الأقباط متحدون - مصر بينالأستك منه فيه ونظرية المحشي
أخر تحديث ٠٧:١٨ | الجمعة ١٧ مايو ٢٠١٣ | ٩ بشنس ١٧٢٩ ش | العدد ٣١٢٩ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

مصر بين"الأستك منه فيه" ونظرية المحشي

بقلم: ماجد سمير

لم يخطرعلى بال الفنان الكبير سعيد صالح أن "أفيه .. أستك منه فيه" الذي قاله في ستينيات الفرن الماضي خلال مشهد مشهد من المسرحية الخالدة "هالو شلبي" سيكون شعار الحكم في مصر، حكامنا الجدد يشيرون دائما إلى الملابس الداخلية في تصريحاتهم ربما لأسباب متعلقة بالتفاؤل والتشائم أو للبحث عن راع رسمي ينتزع البلد من أزمتها الإقتصادية ، خرجت التصريحات لأول مرة في الصيف الماضي عندما طالبنا رئيس الوزاراء د.هشام قنديل بارتداء ملابس داخلية قطنية وإن لم يذكر الألوان، ووزير التعليم يطالب بقوانين جديدة ليست "استك منه فيه"، وقد يعود التأكيد على موضوع الاستك  تحديدا إلى قناعة شخصية بأن أي ملابس قطنية تحتاج "لاستك" لزوم الأمان.

 سيادة الوزير يبحث عن قوانين تمكنه من التحكم في أمور "العلام" كما يحلو لأهالينا في الارياف تسميتها، الوزير لا يطمئن للقوانين المطاطة خوفا من شدها من الناحية الأخرى خاصة وأنه يدرك تماما أن بقية المقولة "استك منه فيه ....أشده يلسعني.

حكامنا الجدد وجماعتهم العريقة المتواجدة في عمق الشارع المصري منذ عام 1928 فضلاعن إمتلاكمهم براءة الإختراع في أثبات العلاقة بين زجاجة الزيت وكراسي الحكم وأنه بالأرز وحده يحيا الحكام، وأنهم أول من طبقوا سياسة الصوت مقابل الغذاء وكذا لوسرق الصندوق من المؤكد أن مفتاحه معاهم، نجحوا طبقا لنظام الأستك "- سواء كان منه فيه" أو كان عادة-   لعقود طويلة في اللعب على احتياج الشعب وزعوا على المحتاجين  الزيت والسكر والأرز وشنطة رمضان، وشنطة حمزة لم يعملوا شخصا واحدا كيفية اصطياد السمكة – ربما لأن الصنارة حرام والشبكة كلمة لها ايحاءات غير اخلاقية - حتى يظل تحت رحمتهم منتظرا  ولو ديل السمكة كحسنة منهم، اقنعوا الشارع لسنوات أنهم الأقرب إلى الله ولم يعلموهم ابدا أن السكر والزيت وخلافه حق أصيل له كمواطن ليظلوا مصدر الخير لهم – تامل شعارهم في الانتخابات المختلفة بعد ثورة يناير "نحمل الخير لمصر"، ساهموا بقدرا كبيرا في تحويل عددا كبيرا من المصريين إلى منتظري الرحمة والحسنة، حولهم من مواطنين إلى رعية تسبح بحمد راعيها وتسير على خطاه دون تفكير أو معارضة اتساقا مع مبدأ السمع والطاعة ذائع الصيت في الجماعة وبالتالي ذراعها السياسي وبقية أطرافها من احزاب سياسية تدعي المعارضة رغم انها مجرد ديكور .

حكامنا الجدد لم يقموا ولو مرة واحدة بمحو أمية مواطن واحد رغم أن إمامهم "حسن البنا "كان معلما ومرشدهم السابق صاحب مقولة "طظ في مصر أبو مصر " ورئيس مجلس ادارة جماعتهم بعد الترخيض " مهدي عاكف" أيضا كان معلما فضلا عن سيطرتهم التامة على نقابة المعلمين سواء العامة أو النقابات الفرعية، لم يمحو أمية رجل واحد لأنهم يدكون أن العلم "نور" والنور اسم الحزب السياسي المعارض والمنافس الحقيقي لهم لأن كلامهما يبيع نفس المنتج  وبنفس العرض وكلامها يعد الناس بالجنة و"عدوك أبن كارك"، وأيضا لا تنتظروا بعد وصولهم لكرسي الحكم أية محاولة لمحو أمية الشعب خوفا من فقدانهم جمهورهم الاساسي كما أن "الدرس انتهى ....لموا الكراريس" مع الإعتذار لعنا صلاح جاهين. 

وعودة للتعليم يدرك حكامنا الجدد مدى خطورة التعليم ويحلمون بالنجاح في فرض سيطرتهم على مقاليد الحكم في وزارة حشو عقول التلاميذ – طبقا لنظرية المحشي – والتعامل مع رأس كل طالب على أنها بنذجان عروس والأمر لايتطلب إلا تغيير نوع الحشو ليتناسب مع سيرتهم ابتداء من "حسن البنا" حتى د. محمد بديع وكل اتباعه وعلى رأسهم مندوبهم في قصر الرئاسة د.محمد مرسي 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter