ماجد سمير
كان الأنسب لحكومة د.هشام قنديل حل مشكلتها المالية بعيدا عن الشعب مثلا تدخل جمعية مع دول أخرى على تقبضها الأول للخروج من الأزمة الطاحنة، أو تحويل مجتمعنا لمجتمع منتج غير استهلاكي يزرع مايأكل ويصنع مايلبس، الحكومة الفاشلة في استغلال موارد بلادها عليها الرحيل غير مأسوف عليها، فمن غير المنطقي أن تظل جاثمة على أنفس الشعب وكل أملها وحلمها الحصول على قرض البنك الدولي وكأنه منتهى الأمال.
ويبدو أن حكامنا الجدد فهموا قول"مد ايدك ويا ايدي" -جزء من أغنية "نفسي" للمطرب ذو الجذور العريقة ايمان البحر درويش- بشكل خاطىء "درويش" كان يحمل من خلال كلمات أغنية اشارة واضحة للتعاون والتضامن طبقا للمثل القديم ايد لوحدها ماتسقفش، وما أسوا ان تكشتف ملايين من المواطنين في وطنا لسان حال كل واحد منهم "أنا بيتي ما تسقفش"العديد من البيوت في وطنا بدون غطاء وغذاء وعمل وسقف، ايمان البحر درويش – قبل أن يعتبر لفترة الفن غير مناسب - أمتداد لجده فنان الشعب خالد الذكر سيد دوريش نقلت أغانيهم احلام الوطن ومواجهة الحاكم بالأغينة والموسيقى.
مد ايمان يده لحبيته طالبا منها مشاركته الحلم لإدراكه أن يده واحدة ويد حبيته واحدة فالحل الوحيد أن تتشابك يديهما معا لمواجهة الخطر وعبور الأزمة، والغريب أن مصر على مدار عقود طويلة تنفذ الأغنية لكن على طريقتها الخاصة المتسقة تماما مع شعار "من ذقنه وافتله"، أو "مد ايدك جوة جيبي"، تلعب الحكومة مع الشعب نفس اللعبة القديمة تدوس بلا رحمة على اعناق الشعب، الضريبة المقررة على كل من يزيد دخله عن 1000 جنيه شهريا تنفيذ شديد القسوة لخطة مد ايديك جوة جيبي، يرى الكثيرون أن الشريحة المسحوقة تحت ثقل ضريبةالـ10% على الدخل تستحق أصلا الزكاة وليس خصم أي مبلغا- المنتهي الصلاحية أصلا- تحت أي بند حتى لوكان ضرائب من أجل الوطن، الضحك على الناس بعلاوة ثم خصم اضعافها يبدو وكأنه الجزء الثاني من أغنية ايمان البحر درويش ولن نجد لها اسم إلا مد ايدك جوة جبيبي.
عبقرية حكامنا الجدد لم تجد الا جيوب الشعب لاخذ مافيها والاسم ضرائب التي كانت من وجهة نظر عدد غير قليل ممن يطلقون على انفسهم التيار الديني حرام شرعا ، الآن اصبحت حلال خاصة وان المواطن يتم ذبحه شرعيا القارق الوحيد أن الحكام الجدد من أصحاب اللحى.
لم يكتفي إيمان في بقية الأغنية بالامساك بيد حبيبته فقط بل قال لها إمـــــسحـــي .. دمعة وليدي يعرف أن الشعب محتاج إلى من يواسية ومن يساعده على عبور أزمته لكن حكام مصر عبر العصور لم يروا من الأغنية إلا أن صريخه الذي لا يسمعه أحدا على الإطلاق فاستغلوا أنه يقول "عايز اصرخلك وعــــــــاجـــــز ...أســــمـــعـــــك أو تسمـعـيـنـي فقرروا لمايزيد عن 60 عاما عمل مايحلو لهم حتى لو صرخ الشعب، وحلم التغيير عقب ثورة يناير لم يكن إلا حلم في ليلة صيف