الأقباط متحدون - السفراء والعسكر.. أو المسكوت عنه في سيناء وبني غازي ولندن
أخر تحديث ١٦:٠٣ | الثلاثاء ٢٨ مايو ٢٠١٣ | ٢٠ بشنس ١٧٢٩ ش | العدد ٣١٤٠ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

السفراء والعسكر.. أو المسكوت عنه في سيناء وبني غازي ولندن

عودة جنودنا (الغلابة) المختطفين إلي أهلهم سالمين، انجاز بكل المقاييس – إذا جردنا عبارتنا مؤقتا – من كونها " تمثيلية " و" لعبة " و" مهانة "!. الانجاز عادة يحسب نسبة إلي ما قبله (وما بعده)، حيث قتل زملاء لهؤلاء الجنود في رفح في شهر رمضان الماضي مع آذان المغرب وعلي أصوات مدفع الإفطار، كما أختطفت مجموعة من رجال الأمن المصري منذ فترة طويلة ولم تعد إلي الآن.

الذي يجب أن يشغلنا هو " ما بعد " هذه العودة الميمونة، أو بالأحري، كيف نمنع اختطاف وقتل جنودنا مستقبلا؟ كيف نحمي " سيادتنا " و" كرامتنا " و" أمننا " (داخل حدودنا)؟ .. الموضوع جد لا هزل فيه لأن القادم أسوأ والصورة قاتمة، والأمر لن يتوقف – في المرات القادمة - علي تقديم مجموعة من التنازلات بالإفراج الرئاسي عن عدد من القتلة والإرهابيين من السجون والمعتقلات المصرية!

قبل عودة الجنود السبعة المختطفين، صرح  الشيخ محمد الظواهري، القيادي بالسلفية الجهادية، شقيق الدكتور أيمن الظواهري، زعيم تنظيم القاعدة : إن القيام بعملية عسكرية لتحرير الجنود في سيناء "سيكون تكلفته باهظة على جميع الأطراف ". الوحيد الذي فهم مغزي هذا ( التهديد الصريح) هو الرئيس مرسي وجماعته ومن ثم صدرت تعليمات رئاسية مشددة  لجميع المؤسسات بعدم الإفصاح عن تفاصيل عملية تحرير الرهائن، وألا تراق دماء فى إنهائها، فضلاً عن عدم القبض على الخاطفين!

أجهزة المخابرات الأمريكية والإسرائيلية (والمصرية) لديها أدلة قوية علي قيام تنظيم القاعدة ومجموعات جهادية في سيناء وليبيا بالتخطيط لأعمال ارهابية ضخمة ضد السفارات الأمريكية والجنود الأجانب (القوات الدولية) والجيش المصري في سيناء، ومن ثم أصبح الخطر على حياة الدبلوماسي والعسكري متساويا، أو قل ان الاستراتيجية الجديدة لتنظيم القاعدة وأترابها تستهدف السفراء والعسكر معا، ولا فرق بين أجنبي وغيره.

قبل أن تفتي السلفية الجهادية – أول أمس- بالجهاد ضد السفارات في مصر، كما جاء علي لسان " جلال أبو الفتوح " : إن الجهاد ضد السفارات الاجنبية " واجب " في حالة محاربة الدول التابعة لها للإسلام أو احتلال أرض المسلمين، قتل السفير الأمريكي (وتم التمثيل  بجثته) في بني غازي سبتمبر 2012، كما خططت الخلية الإرهابية التي اعتقل أفرادها في مصر الأسبوع الماضي لإغتيال سفيري أمريكا وفرنسا، واعترفت بصلتها المباشرة بتنظيم القاعدة وحركة " جمال " ويتزعمها المصري " محمد جمال أبو أحمد " الذي اعتقل العام الماضي.

قتل الجندي البريطاني وتمزيق جثته بالساطور بهذه البشاعة في شوارع لندن، في هذا التوقيت ليس صدفة – وإنما هو جزء من الحكاية التي تتواصل فصولها وتفاصيلها - (هذا هو أول " عمل إرهابي " بالمملكة المتحدة منذ 6 سنوات وبعد صعود الإسلاميين للحكم في جنوب المتوسط)، فقد أصر القاتل علي أن يوجه رسالته بالصوت والصورة للعالم : " نقسم بالله العظيم أننا لن نتوقف عن قتالكم حتى تتركونا في حالنا،  السبب الوحيد لقتلنا هذا الجندي البريطاني أن المسلمين يموتون كل يوم، العين بالعين والسن بالسن ".

رد فعل الرئيس الأمريكي " أوباما " – وليس رئيس وزراء بريطانيا " ديفيد كاميرون " ! – هو الأهم، فقد شدد علي أن : الغرب ليس في حالة حرب مع الإسلام، والإسلام ليس في حرب مع الغرب، على الرغم من وجود ايديولوجية معينة ترى العكس، مؤكدا علي ضرورة هزيمة تنظيم "القاعدة" وحلفائه، ولكنه لم يقل " كيف "؟ .. أخطر ما قاله أوباما هو : أن الولايات المتحدة انفقت خلال العقد الماضي (تريليون دولار) على حربها ضد الارهاب، وفقدت نحو 7 آلاف شخص في هذه الحرب.

وإذا كان الأمر كذلك كما يقول رئيس أكبر دولة في العالم، وإذا كانت أفكار وعمليات تنظيم القاعدة الإرهابية – علي الرغم من ذلك - تتوالد وتتناسل وتتواصل في مختلف أرجاء العالم (2001 – 2013)، نحن إذا أمام " لاعب دولي جديد " وقوة لا يستهان بها في المستقبل، وتصبح عودة الجنود المصريين السبعة المختطفين سالمين إلي ذويهم (انجاز كبير) يحسب للرئيس مرسي وجماعته .. وهي " كرامة " و" إكرامية " له من تنظيم القاعدة أمام العالم، الذي كان يشاهد – في نفس التوقيت تقريبا - علي الضفة الأخري من المتوسط جثة الجندي البريطاني المذبوح بطريقة وحشية في شوارع لندن!

إيلاف
 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع