بقلم الكاتب : مايكل ماهر عزيز
في ظل الاحداث الملتهبة التي مرت في مصر وما كان يعاني منه أبناء شعبنا القبطي منذ شهرين ونصف ، كنا نشعر نحن أبناء الجالية القبطية بالسويد بالضيق والالم علي ما يحدث لإشقاءنا المسيحيين من قتل وإعتداء في الخصوص وعلي الكاتدرائية المرقصية بالعباسية ورغم برودة الطقس بالسويد إلا انه كان بداخلنا سخونة وجمرة نار تكتوينا علي ما يحدث ، فقرر جميعنا أن يتخذ قرارات وتدابير حاسمة قد تفيد أخوتنا بمصر .
وبالفعل اتصل بي أحد الاراخنة للاجتماع بمقر الحكومة السويدية لمناقشة أوضاع المسيحيين والكنيسة هناك وسبل عرضها أمام المسئولين السويديين المهتمين بحقوق الانسان ، وكان الاجتماع مع مسئول بالحزب الحاكم وهو من أصول سريانية وقد وعدنا هذا المسئول بمقابلة كبار المسئولين بوزارة الخارجية السويدية والوزارء بالحكومة وذلك لمساعدة الاقلية المسيحية في مصر التي تعاني دائما من هجمات متكررة علي الاقباط وكنائسهم .
وفي وسط الاجتماع سألت المسئول الحكومي : هل ستعترف الحكومة السويدية بإضطهاد الاقباط مثلما اعترفت بالمذابح الارمنية . وكان رده من الردود التي لم أكن أتوقعها بحياتي فقال لي بكل عجرفة وغرور :
" لا تتوقع أن تأخذ ما انتا تريده فأنتم ليست لكم حتي الان قيمة لكي تتوصلو الي ما تريدونه " .
بالحقيقة ومن قناعتي الشخصية كنت أريد أن انصرف من هذا الاجتماع اعتراضا علي ذلك الرد لانني ادركت أننا نريد أن نتسول حريتنا وحقوقنا من اشخاص لا يقدرون من نحن كأقبــاط شعباً وتاريخاً ، ولكن احتراماً للاراخنة المجتمعين معي التزمت الصمت حتي لا اكون سبباً في احراجهم .
بعد هذا الاجتماع أدركت أشياء كثيره وهي :
أدركت أن الحُقوقُ تُنتَزعُ ولا تُوهَب وأدركت أن مجد الامم لا يبني الا علي رؤوس الشهداء والمناضلين من اجل حريتهم وحرية شعوبهم .
العمل الجماعي هو نجاح اي قضية:
لذا فكرت ومن معي في ان الاتكال علي الرب والاتكال علي الذات خير من الاتكال علي البشر ، الذين لا يريدون سوي مصلحتهم الشخصية وهنا جاءت ساعة الحسم وانه يجب علينا ان نفعل شيئ يفيد اخوتنا المضطهدين بمصر وقررنا الاجتماع والتخطيط سوياً لإعداد مظاهرة ضخمة تجوب شوارع ستوكهولم للتنديد عن الاعتداءات المتكررة علي الاقباط وكنائسهم .. وكانت هذه البداية .
اجتمعنا كلنا كرجل واحد ووزعنا علي بعضنا الادوار والمهمات التي سوف يقوم كل واحداً فينا بتنفيذها ،فمنا من كان مسئول عن الكشافة وتنظيم المتظاهرين ، ومنا كان مسئول عن السيارة وسماعات الميكروفون الكبيرة ومنا من كان مسئول عن إلقاء الخطب علي جمهور المتظاهرين ومنا من كان يهتم بتقديم الدعم اللوجستيي .
فلإول مرة نقوم بعمل جماعي مشترك من أجل صالح أبناء شعبنا بعيداً عن أروقة الكنيسة وتدخلها بتلك الامور ، وقد تعهدت أمام الله ان انكر ذاتي وابذل نفسي لخدمة قضيتي القبطية بكل أمانة دون البحث عن مجد زائل أو شو إعلامي .
ساعة الحسم ويوم المظاهرة :
كل ما كنت اريده هو إراحة ضميري انا ومن معي ، وبالفعل وبعد اجتهاد وتصميم كبيران من جميعنا ، بدأت مظاهرة الاقباط في مدينة ستوكهولم بالسويد يوم 14 /4/2013 الساعة الثانية في أشهر ميادين ستوكهولم ومشيت مسيرة الاقباط رافعين صلبانهم وتوابيت رمزية ترمز للشهداء الاقباط سائرين نحو سفارتي مصر وأمريكا !! . أمريكا الداعمة والممولة للارهاب الذي يدمر شعوب البلدان العربية والتي تعتبرهم امريكا عدوة اسرائيل والمشروع الصهيوني ناسيه معاناة مسيحيين تلك المنطقة بسبب دعمها هذا .
نشكر الرب فقد نجحت مظاهرة ستوكهولم للاقباط ، الذين تناسو تعبهم وهمومهم المعيشية بالسويد وركزو علي الصليب الذي يحمله أخوتهم المسيحيين بمصر فأرتجت شوارع ستوكهولم بصيحات مئات الاقباط الغاضبين الثائرين الذي بلغ عددهم 500 متظاهر والتي هزت مشاعر السويديين .
فنحن كنا نطالب بالمظاهرة كما طالب المصريين يوم 25 ينايــر : الحريـــة والعدالة الاجتماعية التي وبعد ثورة يناير لم يتذوقها الاقباط والمصريين فالثورة استفاد منها فقط أصحاب الذقون واللحية من تجار الدين والمتأسلمين وبقي الشعب فقيراُ مستعبداً لحكامه الجدد .
الخلاصة
بعد انتهاء مظاهرة الاقباط ورجوعي الي منزلي أدركت شيئا هام وهو إن : 1- العمل الجماعي 2- والاعداد الجيد 3- وإنكار الذات . هم ثلاثة عوامل رئيسية أدت لنجاح تلك التظاهرة وهذه رسالة احب أن أقدمها الي كل ناشط قبطي وكل سياسي قبطي غيور علي مصلحة شعبه وكنيسته . يجب علي جميعنا ان نتحد ونعمل كفريق واحد وان نرسم خططا ًوأهدافاً مستقبلية لإنجاح قضيتنا القبطية .
فلنعتبر هذا الامر ورقة عمل نعمل علي تحقيقها .
مايكل عزيز