الأقباط متحدون - مبادرة غريبة من الجماعة الإسلامية “وطن واحد” تحت زعم تقوية النسيج الوطني..
أخر تحديث ١٣:٢٦ | الاربعاء ٢٢ مايو ٢٠١٣ | ١٤ بشنس ١٧٢٩ ش | العدد ٣١٣٤ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

مبادرة غريبة من الجماعة الإسلامية “وطن واحد” تحت زعم تقوية النسيج الوطني..

طارق الزمر
طارق الزمر

 وأقباط وباحثون يردون: قدموا اعتذاراً أولاً عن جرائمكم في حق الوطن

 
لاقت المبادرة التي طرحها حزب البناء والتنمية، الذراع السياسية للجماعة الاسلامية، تحت عنوان “وطن واحد”، بزعم تقوية النسيج الوطني، بين جميع طوائف المجتمع المصري مسلميه وأقباطه،، استنكاراً في الاوساط القبطية والباحثين المعنيين بقضايا الأقباط، الذين طالبوا ان تقدم الجماعة الاسلامية وحزبها، “اعتذراً” عن الجرائم الارهابية التي ارتكبتها في حق الاقباط خلال العقود الماضية، كشرط أساسي قبل الحديث عن أي مبادرات..نبيل عبد الفتاح، الباحث في شئون الجماعات الاسلامية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، طالب الجماعة الاسلامية، وحزبها السياسي بتقديم اعتذار عن كل الأعمال الارهابية التي قام بها بعض قادتها في عقود مضت، قبل البدء في أي مبادرات من شأنها التأكيد علي المواطنة واحترام الآخر. وقال عبد الفتاح “ان هناك بعض العناصر التي كانت تنتمي للجماعة الاسلامية وحزبها السياسي لا تزال تقدم مجموعة من الآراء المتشددة والمتطرفة والغريبة عن تاريخ الفقه الاسلامي، في الوقت نفسه فأن مبادرة الجماعة الاسلامية حتي الآن هي مجرد “كلام في الهواء يحتاج الي مراجعات حقيقية”.
 
مغازلة الخارج
قال الدكتور القس رفعت فكري، رئيس مركز الاعلام بالكنيسة الانجيلية بمصر، “ان مشكلات المسيحيين المصريين معروفة منذ سبعينيات القرن الماضي، والموضوع لا يحتاج الي مبادرات من هنا وهناك، بقدر ما يحتاج الي ارادة سياسية من النظام الحاكم، هل يريد حل هذه المشكلات أم لا؟!”. وأضاف فكري “ان مبادرة الجماعة الاسلامية، ما هي الا رسالة لمغازلة الخارج أكثر منها رسالة للداخل، وذلك بهدف توصيل رسالة للولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبا أنها- أي الجماعة الاسلامية- مع الحريات الدينية وحقوق الانسان وغيره، وبالتالي ليست هناك جدية لحل مشكلات الأقباط من جذورها، لأن الأزمات معروفة منذ عقود، وتم الحديث عنها مرارا. مشدداً علي أن الحوار لابد وأن يكون حوارا سياسيا بين أحزاب سياسية، ولا دخل للكنيسة فيه، طالما أن المبادرة جاءت من حزب سياسي، فليست وظيفة الكنيسة أن تدخل في حوار حزبي، لأنها ضد خلط السياسة بالدين، والأحزاب السياسية ومن بها من أعضاء مسيحيين هم من يقررون موقفهم من قبول الحوار أو رفضه. مشيراً الي أنه من الممكن جدا ألا تعلق الكنيسة علي هذه المبادرة بشكل رسمي.
 
ذئاب في ثياب حملان
رفض أمين اسكندر، وكيل مؤسسي حزب الكرامة، مبادرة الجماعة الاسلامية، وتساءل “هل نسيت الجماعة الاسلامية تاريخها الدموي، وقتلها للمصريين، واعتداءاتها علي ممتلكات الأقباط في الصعيد؟ّ!”. ووصف اسكندر الجماعة الاسلامية بأنها “ذئاب في ثياب حملان”، مشيرا الي أن تاريخ كل جماعة معروف ومحفوظ. وقال “الجماعة وحزبها، يهدفون بهذه التصريحات والمبادرات الي الدفاع عن محمد مرسي. وأضاف أن الكنيسة لا علاقة لها بهذه التصريحات والمبادرات، ولا دخل لها بالسياسة، وصاحب الشأن الأول في الموافقة علي هذه المبادرة أو رفضها هو المواطن القبطي فقط”.

