوهم بالأمس عندما كانوا يتظاهرون ضده بهتافهم الشهير( يسقط .يسقط حكم العسكر)
ولكن صديق اليوم وهو الجيش خيب أمالهم ورد عليهم من خلال قائده الفريق السيسى قائلا : ان الانتظار أمام صناديق الانتخابات بضع ساعات لإحداث التغيير أفضل كثيرا من استدعاء الجيش حتى لا تتحول مصر الى أفغانستان ثانيه .
والفريق السيسى الذي يحاول هنا الهروب للإمام من هكذا دعوات بالقول ان صناديق الاقتراع هى الفيصل فى الخلاص من هذا النظام الاستبدادي الذي سرق ثورتنا بمساعدة المجلس العسكري والأمريكان سابقا . يتناسى ان شروط الاحتكام للصندوق وشروط ممارسة العملية السياسية غير موجودة فالدستور نفسه سيطر عليه وسطره وكتب مسودته فريق استئصالي لم يراع فيه مصلحة وطن ولا رغبة مواطنين والدولة وأجهزتها تم أخونتها والقائمين عليها اليوم يحسبون أنفسهم مجاهدين فى سبيل الله اذا مكنوا لحكم الإخوان اكثر وأكثر باى وسيلة كانت .
الاحتكام للصندوق لإحداث التغيير قد يصح في بلاد لا يوجد بها غزوة صناديق ولا يوجد بها تزوير فى سبيل الله ولا يهدد فيها بالقول : اننا سنحرق مصر لو نجح المرشح المنافس .
الصناديق وسيلة للتغيير فى بلاد لا يهدد فيها الشيوخ بتحويل مصر الى مجازر لو نجحت القوي المدنية فى إسقاط مرسي حتي بالوسائل السلميه .
الصناديق وسيلة للتغيير فى بلاد لايمنع أقباطها من الإدلاء بأصواتهم دون تحقيق او مسائلة .
الصناديق وسيلة للتغيير فى بلاد لا يوجد بها بجاتو يخرج علينا بعد تسويد للبطاقات في المطابع الاميريه لصالح مرسى ليعلن عدم تأثير ذلك على النتيجة ثم نفاجأ بانه قد تم توزيره بعد فترة صغيرة فى وزارة الرئيس الذى زورت لصالحه الانتخابات .
الصناديق وسيلة للتغيير فى بلاد لا تحاصر فيها المحكمة الدستورية ويهاجم فيها القضاء وتحصن قرارات الرئيس وكأن قراراته منزله من عند المولى سبحانه وتعالى .
الفريق السيسي قد يكون خائف على مصر او خائف على الجيش من تدخله فى الخلافات السياسية او حتى خائف من خلايا الاخوان النائمة وقد يكون خائف على منصبه وقد تكون بعض هذه المخاوف مشروعة . ونحن لا نطالب منه ان يتدخل فى الخلافات السياسية ولكننا نطلب من الجيش ان يكون حامى وحافظ للدولة المدنية فى مصر حتى لا تتحول بلادنا الى دولة دينية على النمط الطالبانى .
ما نطلبه من الفريق السيسى الا ينخدع ويخدعنا معه بالقول ان التغيير فى مصر والخلاص من الإخوان سيتم من خلال صناديق الانتخابات فالخلاص من الإخوان لن يتم الا بثورة شعبية على الإخوان سيكون خيار الجيش الوحيد فيها هو التدخل لحمايتها كما فعل سابقا فى كل اللحظات التي انحاز فيها هذا الجيش للشعب المصرى .