الأقباط متحدون - مصر تخضع للإرهاب
أخر تحديث ١٣:٠٤ | الخميس ٢٣ مايو ٢٠١٣ | ١٥ بشنس ١٧٢٩ ش | العدد ٣١٣٥ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

مصر تخضع للإرهاب

بقلم إسماعيل حسني

إذا كان الأثر يدل على المسير، وإذا كانت النتائج تفضح المقدمات، فإن الإفراج عن الجنود المخطوفين بدون إراقة نقطة دم واحدة يضع عقولنا أمام احتمال واحد وهو أن الرئيس مرسي قد فرط في كرامة مصر، وخضع للابتزاز، واستجاب لكل أو بعض مطالب الخاطفين.

لقد كذب علينا النظام الحاكم، فقد أعلن رفض التفاوض مع الإرهابيين إلا أنه تفاوض، وخضع، وأفرج عن مجرمين محكوم عليهم، وهو ما تؤكده كافة الشواهد والتصريحات والأنباء التي تتوالى تباعا في الصحف ووسائل الإعلام.

لقد فضحت هذه المهزلة التحالف الإستراتيجي القائم بين جماعة الإخوان والجماعات الإرهابية وعلى رأسها منظمة حماس التي أصبحت بمثابة المنسق العام للعمل الإرهابي في المنطقة، وتجلى ذلك التحالف في طريقة إدارة الرئيس مرسي لهذه الأزمة، فهو لم يدن العملية، ولم يصف مرتكبيها بالإرهاب، وغل يد الجيش لثمانية أيام عن التدخل لتحرير جنوده، ثم تفاوض مع الخاطفين، بل راح يخطب ودهم في بيان الرئاسة حين دعا لضرورة المُحافظة على أرواح المُختطفين "والخاطفين"، وكأن المريب يقول خذوني.

ولقد رد الإرهابيون لفخامة الرئيس التحية بأفضل منها، ففي الشريط المذل الذي أذيع للجنود المخطوفين جاء ذكر الرئيس على ألسنة المخطوفين مجللا بآيات الفخار والتبجيل، بينما جاء ذكر وزير الدفاع بمزيج من التهكم والإزدراء، وهي رسالة كاشفة ولا تحتاج إلى تعليق.

لو كان الإخوان أعضاء ورئيسا مصريون حقا لوضعوا الحفاظ على هيبة الدولة وكرامة جيشها على رأس أهدافهم، ولما ترددوا لحظة واحدة في القيام بعملية عسكرية فورية حتى ولو أفرج الإرهابيون عن الجنود المختطفين، فحين يعتدى على الدولة وجيشها لا يكون هناك مفر من العقاب القاهر الرادع المذل، ولو سالت دماء المجرمين بل والأبرياء إن تترسوا بهم أنهارا.

وإذا أضفنا إلى ذلك ما يقوم به الإخوان من هدم أركان الدولة عن طريق فرض دستور يهدر حقوق المواطنين، وتفكيك وزارة الداخلية، واتهام جهاز المخابرات، والاعتداء على السلطة القضائية، والعفو عن مجرمين محكوم عليهم في قضايا إرهابية، وتعيين وزراء ومحافظين إخوان من غير ذوي الكفاءة والخبرة في سبيل تمكين جماعتهم من مفاصل البلاد، فضلا عن حماية أمن إسرائيل، والتورط في مؤامرات دولية في سيناء وضد دول عربية كسوريا والإمارات، والتخطيط لبيع أصول البلاد في مشرعات مشبوهة كمشروعي الصكوك وإقليم قناة السويس، يصبح الباب مفتوحا على مصراعيه للتساؤل عن حقيقة انتماء الإخوان كأفراد وكمشروع لمصر الدولة والحدود والوطن، وتصبح تهمة الخيانة العظمى أقرب إلى كل إخواني من حبل الوريد.
إن هذه المهزلة ستترك آثارا على ملامح مجتمعنا لسنوات قادمة، فلقد تم إعلان سيناء وكرا عالميا للإرهاب، وأهين الجيش، وفقدت الدولة هيبتها، وأصبح على المصريين أن يتهيئوا لسيناريوهات أكثر سوادا ودموية تتجاوز سيناء إلى كافة مدن ومحافظات مصر، وأن ينسوا أي أمل في انتعاش السياحة وتدفق الاستثمارات الأجنبية، وأن ينتظروا سنينا عجافا تنتهي بثورة جياع تحرق الأخضر واليابس، وتعود بنا إلى القرون الوسطى.

لقد كشفت لنا الشهور الماضية أن جماعة الإخوان ليست سوى نمر من ورق، وأنها تفتقر إلى الخبرة السياسية والكوادر الفنية، وأنها كأي عصابة لا تمتلك سوى مجموعات من الأنفار يتم حشدهم  للبلطجة والتصويت، وأن الجماعة وقد افتضح أمرها وفشلها قد انهارت شعبيتها، ولم تعد تعتمد في البقاء إلا على التأييد الصهيوأمريكي القطري.

إن النجاح الكبير والمطرد الذي حققته حركة "تمرد" يعني أن الشعب قد حسم أمره، ولم يعد هناك بديل عن إسقاط مرسي، ودستوره، وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
 
 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter