الخميس ١٦ مايو ٢٠١٣ -
٠٠:
١٢ ص +02:00 EET
بقلم: مينا ملاك عازر
لو افترضنا جدلاً أن كل إنسان يبحث عما ينقصه، فمثلاً من يهتم بالمال يعاني من نقص فيه أو كان يعاني من نقص فيه مما يعني أنه يخشى من الفقر، ومن يعاني من المرض يبحث عن الصحة، نستطيع أن نفهم لماذا الجبهة التي تساند أفعال جماعة الإخوان سمت نفسها بجبهة الضمير، وذلك لا لشيء إلا لأنها تفتقد للضمير الصاحي اليقظ الذي يجعل أفرادها على علم بأن ما يفعله مرسي بأوامر جماعته يتنافى مع أبسط مبادئ الضمير الحي.
ومن ثم، فنحن نفهم مباشرة أن حملة تجرد هي تجسيد لجبهة الضمير بعد أن أستيقظ ضميرها فقررت التجرد من ضميرها وأخذت تجمع التوقيعات للناس إللي عايزين يتجردوا من ضميرهم وأخلاقهم لكي يساندوا القاتل الجالس بالاتحادية الهارب من السجن والذي لم تثبت إدانته أو براءته في قضية التخابر. تجرد لا تتجرد فقط من ضميرها بدليل دعمها لمرسي وإنما أيضاً بدليل تصريحات مُطلقها القاتل المحترف عاصم عبد الماجد بأنه شرف له قتله لضابط الشرطة عام 1981، فإن كان شرف له ما فعله ذلك القاتل، فلماذا يلوم على من يواجهوا الشرطة في مظاهرات ضد مرسي؟ أم أن الشرطة حينها لما كانت تواجههم كانت تستاهل القتل والآن لما صارت تأتمر بأوامرهم صارت تستاهل الدفاع عنها.
في كل الأحوال، بين بحث جبهة الضمير عن الضمير وتجرد البعض من الضمير، نستطيع أن نشخص الحالة الإخوانية التي تعاني منها مصر، وهي غياب الضمير وغياب الضمير في الحالة المصرية غياب بوازع شخصي، فهم إما يقتلوه مع من قتلوهم في الثمانينات والتسعينات ومنذ بداية ثورة يناير وحتى وقتنا هذا، أو يتجردوا منه بأن يوهموه أوهام تخالف مبادئهم التي يعتقدون بها حتى وإن كانت غير صحيحة، لكنك تستطيع أن تدرك ببساطة هول المأساة حينما تقرأ لذات القاتل المحترف المتشرف بقتله إنسان، بغض النظر عن عمله كضابط شرطة، وهو يقول أن قرض صندوق النقد الدولي حرام إلا لو قال مرسي غير ذلك، ولا أفهم هذا التصريح، لأنه يخشى مواجهة مرسي بجهله الديني من وجهة نظره أم لأن مرسي هو إللي المفتي بتاعهم، ولا لإنه عارف إن مرسي مش حايعمل حاجة تخالف الجماعة الإخوانية التي تحكم وهي في نظره جماعة أكثر تدين منه ومن جماعته الإرهابية التي ينتمي إليها أم أن جماعة الإخوان كاسرة عينهم بحاجة زي إنها إللي مخرجاهم من السجون.
على كل حال، لا دواء لمصر إلا يقظة ضمير أهلها وانتفاضتهم وتمردهم على أولائك منعدمي الضمير والقيم والأخلاق، متجردي الوازع الأخلاقي والإنساني، والتخلص منهم فوراً بتوقيعهم على استمارات حملة تمرد التي أدعو أفرادها أن يكثفوا نشاطها فأنا لم أحتك للآن بأحد منهم، وأحاول التوقيع ولا أجدهم، فأرجوهم أن ينشطوا فلديهم الملايين تنتظر وصولهم.
المختصر المفيد لو مات الضمير أو تجرد منه الإنسان فلا فارق بينه وبين أي شريك له في الكون.