بقلم: د. رأفت فهيم جندي
أتت كمريضة حديثا وكانت في أوائل الثلاثينيات من عمرها وبلدها الاصلى هو الفلبين، وعندما رأت صورة فرعونية في غرفة الكشف قالت لي إنها كانت تعمل مع طبيبة مصرية حيث أنها عملت ممرضة في السعودية لمدة خمس سنوات، ولكن الطبيبة المصرية قررت فجأة ان تعود لمصر، سألتها عن السبب قالت لأنهم حاولوا أن يحولوها إلى الإسلام فرفضت وعادت لمصر، سألتها أن كانوا قد فعلوا بك أنت هذا ايضا؟ قالت لي "نعم تحولت إلى الإسلام على الورق فأنا أصلا رومان كاثوليك ولكنهم قالوا لى انهم سوف يفصلونى أن لم أتحول لأنهم لن يسمحوا بأن يعمل في المستوصف احد غير مسلم، وعندما لامتني الطبيبة المصرية المسيحية قلت لها أنت دكتورة وسوف تعملين في اى مكان ولكنى ممرضة وسوف يفصلوني ولن أجد مكان أخر"

اضافت مريضنى "أنهم جعلونى امضى على ورق اننى استلمت 10 اللأف ريال ولكنى لم استلمهم ولا اعلم من اخذهم" سألتها ما هى الجهة التى دفعت هذه الاموال؟ اجابت "الأوراق التى مضيتها تقول انها من القصر الملكى!"

استفاضت قائلة "اننى عندما عدت لبلدى بعدها فى أجازة حزنت امى كثيرا جدا لأن امى خادمة مخلصة في الكنيسة ولكنى قلت لها لا تحزنى يا امى فأنا مسيحية بالقلب وايمانى قوى ولكنى فقط أريد أن أحافظ على وظيفتى" واستمرت مريضتي تقول أنها ذهبت للكنيسة فى الفلبين وقالت للقسيس كل الأشياء قبل أن تتزوج فقال لها أن هذه الخطيئة ليست للموت وصلى لها ووافق على زواجها فى الكنيسة.

استرسلت مريضتى فى قصتها ودموعها قريبة جدا "وعندما عدت للسعودية من الأجازة وعرفوا اننى تزوجت سألوني أين تزوجتى؟ فقلت لهم اننى تزوجت مدنيًا وهذا حقيقى لأن زواج الكنيسة يتم اشهاره مدنيا، ثم التزمت الصمت بعدها وكنت لا أتكلم عن زواجى او زوجى".

استطردت المريضة فى إخراج ما بداخلها قائلة "كانوا كلما يطلبون منى أن اذهب للصلاة ارفض وعندما عرضوا على أن اذهب للحاج قلت لهم أنني مسلمة فقط على الورق".

سألتنى وهى منكسرة هل ما فعلته هو خطيئة للموت؟ قلت لها ان ما فعلتيه هوما فعله القديس بطرس عندما أنكر السيد المسيح، أجابت وهى متهللة "نعم أن القديس بطرس فعل ما فعلته"

أهدى هذه القصة الإنسانية الأليمة للبعض من أصدقائي.