بقلم : مدحت عويضة | الاربعاء ٢٢ مايو ٢٠١٣ -
٥٣:
١١ ص +02:00 EET
ما يحدث في سوريا يدل علي أن التغييرالذى سمى فيما بعد بالربيع العربي لم يكن نتيجة ماحدث في الشارع من ثورات وإنتفاضة للشعوب، نعم الشباب في هذه البلدان كان لهم دورا كبيرا، ولكن كانت هناك إرادة دولية وبالأخص أمريكية تسعي لإحداث التغيير في هذه البلدان، لقد إنتفض الشعب السوري بعد الشعب التونسي والمصري بشهور قليلة، كانت ثورتهم بالفعل ثورة شعبية مماثلة لما جري قبل منهم في بلدان عربية أخري، ساند كل الأحرار في العالم الثورة السورية وبالطبع كانت أوربا وامريكا علي رأس المساندين، ولكن تحول مسار الثورة السورية من الكفاح السلمي للكفاح المسلح جعل كثيرا من الناس يتوقفون عن مساندتها ودعهما.
طالبت روسيا والصين الأسد بالحل السياسي لما عرف بعد ذلك “بالأزمة السورية”، ولكن أمريكا وأوربا تدعمهما قطر والسعودية رفضوا الحل السلمي، وظن الجميع أن أيام الأسد باتت معدومة، وتناسوا أن جيش الأسد يحارب عن عقيدة مؤمن بها وأن ولاءه للأسد لا حدود له.
وفجأة تجدث إنفجارات بوسطن وكما توقعنا في مقالنا السابق أن إنفجارات بوسطن قد تعطي قبلة الحياة لنظام الأسد وقد تنهي حكم الإخوان في مصر، وتوقعنا حدوث أحد الأمرين او كلاهما، عموما حدث ما توقعناه بالنسبة للأسد وهناك بوادر بالنسبة لما يخص حكم الإخوان قد تتضح فيما بعد.
أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية الإسبوع الماضي قبولها للحل السياسي للأزمة السورية في خبر كان هو الأهم علي الإطلاق، ونحن نحاول ان نبحث عن السر وراء هذا القرار، ولماذا تخلت الولايات المتحدة عن الجيش الحر السوري؟، ولماذا قبلت وجود الأسد كمفاوض ولاعب أساسي في حل الازمة السورية؟؟
أولا: رضخت أمريكا للشروط السورية مقابل تقديم روسيا ضمانات قويه لحل المشكلة النووية الإيرانية، صحيح لم يعلن شئ من هذا القبيل ولكن نستطيع ان نفهم ذلك من خلال خبرتنا في معالجة أميركا لمثل هذه الأزمات.
ثانيا: بعد حادث تفجير بوسطن أصبح من المستحيل علي إدارة أوباما أن تقوم بتدخل عسكري في سوريا، خاصا مع تردد أنباء أن المتهمين كانت تربطهم علاقة بجماعات إرهابية في سوريا، كما أصبح من المستحيل ان يقبل الشعب الأمريكي أن تضع أدارته أياديها في يد من خططوا ودبروا هذه الإنفجارات.
ثالثا: أصرار روسيا والصين علي مساندة الأسد ولو أدي الأمر للتدخل العسكري بجانب تفضيل الجانب الاوربي للحل السياسي عن العسكري، كذلك إتجاه كثير من الدول العربية لتفضيل الحل السلمي وعلي رأسها الإمارات والأردن..
رابعا: فشل التيارات الإسلامية في إدارة البلاد التي تولت فيها الحكم سواء في مصر أو تونس.
خامسا: التأكد أن القوة الفعالة في المعارضة السورية هم تنظيم القاعدة والمتشددين الإسلاميين.
سادسا: إصرار الأسد علي إستكمال القتال تسانده إيران بقوات برية وحزب الله، وحصول الأسد علي تأييد شعبي كبير مع تعدد جرائم الفصائل الإسلامية في سوريا.
سابعا: الخوف من تقسيم سوريا وتأثيره علي العراق وعلي لبنان وتحويل المنطقة لفوضي عارمة تهدد أمن إسرائيل ومصالح الغرب.
ثامنا: تزايد نسبة المعارضين للحرب السورية في الشارع العربي وخصوصا دول الربيع العربي، الذين يرون إنتصار المعارضة السورية يصب في مصلحة الأنظمة الإسلامية المستبدة التي تحكمهم.
تاسعا: ضعف المعارضة السورية وعدم قدرتها علي التنسيق بين فصائلها وعدم قدرتها علي تحقيق مكاسب فعليه لتحسم المعركة بالرغم من الدعم الذين حصلوا عليه علي مدار عامين.
عاشرا: موافقة إسرائيل علي الحل السلمي للأزمة، وضعف الموقف القطري الداعم للحل العسكري بعد عدم قدرته علي تحقيق الوعود التي وعد بها لدعم الربيع وعدم قدرته علي مساندة الإخوان في مصر وتونس.
نقلان عن الاهرام الجديد
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع