الأقباط متحدون - الأسطى أونكل عزت
أخر تحديث ٠٠:٢٤ | الجمعة ٢٤ مايو ٢٠١٣ | ١٦ بشنس ١٧٢٩ ش | العدد ٣١٣٦ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

الأسطى أونكل عزت

كتب : ماجد سمير
المرحوم "رشدي أباظة" أو الأسطى عزت" كان الشخص المناسب لإعلان خبر عودة جنودنا المخطوفين بعد متابعة مصر لمدة ستة أيام فيلم " ملاك وشيطان" بشكل واقعي، يظهر على الشاشة يذيع خبر استعادة الجنود ويختم الخبر قائلا الأسطى عزت ...الأسطى أونكل عزت ثم يبلل أصبعة بلسانه ويعيد خلصة شعر سقطت على عينه قائلا يانور النبي.

لا اعرف لماذا لم يختار وزير الإعلام الشباب الكول "وزير التموين باسم عودة ليخرج علينا معلنا خبر عودة الجنود المخطوفين بالسلامة لأهلهم، يخرج الوزير مصطحبا معه ابتسامته الصافية مثل أنواع الزيت الذي توزعه وزارته وجماعته وحزبه على الشعب لأنهم يعلموا أن تلين طريق الحاكم للكرسي يبدأ بزجاجة زيت، ويبدو أن الجماعة ومندوبها في قصر الإتحادية، لم يجدوا ضالتهم فيه أو في أي شخص آخر ليحقق الهدف من الظهور على الشاشة لإعلان الخبر الميمون بعودة الجنود المخطوفون.

لم يمنع الحكومة من الإحتفال بعودة جنودنا بعد الخطف لمدة ستة أيام وإقامة الإفراح وليالي الملاح وتعليق الكهارب والزينات إلا الخوف والقلق من انقطاع الكهرباء ، ولأن النهضة  لها مقالب لاتنسى خشى حكامنا الجدد من احراج الرئيس اثناء تهنئته الجنود بعودتهم.
سنة 1960انتج فيلم0شيطان وملاك" من تأليف رشدي أباظة وسيناريو وحوار عزت صبري واخراج عز الدين ذوالفقار، وفي 2013 نجح حكامنا الجدد في تسلية المواطنين بفيلم من تأليفهم وبطولتهم واخراجهم حتى الكومبارس خريجي مدرسة الإخوان العريقة، مدرسة لها نفس مزايا الأنظمة المتتالية من يوليو 1952 حتى الآن بدأت، مدرسة أحمد سعيد وصوته 1967 أن مصر نجحت في اسقاط مائة طائرة من طيران اسرائيل وأن الأهلي والزمالك سيلتقون في مباراة جماهيرية بتل أبيب وأن سيدة الغناء العربي أم كلثوم ستحيي حفلها الشهري في أول خميس من شهر يوليو 1967 أيضا بتل أبيب، نصب إعلامي فيلم فاشل لإقناع الشعب بغير الحقيقة وتكررت نفس قصة الخداع بتصريحات محمد سعيد الصحاف المتكررة خلال حرب الخليج الثانية والحديث عن ابداعات صدام حسين القتالية وأشاوس الجيش العراقي غير المسبوقة في تاريخ الحروب وفي النهاية الكل يهرب ويترك السفينة تغرق بمن عليها بعد مسلسلات الخداع  وانسياق العامة ورائها.

رغم ان السينما فن محاكاة الواقع إلا أن الحقيقة مختلفة تماما  في الفيلم نجحت الطلفة المخطوفة في تغيير سلوك "الأسطى أونكل عزت" حولته من شرير قاتل قاسي إلى شخص قرر ان يضحي بحايته من أجل اعادتها إلى اهلها بسلام، في الحقيقة وضع الخاطفين شروطهم لإعادة الجنود، الإفراج عن الأهل والعشيرة وحريتهم حتى لو كانوا مدانين،أهم من حرية خير جنود الأرض، الأسطى أونكل عزت في الحقيقة ظل شريرا وأجبر حكامنا الجدد على السمع والطاعة وهو أمر غير جديد عليهم.
 مصر باتت سجينة خلف قضبان السمع والطاعة الكل خضع وشارك في تمثيل ادوار في الفيلم ويوما بعد يوم ستنتقل خيوط اللعبة في يد " الأسطى أونكل عزت"


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter