كشفت مصادر كنسية لـ«الوطن»، عن أن الرئيس محمد مرسى، خاطب البابا تواضروس الثانى، بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية، وطلب منه مشاركة الكنيسة فى رحلته الأخيرة إلى إثيوبيا، ولقاء بطريرك الإثيوبية، لإيجاد حل لأزمة مياه النيل وسد النهضة، إلا أن البابا أوفد الأنبا بيمن، أسقف نقادة وقوص، نيابة عنه، لانشغاله بجولته بدول أوروبا، لافتاً إلى أن الكنيسة لن تتأخر عن واجبها الوطنى، إذا طلبت منها الدولة التدخل بطريقة ودية.
فى سياق متصل، تستعد الكنيسة، لاستقبال البابا «متياس الأول»، بطريرك الكنيسة الإثيوبية، فى 17 يونيو المقبل، خلال زيارته التاريخية الأولى إلى مصر بعد توليه الكرسى البابوى مطلع العام الحالى، ومن المتوقع ترتيب لقاء خلال الزيارة بين بطريرك إثيوبيا، والرئيس محمد مرسى، وآخر، مع شيخ الأزهر، فيما سيلقى «ميتاس» بالاشتراك مع البابا تواضروس الثانى، بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية، عظة مشتركة للأقباط فى 19 يونيو، بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية. وأشارت المصادر، إلى أن زيارة «ميتاس» لمصر، كان مرتباً لها مسبقاً، قبل أن تتخذ إثيوبيا قرارها بتحويل مجرى النيل الأزرق. وكان البابا تواضروس، قد فوض الأنبا بيمن، كممثل للأرثوذكسية، لدى كنيسة إثيوبيا، لتوطيد العلاقة معها.
من جانبها، أعلنت حركة أقباط بلا قيود، عن وقفة احتجاجية سلمية أمام سفارة أديس أبابا بالقاهرة، غداً، لرفض أى مساس بحقوق المصريين فى مياه النيل. وأضافت الحركة فى بيان، أمس، أن الوقفة للتنديد بسياسة الإخوان، وحكومتهم التى فشلت فى إدارة ملف المياه، ولتوصيل رسالة للسفير الإثيوبى لدى مصر، بأن مصالح بلاده والعلاقات التاريخية بين الشعبين باتت على المحك بعد قرارهم المُفاجئ تحويل مجرى النيل الأزرق، أحد أهم روافد نهر النيل، وأن أى تفاهمات تُجريها حكومة بلاده مع الإخوان لا تعنى الشعب المصرى، الذى لا يعترف أصلا بشرعية حكم الإخوان.
من جهة أخرى، يشهد البابا تواضروس، اليوم، ختام فعاليات أول مؤتمر لكنائس المهجر، الذى افتتحه الاثنين الماضى، بدير القديس الأنبا أنطونيوس بقرية أوبرزينبرون، بالنمسا، وعقد تحت عنوان «الخدمة رعاية.. وقيادة»، وحضره عدد كبير من أساقفة الكنيسة بأوروبا، وهو يهدف إلى وضع قوانين ولوائح لتدبير وترتيب كل أمور الخدمة بكنائس المهجر، وبحث وضع قواعد تنظيمية مكتوبة لرسامة الأساقفة والكهنة والشمامسة فى كل إبراشيات أوروبا.
ويعود البابا من أوروبا الأحد، فيما تعقد الكنيسة، 20 يونيو المقبل، الاجتماع نصف السنوى للمجمع المقدس، لإقرار ومناقشة 15 لائحة منظمة لشئونها، أبرزها لائحة انتخاب البطريرك، بدلاً عن اللائحة 1957 التى لاقت رفضاً واسعاً من الأقباط، ولائحة الأحوال الشخصية للأقباط الأرثوذكس، المنظمة للطلاق والزواج الثانى، بديلاً عن لائحة 1938 وتعديلاتها عام 2008، وقانون الرهبنة الجديد الذى أعدته سكرتارية المجمع المقدس، وسيجرى رسامة ثلاثة أساقفة جُدد للطفولة والتربية الكنسية، وللأسرة ورعايتها، وللمعاهد والدراسات العليا والبحث العلمى، من الرهبان، فى 23 يونيو، بالتزامن مع احتفالات الأقباط بعيد العنصرة.
وتنظم الكنيسة أول مؤتمر لتطوير التعليم المسيحى، والمعاهد الدينية والكليات الإكليريكية والمراكز الدراسية والبحثية، تحت رعاية البابا، فى الفترة من 24 إلى 27 يونيو، بدير الأنبا بيشوى، فى وادى النطرون، ويناقش إنشاء أسقفية جديدة للمعاهد الإكليريكية والدراسات العليا والبحث العلمى، كما ستجرى رسامة أحد الرهبان أسقفاً عاماً عليها، لتكوناً الأسقفية بديلاً عن مقترح إنشاء المجلس الأعلى للتعليم الكنسى.