الأقباط متحدون - أي كلام فاضي معقول
أخر تحديث ٠٢:٠١ | الاربعاء ١٥ مايو ٢٠١٣ | ٧ بشنس ١٧٢٩ ش | العدد ٣١٢٧ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

أي كلام فاضي معقول

بقلم : ماجد سمير
"أي كلام فاضي معقول" اسم برنامج على قناة "نايل كوميدي" ينقد خلال فقراته  بشكل ساخر شخصية مشهورة ولها شعبية في الشارع  وأحيانا تكون شخصية مثيرة للجدل، البرنامج نوع من الهزل خفيف الظل المقبول لدى المشاهد، ونجح بشكل مميز في تقديم شخصيات كثيرة منها الإعلامي مفيد فوزي وأيضا عماد الدين أديب والكابتن أحمد شوبير والمطرب الشعبي سعد الصغير وغيرهم ركز البرنامج على  نقد شخصية الحلقة بشكل لاذع جدا من خلال تصريحاتهم وكلماتهم المتسقة مع اسم البرنامج "اي كلام فاضي معقول"

طبيعي جدا أن تجد الشكل الهزلي في البرنامج الساخر، لكن غير الطبيعي أن الهزل لا يصل فقط لحد عدم ادراك مضمون الكلام بل يكون أساس احاديث حكامنا الجدد في السياسة وكأننا شعب غبي غير ناضح  لم يبلغ بعد سن الرشد، على سبيل المثال أبرز الدعاية المششرة لنجاحهم في قيادة مصر للأحسن تبدأ بنشر صورة في وسائل الإعلام المختلفة وكذا شبكات التواصل الإجتماعي " تويتر وفيس بوك" لشاب يحمل في يده اليمنى "رغيف" عيش كبير ومن النوع الممتاز وفي يده اليسرى رغيف آخر لا يصلح للإستخدام الآدامي ولا حتى الحيواني، ومكتوب تحت الصورة ما يفيد تأكيد الشاب أنه لاينتمي لجماعة الإخوان المسلمين لكنه يقول فقط الحقيقة المؤكدة على نجاح د.محمد مرسي رئيس الجمهورية ووزيره المفوض لشئون التموين والزيت والسكر "باسم عودة" في انهاء مشكلة العيش في مصر والأمر – حسب كلام الشاب -لايحتاج إلا لمجرد المقارنة بين الرغيفين اللذين يحملهما في يده رغيف مرسي ممتاز وكبير "ويتفح النفس" أما رغيف مبارك " استفر الله العظيم.

ولم يذكر لنا الشاب غير المنتمي للجماعة كيف احتفظ لما يزيد عن عامين برغيف مبارك ربما كان رغيفا عابز للسنوات "والقرون"
و حكامنا الجدد إما انهم يعانون من ذاكرة ضعيفة أو يعتقدوا أن الشعب يحمل ذاكرة سمكة فقبل الثورة كان قانون الطوارىء في عهد مبارك  جريمة وضد الحريات، وفي عهد مرسي يقولون لنا إنه مذكور في القرآن، ومعاهدة كامب ديفيد في عهد مبارك كانت معاهدة خيانة وعار، وفي عهد مرسي الإلتزام بالمعاهدات من شيم الإسلام، وعلى نفس القياس اتفاقية ” الكويز ” في عهد مبارك انها دليل على التطبيع، وفي عهد مرسي دليل على الذكاء والدهاء
 أما عن سلطات الرئيس في عهد مبارك صنعت فرعون، و في عهد مرسي  آيه نبوية وقرآنية، وقروض البنك الدولى أيام مبارك حرام و ربا ودولة كافرة، وفي أيام مرسي - رغم أنه نفس القرض ومن نفس البنك- مجرد مصاريف إدارية

واستمر مسلسل الهزل السياسي عندما وصفوا مرور سفن عسكرية أمريكية لضرب العراق في عهد مبارك بالخيانة، وزاد الهزل عن حده لأن مرور سفن عسكريه لضرب سوريا فى عهد مرسى إحترام للمواثيق الدولية.

حوادث القطارات في عهد مبارك من المؤكد جريمة يتحملها الرئيس وفي عهد مرسي كان ردهم بكل بساطة “هو مرسي كان سايق القطر"، و مواكب الرئاسة في عهد مبارك  التي كانت حسب وجهة نظرهم تبذير لأموال الشعب وتعطيل لمصالح الناس تحولت بقدرة قادر في عهد مرسي إلى عظمة وفخر ومكانة لمصر .

وعن المظاهرات والاضرابات والإعتصامات في عهد مبارك حدث ولا حرج، تعبير عن الديموقراطية والحرية، وفي عهد مرسي بلطجة وتخريب للبلد و اصدروا قانون يمنع التظاهر والاعتصامات والاضرابات وأخيرا،  قالوا عن عدم وجود نائب للرئيس في عهد مبارك  ديكتاتورية وفي عهد مرسي قالواسياسه ودهاء.

المشكلة ليست في تصريحاتهم ومحاولاتهم المستمرة في  إبتلاع الوطن في "كروشهم" لكن المشكلة فيمن يصدق "خزعبالاتهم" الأزمة في كل من يقول أنه يحتاج فرصة بينما الفرصة الوحيدة من المفترض أن تكون من حق الشعب أن يعيش ويأخذ حقوقه كاملة ولاينخدع في أي كلام فاضي حتى لوكان معقولا.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter