هشام خورشيد
جاء الدعم الامريكى لجماعة الإخوان المسلمين نتيجة رؤية باحثة غير مكتملة عن التيار الاسلامى الأكثر تنظيماً فى الدولة المصرية ليكون البديل المطروح للنظام السابق بعد اندلاع ثورة 25 يناير , وجاهدت جماعة الإخوان المسلمين على مدار الشهور الأولى لتثبت للإدارة الأمريكية كفاءتها في المهمة التي تصبو اليها من عقود مضت عن طريق الدعوة إلى مليونيات حاشدة واستعراض الظهير الشعبي لها والذي كان يتمثل في إتباع التيار الاسلامى كما كان الوضع في جمعة "تطبيق الشريعة" والتي عرفت حينها بجمعة "قندهار".
ومع تولى الجماعة مقاليد الحكم وخروج المعارضة في تظاهرات متتابعة ضد سياسة الرئيس محمد مرسى بدء الإخوان يلجئون إلى ظهير شعبي منفصل تنظيمياً عن الجماعة ليثبتوا للمجتمع الدولي أن لهم مؤيدين لسياساتهم وكان التيار السلفي هو المخرج الوحيد وفى حقيقة الأمر انه هو الظهير الشعبي الوحيد الحاشد الذي يساند جماعة الإخوان المسلمين وبقوة وكان له الفضل الكبير في حسم جميع معارك الإخوان التصويتية
وفى الفترة الماضية استوعب التيار السلفي الدرس جيداً، عندما لعبت الجماعة عدة مرات على وتر تطبيق الشريعة لجذب الحشود السلفية لدعم تحركاتها السياسية وسرعان ما تلطم الحشود السلفية على وجهها مرة تلو الأخرى عندما تبتعد عن مسار الشريعة ومع الوقت ازداد ابتعاد الجماعة عن المسار السلفي حتى وصلوا لنقطة السير في اتجهان متعاكسان.
حينها قرر التيار السلفى ان يثبت للإخوان أهمية وجوده على الساحة وان يلقنها درس فى فنون المراوغة السياسية وكان الإثبات الأول في تخلى التيار عن دعم الجماعة جماهيرياً ليكتشف المجتمع المصري والدولي ضآلة الحشود الاخوانية وقوة التيار السلفي فتتغير معادلات اللعبة وتتجه البوصلة الإقليمية إلى التيار السلفي خاصة بعدما اثبت انفتاحه السياسي في التوسط بين المعارضة والإخوان، في وقت دعي فيه قصر الرئاسة الى حوار شامل يضم المعارضة وكافة التيارات السياسية وهو ما قابلته جبهة الانقاذ بالرفض , ووجد التيار السلفي فرصته حينها ليثبت للإدارة الأمريكية انه قادر على احتواء الساحة السياسية وعلى رأسها المعارضة والتيار الليبرالي.
وفى حين ان الولايات المتحدة الامريكية تبحث عن تيار قوى يستطيع حماية مصالحة فى المنطقة المحفاظ عليها وبما ان العدو الاول والاقوى للولايات المتحدة يتمثل في بعض التيارات المنشقه من التيار السلفى كالجهاديين والتكفيريين , وجدت الإدارة الأمريكية أن فتح قنوات اتصال مع ذلك التيار يحقق مكاسب في جميع الأحوال وان توليه الحكم تحت العناية الأمريكية ما يعنى استئنائية والسيطرة عليه وكسر أنيابه المسممة والتي تهدد مصالحهم في الداخل والخارج.
وفى خطوة قام بها التيار السلفى على استحياء كانت هناك لقاءات ثنائية بين الجانبين بدأت من السفارة الأمريكية بالقاهرة وانتهت بزيارة السلفيين إلى الولايات المتحدة الأمريكية فنجد ما يبرر الزيارة بأنها "دعوة إلى الله" عن طريق التعريف بفكر السلفية الصحيح وهو ما عبر عنه عادل عفيفي رئيس حزب الأصالة مؤكداً أن التواصل السلفي الامريكى للتشاور السياسي حيث أن التيار السلفي أصبح الآن رقم مهم في المعادلة السياسية المصرية وأي تجاهل له يعتبر غباء سياسي وإقصاء تعسفي.
وبرغم تأكيد برهامى على التواصل السياسي مع الإدارة الأمريكية إلا انه يتستر على طرح السلفيين بديلاً عن الإخوان المسلمين ولكن جاءت زيارة المبعوث الامريكى للشرق الأوسط لتقول عكس ذلك حينما تناول خلال لقاءه مع الكتاتني مسألة الوجود السلفي وحقيقة انفصاله السياسي عن الجماعة معارضته لهم وخروجهم عليهم في تصريحات تتناقض مع مشروع الجماعة واتصالهم بالمعارضة ،وان السلفيين يرفضون التقارب الايرانى بما يتفق مع رغبة الإدارة الأمريكية فيما يعتبر اتفاق امريكى سلفي على مسار السياسية الخارجية المصرية مع المحيط الاقليمى.