الأقباط متحدون - أنت فكرنى هندى ؟!!!
أخر تحديث ٠٥:١٤ | الخميس ١٦ مايو ٢٠١٣ | ٨ بشنس ١٧٢٩ ش | العدد ٣١٢٨ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

أنت فكرنى هندى ؟!!!


 بقلم / القس أيمن لويس

  أنتشر فى الأونة الاخيرة ظاهرة ، فشر أنتشار الاطباق الفضائية على أسطح المنازل عند بدأ ظهورها !! ، وهو ما عرف بظاهرة الاستثمار الالكترونى ورغم ظهور العديد من الشركات الوهمية التى اتبعت هذا الاسلوب من النصب بتطبيق نظرية رزق الهبل على المجانين ، لكننى اكتفى بذكر هذا النموذج من

هذة الشركات وتسمى (جلوبال أدمارت) وتقبل هذه الشركة المستثمر الراغب فى الأشتراك على ان يدفع ما قيمته 500 دولار أمريكى  وهو ما يعادل بالجنيه المصرى ما قيمته 3500 وغالباَ يزيد عن ذلك لعدم توافر الدولار بالسعر المقنن بالبنوك الرسمية ، يتم دفعها للشخص صديقك الذى قدم لك العرض التسويقى دون اى أوراق او مستندات وهذا الصديق الذى أستلم النقدية يسلمها لصديق أخر وسيط وهكذا هى شبكة عنقودية لا تعرف لها صاحب وليس لها أى مستندات ؟!! ، بعد تسليم الدولارات للصديق الوسيط يتوجب عليك الدخول على الموقع الالكترونى لهذه الشركة على الانترنت ثم أرسال البريد الالكترونى الشخصى للمشترك ليتم عمل صفحه له بأسمة مما يوهم الضحية بجدية المشروع ثم يتعين على المشترك مشاهدة بعض الاعلانات لبعض المنتجات ولا يشترط الشراء !!! ، لمدة أربعة أسابيع يتم بعدها تلقى المشترك 50 دولار أسبوعى لمدة ستة أشهر أى أن ال500 دولار يتم أستردادها بقيمة 1200 دولار ، كما يتم توظيف العميل  لأستقطاب مزيد من المشتركين يربح المٌسوق  35 دولار عند أنضمام كل مشترك  !

.ومع نجاح المشروع المنقطع النظير أظهرت الشركه مذيد من الكرم والسخاء بتقديم عرض  خاص لفترة محدده وهو تمديد مدة التحصيل من  ستة  أشهر ل 12 شهر ، ثم تلاة عرض أخر أكثر كرماَ  واكثر خصوصية وهو المشتركين فى هذه الفترة المٌحددة سوف يتم زيادة مدة التحصيل الاسبوعية  لمددة 15 شهراَ ، مع ممارسة ضغوط على المشترك نفسه أمام هذه العروض المتتالية على مضاعفة قيمة أشتراكة .

أعتذر عزيزى القارىْ عن الاطناب فى سرد التفاصيل ولكن اشعر بالاضطرار لأهمية الموضوع وخطورته ، وما ذكرته ليس فية أى مبالغة بل شهادة من بعض الضحايا الذين تم أستدراجهم ، وهكذا سقط الاف مؤلفه من المصريين فى فخ النصب من خلال نوع جديد من شركات توظيف الاموال ، لقد هالنى ما سمعته عن حجم الاموال التى جاء بها المشتركين أنها ملايين من الدولارات فى وقت تستجدى فية الدولة الاصدقاء والغرباء بشكل مهين من أجل  مد يد المساعدة لتوفير الاحتياجات الضرورية  من  لوازم المعيشة ، وقد عرفنا من وسائل الاعلام أن أصل عناصر هذه الشركة مجموعة من الهنود ، كنا لوقت قريب أذا اراد أحد أن يستغل سذاجة أخر أو بالبلدى يستعبطه فيبادر هذا الاخر ويقول له أنت فاكرنى هندى ؟!!  ثم أكتشفت أن هذا القول ليس حكراَ على المصريين بل هو منتشر فى عديد   " من الدول حتى سمعت مرة وأنا فى لندن أحدهم يقول Do you think I m Endian " .
 