خلط الدين بالسياسة
استنكرت الدكتورة آمنة نصير، أستاذة العقيدة والفلسفة والعميدة السابقة لكلية الدراسات الانسانية بفرع جامعة الأزهر بمحافظة الاسكندرية، التناقض بين تصريحات الجماعة الاسلامية الآن وأفعالها وجرائمها في الماضي. وقالت “دعوهم يعطونا برهانا علي حُسن نواياهم في الأيام القادمة حتي نستطيع أن نصدقهم”.
 
وأضافت آمنة “نعيش الآن فترة خلط عجيبة، وحالة من الكر والفر بين الآراء، وبين ما نحلله بالأمس ونُحرّمه اليوم، والغد لا نعرفه”، مشيرة الي أن “السبب في ذلك الخلط هو ضياع معيار الفهم لحقيقة الدين”، وهو ما جعل أمثال هذه الجماعات المتطرفة- أي الجماعة الاسلامية- التي لم تعرف وسطية الاسلام، تتجرأ علي النفس البشرية وتسفك الدماء. وأكدت أن الأزمة الحقيقية تكمن في أن أمثال هؤلاء الذين استخدموا الدين لخدمة السياسة، فأصبح الدين “خادما ومبررا لكل ألوان السياسة وألاعيبها”.

مطالب أولية
طالب مدحت بشاي عضو مجلس أمناء التيار العلماني، بعدة مطالب، وبعد تحقيقها جميعاً يتم الحوار، تتمثل في؛ “الاعتراف بشكل عام من قبل الجماعة بما فعلت في حق الوطن والسياحة والاقتصاد وشركاء الوطن. التوقف فوراً عن مهاجمة الكنائس وعدم الاعتراض علي بنائها الا عبر الجهات المعنية المسئولة”. “التوقف عن ازدراء الدين المسيحي عبر فتاوي الكراهية والتحقير والتسفيه، (مثل أن الاسلام يحض علي كراهية المسيحي وعدم تهنئته في الأعياد، وغيرها من فتاوي البغض ونبذ الآخر. وأن تؤكد الجماعة الاسلامية علي ان الكاتدرائية والكنائس أماكن مقدسة وليست مخازن للاسلحة أو حجز فتيات داخلها، وعليه لا يجوز حصارها أو الهجوم عليها للفصل في المشاكل البينية والطائفية. مع التوقف عن ترديد أقاويل حول “الجزية” و”أهل الذمة” والحديث حول الحقوق الاصلية للمواطنة بأنها منحة وليست حقا لشركاء الوطن. والتعهد بتنظيم وضبط الاعلام الديني من الطرفين، وقبول مبدأ حق المواطن المسيحي في ممارسة كل الوظائف، والاتفاق علي تعريف قانوني لمعني كلمة “الازدراء للأديان: التي باتت تهمة لارهاب الآخر بفهم وبغير فهم”.

لعبة سياسية
أكدت الكاتبة الصحفية كريمة كمال، أن من يريد أن يطبق شيئا عليه أن يتصرف في كل حدث عن اقتناع وليس مجرد اطلاق تصريحات اعلامية لمغازلة الخارج. مؤكدة أنها ترفض تماما من يستخدم الأقباط أو المرأة كورقة للتقارب مع أمريكا، مشيرة الي أن هذه المبادرة ما هي الا “لعبة سياسية”. وتساءلت “كيف تمنع هذه الجماعات حق المواطن في وطنه ثم تقول انها تسعي لمبادرة وطن واحد؟ أليست هذه الجماعات نفسها التي رفضت بناء الكنائس وتهنئة الأقباط بأعيادهم؟!”. وأضافت ان مبادرة الجماعة الاسلامية في هذا التوقيت محاولة منها لانقاذ النظام، وهي لعبة مكشوفة وواضحة أمام الجميع، واذا كانت هذه المبادرة جدية كان لابد أن تصدر من الدولة لا من أحزاب فردية. واستطردت “ان المبادرة ما هي الا رسالة للخارج”.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.