خطف الجنود السبعة، ليس حادث الخطف الأول، ولن يكون الأخير، في 29 يوليو 2011 نظّمت الجماعات السلفية ما سمي بـ"جمعة قندهار" بميدان التحرير.. وفي المساء هاجمت جماعات السلفية الجهادية قسم ثانٍ العريش، وأعلنت سيناء إمارة إسلامية، منذ ذلك التاريخ وحتى الآن، قامت هذه العناصر بـ104عمليات
ضد كمائن الشرطة والقوات المسلحة، راح ضحيتها 114 ضحية بين قتيل وجريح، ومنها عملية رفح الشهيرة التي قُتل فيها 16 جنديا وضابطا، والمفاجأة أن اختطاف الجنود ليس الحادث الأول ولن يكون الأخير، فقد سبق لهم اختطاف ضابط وجنديين، و24 عاملا وخبيرا كوريا من مصنع اسمنت تابع للقوات المسلحة،
|وأعيدوا بعد مفاوضات، ناهيك عن اختطاف السائحين، وقتل الشيخ خلف المنيعي وابنه محمد في أغسطس 2012 من قبيلة السواركة لتأييدهما الدولة المصرية، وكذلك 13 تفجيرًا لخط الغاز، وتهجير 7 أسر مسيحية في سبتمبر 2012، وهكذا قسمت سيناء ما بين حماس وأصحاب الرايات السوداء الموالين للقاعدة، ومن
جهة أخرى ما أسمية مثلث الشر: تجار البشر والمخدرات والسلاح، وحينما حاولت القوات المسلحة في العمليتين (نسر 1 ونسر 2) تحرير سيناء من الاحتلال الجديد، لكنها افتقدت للأسف الإرادة السياسية.. كون مؤسسة الرئاسة اعتمدت قاعدة الحوار، ولكن الحوار فشل في المرة الأولى وها هو يفشل في الثانية، ومن ثم فالحل العسكري" الجزئي" غير المدعوم سياسا وشعبيا لن يؤتي بالتحرير الشامل لشبه الجزيرة!! القضية ثلاثية الأبعاد: البعد الأول العلاقات المتداخلة ما بين ا
لإسلام السياسي الذي اعتمد الاندماج في البناء الديمقراطي، والإسلام الجهادي المختلف معهم، والقصة بدأت بإعلان عبد اللطيف موسي زعيم تنظيم "جند الله" إمارة بيت المقدس التي تبدأ من رفح، قامت حماس يتفجير المسجد، قتل عبد اللطيف في أغسطس 2009 ومعه 12 قياديا جهاديا وأصيب 125، وتحول مسجد
ابن تيمية برفح إلى حماس، وانكفأت القوى السلفية الجهادية شمالا نحو رفح المصرية، وتم الاتحاد بين ثمانية تنظيمات، منها جماعة التوحيد، والجهاد، وجند الله، وشكلت تلك التنظيمات قيادة عسكرية واحدة، قامت بخمس عمليات ضد إسرائيل، وتمترست في جبل الحلال المنيع، وللأسف لم يستطع الرئيس مرسي أثناء زيارته لسيناء أن يذهب أبعد من العريش، كذلك وزير الفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي، لم يستطيع أن يذهب إلى سيناء، وتقابل مع زعماء القبائل السيناوية في القاهرة!!
هكذا تتضح، صورة ان الرئاسة بين "نارين" إما أن تتهم بالتفريط في الدماء المصرية، أو تفتح على نفسها جبهة الجهاديين في وقت خسرت فه القوى المدنية، ومن ثم جاء اجتماع الاتحادية كما لو كان اجتماعا لـ"أهل الحل والعقد"، "من أجل وحدة الحركة الإسلامية في مواجهة الجهاديين، البعد الثاني هو حالة الانقسام السياسي والمجتمعي، وعدم ذهاب جبهة الإنقاذ إلى اجتماع القصر جاء ليؤكد انقسام الدولة ما بين إسلاميين ومدنيين في قضية أمن قومي. أخيرا لابد من الإشارة إلى أن البيئة السيناوية محايدة على أقل تقدير، كل هذه العوامل مجتمعة تجعل اختطاف الجنود مؤشرًا حقيقيا على تفكك الدولة، وانقسام الأمة ما بين الإسلاميين بعضهم البعض، والمدنيين والإسلامين من جهة أخرى، وكما كان مبارك يستخدم "فزاعة" الإخوان، فإن الاخوان يستخدمون "فزاعة" القاعدة للخروج من تذمر الجيش، وتمرد الشباب، وتراجع مؤيديهم دولي
البوابه نيوز