   إن هذا الحدث يجب أن يكون محل تحليل ودراسة من  المتخصصين  . لماذا هرول المصريون وراء هذا العرض الوهمى رغم سذاجته . لماذا تغافلوا عن التفكير المنطقى ، وقبلوا أن يضحكوا على أنفسهم  وأن  و يٌضحك عليهم، يقنعوا ذواتهم بصحة هذا العرض الخرافى الاسطورى ؟ لماذا لايتعلم المصريون ويتعظون من تجاربهم الفاشله ؟ هل هو أنعدام الوعى ، وعدم القدرة على التفكير المنطقى فى الحكم على الامور ؟ هذا مؤكد0 أضف الى هذا  أمور عديدة أخرى منها  .                              
                             
  أولاَ . غيبة الدوله النظام  التى هى دائماَ متأخرة فى كل شىء ، فكان يجب على أجهزة الدولة أن تكون مستيقظة للتدخل الايجابى السريع ،إن ما حدث هو تخريب وخراب لأقتصاد البلد الذى لا يحتمل أى نوع من السقطات ، فشل أن تعتبر الدولة سقوط مواطنيها فى عمليات نصب دولية أمر لايعنيها ، أنها قضية أمن قومى  !!

. لايبرر تخاذل الدولة أن القانون لا يحمى المغفلين ، فمسؤلية الدولة أن ترفع وعى مواطنيها حتى لا يكونوا مغفلين سذج    
                                                             
  ثانياَ . أنتشار البطالة والجهل والاحتياج المادى والغلاء الفاحش وثقافة أن الجشع شطارة ، والغنى نجاح يستحق الحسد ، بغض النظر عن المصدر، كما يقوم الاعلام عن غير قصد بتأجيج الرغبة فى الثراء السريع ، فما يراه فى الدراما من وسائل للراحة والرفاهية فى مقابل ما يعانيه هو من أحتياج موجع يجعل حياتة وأسرته غير مؤمنه من ملبس ومأكل ومأوى وعلاج .. الخ .

وهذه كلها مطالب مشروعة فشلت الانظمة السياسية المتعاقبة فى تحقيقها . كل هذا يمثل نوع من الضغوط أقلها قبول مثل هذا العرض الوهمى                                         .                                                                    
    ثالثاَ . إن ما حدث هو البرهان الاكيد على فشل نظام التعليم ومعه التربية بكل فروعها ( الاسرة ، المدرسة ، دور العبادة ) حيث لم نٌعلم الفرد عن أقتناع ، يتحول ليصبح عقيدة ، أن من لايعمل لا يأكل ، ومن لايشقى لايربح ، ولم نعلمهم عفة النفس وأن المبادى والقيم والشرف اهم من أكتناز الاموال ، ولا يقبل ما لم يتعب فيه ، وليس له حق حصد أرباح لا يعرف مصدرها ، فنحن المسيحيون يعلمنا الكتاب المقدس الكريم "وأما التقوى مع القناعة فهى تجارة عظيمة . لأننا لم ندخل العالم بشىء ، وواضح أننا لا نقدر أن نخرج منه بشىء . فإن كان لنا قوت وكسوة فلنكتف بهما . وأما الذين يريدون أن يكونوا أغنياء فيسقطون فى تجربة وفخ وشهوات كثيرة غبية ومضرة ، تغرق الناس فى العطب والهلاك . لأن محبة المال أصل لكل الشرور ، الذى إذ ابتغاه قوم ضلوا عن الايمان ، وطعنوا أنفسهم بأوجاع كثيرة" .

1تى 6:6-10  ويكلمنا فى مواضع أخرى قائلاَ "لا طامع لربح قبيح"،" بل بنشاط"1بط2:4،1تى3:3 .أننى مشفق على كل ضحية تصرخ متوجعه تبكى حسرة والماَ على خسارتها ومنهم من  أستدان ، وأقول لهم إن أبتعادكم عن كلمة الرب وأنغماسكم فى شهوة العالم  ضاعف مصادر توجعكم. وليس عليكم إلا ترديد مقولة الممثل الراحل فريد شوقى فى أحد  "أفلامه ضاعة فلوسك يا صابر" وأقول هذا ليس شماته ولا سخرية أنما من قبيل المضحكات المبكيات .  وأننى أستحس وانادى وأناشد كل مواطن مصرى بصفه عامة وكل مسيحى بصفه خاصة تربح من هذا المصدر القبيح أن يرد هذا المسلوب لكل فرد يعرف أنه أضير من الاشتراك فى هذا المشروع ، لأنه مال ظلم ، لا يجوز أقتناءه.                                    
 
  وأخيراَ .. لا يحق لنا أن نتندر فيما بعد بهذه العباره " أنت فاكرنى هندى" ويحق للهندى أن يتندر قائلاَ "أنت فاكرنى مصرى!!" .                      
          
 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter