الأقباط متحدون - مصر للمتمردين
أخر تحديث ٠٥:١٢ | الأحد ٢٦ مايو ٢٠١٣ | ١٨ بشنس ١٧٢٩ ش | العدد ٣١٣٨ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

مصر للمتمردين


إبرام مقار 

منذ مطلع الشهر الحالي بدأ بعض شباب الثورة المصرية حملة باسم «تمرد»، وهي تهدف إلي جمع توقيعات من ملايين المصريين علي وثيقة تهدف الي سحب الثقة من الرئيس الحالي محمد مرسي وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة. وتقول الوثيقة في صيغة مبسطة «علشان الأمن لسه مرجعش للشارع ، علشان الفقير مالوش مكان ، علشان لسه بنشحت من بره ، علشان حق الشهيد مجاش ، علشان مفيش كرامة ليا ولبلدي ، علشان الاقتصاد انهار ... أُعلن انا الموقع أدناه سحب الثقة من محمد مرسي العياط». واستطاعت الحملة أن تجمع مليون توقيع في الأسبوع الأول ومليون أخري في الثلاثة أيام التالية، ثم توالت التوقيعات في الداخل والخارج بهدف الوصول إلي 15 مليون توقيع قبل مليونية «إسقاط مرسي» أمام الاتحادية يوم 30 يونيو القادم. والملاحظ في هذه الحملة:

أولا:ً الحملة تمثل عودة الحركة الثورية مرة أخري إلي الشباب، والذي هو الوحيد القادر علي إسقاط الأنظمة، فقد فعلها هؤلاء الشباب من قبل مع مبارك والعسكر وقادر ان يفعلها مع مرسي. ولهذا فمنذ اليوم الأول والنظام الحالي يعلم خطورة هؤلاء الشباب. ولا نبالغ ان قلنا ان «محمد الجندي» اخطر علي النظام من «محمد البرادعي» والناشط «عمرو سعد» اخطر عليهم من «عمرو موسي» و «جيكا» اخطر من «حمدين». ولهذا قتلوا جيكا والجندي وقتلوا سعد اكلينيكياً.

جيل شاب ثائر لا يقبل بأنصاف الحلول ولا يقبل بأي قدر من التراجع او الموائمة مع اي نظام لا يوفر له حياة أفضل، جيل شاب نشط يغير الان ولا ينتظر اجتماعات او قرارات او قوانين. وكأن هذا الشباب الثائر يعطي قبلة الحياة لمعارضة أصبحت علي مقاس النظام الحالي ولولا ان نظام مرسي يعاني من نفس شيخوخة وانخفاض الذكاء السياسي مثل تلك المعارضة لابتلعنا هذا النظام العنكبوتي. ولهذا أتذكر في مقابلة مع الدكتور محمد أبو الغار في كندا سألناه عن تمثيل الشباب في جبهة الإنقاذ، وطالبنا منه ان تحدد جبهة الإنقاذ موقفها أما أن تلعب «سياسة» أو «ثورة» لكن الجمع بين الأمرين يضر ولا ينفع.

ثانياً: وثيقة «تمرد» تمثل نضال ثوري سلمي في مجتمع أغلبيته «مسالم»، مكتوبة بصيغة بسيطة مفهومة في مجتمع أغلبيته «غير متعلم»، تخاطب الفقراء قبل الأغنياء في مجتمع أغلبيته «تحت خط الفقر».

ثالثاً: الوثيقة تخاطب أهم الأمور في حياة الإنسان مثل الأمن والفقر والكرامة الإنسانية وهي أمور لا يختلف عليها اثنين ، وهو تحول تكتيكي هام في النضال ضد الإخوان. فمن المعارضة اعتماداً علي اختلافات في توجه سياسي مثل دستور أو إعلان دستوري أو ضمانات انتخابات لا يتجمع حولها الا صفوة المجتمع، إلي معارضة اعتماداً علي أمور حياتية واقتصادية للمواطن مثل فشل الخطط الاقتصادية والأمنية والتي يجتمع حولها المجتمع بأكمله. ولهذا لم يكن غريباً ان تنشر صحيفة «اليوم السابع» صوراً لأخوان يوقعون علي الوثيقة. فالحد الأدنى من الضمير الاجتماعي وعدم التبعية للمرشد كفيل بأن يجعل أي مصري يوقع علي تلك الوثيقة

رابعاً: وثيقة «تمرد» تمثل اختيار سهل للمشاركة ممن يطلق عليهم «حزب الكنبة» وهو الجناح الذي لا يريد أن يتحرك أو يشارك ويكتفي بالمشاهدة ولم يحدد توجهه بعد. فهو الذي تعاطف مع الثورة يوم 28 يناير ثم تعاطف مع مبارك في خطابة الثاني ولعن الثورة، ثم تعاطف مع الثورة في موقعة الجمل ثم تعاطف مع العسكر بعد التنحي ثم تعاطف مع شهداء ماسبيرو ومحمد محمود ومجلس الوزراء ضد العسكر ثم لعن الثورة بعد تولي مرسي وتمني عودة العسكر، ومازال يتعامل مع الثورة مثل فيلم سينمائي اختلفت نهائيه عما يريد. وهؤلاء وجدوا ضالتهم في التوقيع علي وثيقة ليعودا الي «كنبتهم» ويشاهدون ما ستفسر عنه الأيام في الحرب المصرية ضد جماعة الإخوان

أكاد اُجزم علي نجاح تلك الحملة فنحن نعيش الآن نفس أجواء يناير 2011 سواء المصرية والتونسية، فهناك حركة شعبية تنتشر علي الارض، يقابلها نظام حاكم يكتفي هو ومنافقيه بالسخرية والتهكم في قنواته ووسائله الإعلامية. حركة معارضة تخاطب الناس ببساطه تقابلها سلطة تتعامل بمنتهي الغرور والتعالي، ولهذا فالنتيجة واحدة وكما حدث مع مبارك وبن علي سيحدث مع مرسي

ان لم تكن وقعت علي وثيقة «تمرد»، فمن فضلك قم بتوقيعها الآن وأرسلها الي مندوب تلك الحملة في المكان الذي أنت فيه.

اذا لم تكن قد وقعت تلك الوثيقة، فمن فضلك قم بتوقيعها وضع صورتك وأنت توقع عليها علي موقع التواصل الاجتماعي لتحفز أصدقائك ولتؤازر إخوتك في وطننا الأم.

هلم نفعل شئ حتى تتخلص بلادنا من هذا الاحتلال الذي سيعيدها قرون للخلف ...... وستعود مصر «للمصريين»، مصر «للمتمردين»
 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter