وخبراء : النظام السياسي والخطاب الديني المتطرف هم المسئولين.
باحث باكستانى : دول الخليج العربي دعمت التيار الديني المتشدد ليصنع الفتنه في مصر.
كتب : نعيم يوسف
“الفتنه اشد من القتل " قول اسل امى شهير يعبر عن مدى بشاعة الفتنه في القضاء على الشعوب وحضارتها , ومؤخرًا لم تقتصر الفتنه فى مصر على المسلمين والأقباط، فقط بل تمت صناعتها وصياغتها في صور شتى منها السلفيين والصوفيين والإخوان والبهائيين والجهاديين . بل تمت صناعه فتنه جديدة على أساس عرقي وجغرافي , ومنها النوبة وسيناء ومدن القناة والصعيد في مقابل العاصمة . ولذلك حاولنا كشف الغطاء عن صناعه الفتنه في مصر . وقررنا طرح أول سؤال على المواطنين والخبراء على حد سواء وهو " من يصنع الفتنه في مصر ؟؟ " .
" مواطنون حائرون "
يؤكد " عادل شوقي " - عامل - أن الإعلام هو من يصنع الفتنه ويقول " انتوا - يقصد أقباط متحدون - لو تبطلوا تشحنوا الناس ضد بعض هنبقى كويسين لأننا طول عمرنا عايشين كويسين " ويضيف انه منذ ظهور الإعلام و القنوات الفضائية الفتنه زادت بين الناس . وعندما سألناه عن علمه بالإحداث الطائفية قبل انتشار الإعلام الخاص فى المجتمع أجابنا " هو كان فى غير حكاية الكشح ؟؟؟؟!!!!!!!! ".
ويرى " احمد جمال " - بائع - ان النظام هو المسئول عن صناعه الفتنه في مصر وهذا ما كان يفعله نظام مبارك وسار على نهجه نظام مرسى وذلك من اجل الحفاظ على الكرسي والاستمرار في السلطة .
ويلقى " أسامة بخيت " بالمسئولية على التيارات الدينية المتشددة وخاصة الذين يكفرون الأقباط ويدعون الناس لعدم تهنئه الأقباط بالعيد ويؤكد أن امن الدولة يستخدم هؤلاء الناس لكي يشعل الفتنه بين الناس !!!.
" نظام مستبد وخطاب دينى متطرف "
وترجع " سامية قدري " - أستاذ علم اجتماع - صناعة الفتنه في مصر إلى شيئان أولهما النظام السياسي وثانيهما , الخطاب الديني المتطرف , حيث بدا في اختلاق الفتن منذ أيام السادات وانتشرت أكثر في نظام مبارك بشكل مباشر أحيانا وبشكل غير مباشر -أيضا - عن طريق إطلاق العنان للخطاب الديني ليلعب هذا الدور والحقيقة انه لعبه ببراعة شديدة .
وتؤكد " قدري " أن الفتنه قد تجذرت بالفعل في قطاع كبير من المجتمع الا انه هناك ملامح وعى من قبل بعض فئات المجتمع من المسلمين انفسهم وبداوا فى محاربه هذه الفتنه , ولكن فى المقابل مازال التيار الديني السياسي يلعب دورا فى إشعال الفتنه . وهو يحرص على إبقاء الفتنه ويوهم المجتمع بأنه دائما في خطر لكي تتدخل بعض الإطراف , وتظهر وكأنها على حصان ابيض لتنقذ الشعب من الفتنه وتحل المشاكل وفى نفس الوقت يلقى بالتهمة على المعارضة وعلى الإعلام ويحاول أن يظهر المعارضة على إنها العدو اللدود وهذه هي أسلحه النظام المستبد الذي يريد أن يوطد مكانته في الدولة .
وتؤكد " هدى زكريا " - أستاذ علم اجتماع - انه عند إطلاق شرارة الفتنه فهي تطول الجميع المسلمين والأقباط , والفقراء والأغنياء , والعشوائيات والمدن وهذا يأتي نتيجة " فرز متعمد وسئ النية " بدا منذ الستينات من قبل بعض الدول والممالك العربية التي خافت من عبد الناصر ومن تسرب الثورة المصرية إلى دولها وأراضيها وهناك بحث نشره كاتب مسلم باكستاني يقول فيه أن دول الخليج العربي بدأت تدعم التيار الديني المتشدد في مصر ليبذر بذور الفتنه في المجتمع منذ الستينات, وصرفوا على هذا التيار ببذخ ليبدأ الخطاب الديني المتطرف في الظهور ليشعر المسلمون بالعداء تجاه الآخرين مثل من يقول " عدوك عدو دينك " وفى المقابل كان رد المسيحيون " لسنا أعداء وإنما نحن أصحاب الأرض .
" مسح الذاكرة "
وترى " زكريا " أن هناك محاولة لمسح الذاكرة المصرية لان قوتك تكمن في ذاكرتك وبالتالي هم يريدون مسح هذه الذاكرة وإعطائنا ذاكرة جديدة بديله عنها ويحاولون ان يعيشون المسيحيين فى قلق وتوتر ورعب ويعيشون المسلمون فى جو من العداء تجاه المسيحيين .
وتعود " زكريا " بالذاكرة وتقول ان " هيروديت " عندما زار مصر قبل ميلاد المسيح قال عن أهلها " انه شعب يتسم بالدماسه و الرقه " وان ثلثه من الغرباء لان المصريين كانوا غير طاردين للغرباء وكانوا يرحبون بهم وبذلك كان هناك تنوع ديني وليس انقسام ديني وهذا التنوع حمى مصر فئ الوقت الذى تطاحنت فيه أوربا - بين الكاثوليك والبروتستانت - على خلفيه الانقسام الديني والأقباط رحبوا بكل الناس حتى لو كان جندي روماني اضطهدهم , ورجع وقال لهم اننى أحببتكم وأريد أن اعيش بينكم كانوا يقبلونه . وتضيف " زكريا " ان من يضع منهج التاريخ فى المدارس يضعه بطريقه " تكرهك في التاريخ والعيشة نفسها " .
" يهود فى دستور 23 "
وتضيف " زكريا " ان الجمعية التي وضعت دستور1923 كان بها 3 أعضاء يهود و7 أقباط والباقي مسلمين مع العلم بان عدد أعضائها 30 شخصا فقط و عندما سال " مكرم عبيد "- وهو مسيحي - سعد زغلول - مسلم - " لماذا اليهود فئ وضع الدستور ؟ " فرد عليه " زغلول " " أو ليسوا مصريين.