الأقباط متحدون - الجارديان: بقاء الأسد انتكاسة ليس فقط للسوريين ولكن أيضًا لأمريكا وأوروبا
أخر تحديث ١٢:٢٧ | الجمعة ٣١ مايو ٢٠١٣ | ٢٣ بشنس ١٧٢٩ ش | العدد ٣١٤٣ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

الجارديان: بقاء الأسد انتكاسة ليس فقط للسوريين ولكن أيضًا لأمريكا وأوروبا

 بشار الأسد
بشار الأسد

اعتبرت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن أية نهاية لا تتضمن إلحاق الهزيمة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد ستكون بمثابة انتكاسة ليس فقط للثوار السوريين ولكن أيضاً لأمريكا وأوروبا على السواء.

وقالت -في تعليق على موقعها الإلكتروني مساء أمس الخميس- إن على الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تسليح المعارضة السورية وإلا فليشاهدوا الأسد يعبث باستقرار المنطقة.

ورصدت الصحيفة اختبار المعارضة السورية مؤخرا لسلسلة من النكسات بسبب حصول الأسد على دعم من حلفائه الروس والإيرانيين بالإضافة إلى جماعة "حزب الله" اللبنانية الشيعية.

على الجانب الآخر، استبعدت الصحيفة أن يتمخض قرار الاتحاد الأوروبي برفع الحظر عن تسليح المعارضة عن تحويل الدفة في صالح المعارضة بشكل فوري، إلا أنها اعتبرت القرار مهما كخطوة أولى على صعيد محو صورة ازدواجية المعايير التي التصقت بالسياسة الغربية إزاء الصراع السوري لفترة طويلة جدا.

ولفتت إلى سقوط نحو 80 ألف مدني ونزوح مليون آخر إلى دول الجوار على مدار الثورة السورية التي تجاوز عمرها العامين، محاولة إلقاء اللوم في ذلك على أمريكا ودول أوروبا الذين اكتفوا باتخاذ تدابير دبلوماسية وإنسانية في مقابل وحشية نظام الأسد المدعوم على نحو ملموس من حلفائه.

وفي المقابل، لفتت الصحيفة البريطانية إلى تمكن قوات المعارضة السورية من إحراز بعض المكاسب الكبيرة على أرض المعركة على الرغم من التفوق العسكري الملحوظ لصالح نظام الأسد.

وقارنت "الجارديان" بين مساعدات الاتحاد الأوروبي وأمريكا للمعارضة حتى الآن على جانب، ومساعدات حلفاء الأسد لنظامه على الجانب الآخر، راصدة ضئالة المساعدات الغربية على نحو يقصر بها عن تغليب كفة المعارضة، مقابل وضوح موقف حلفاء الأسد على نحو مغاير للموقف الغربي، مشيرة في هذا الصدد إلى نشر "حزب الله" اللبناني قوات تابعة له في سوريا لنصرة الأسد، وإرسال إيران خبراء عسكريين وأموال للسبب نفسه، وأخيرا شحن روسيا أسلحة متطورة تتضمن صواريخ "إس-300" المضادة للطائرات إلى سوريا لإثناء الغرب عن التدخل.

ولفتت الصحيفة البريطانية إلى أنه بينما تتخذ روسيا وإيران و"حزب الله" خطوات كهذه على الأرض لتأمين بقاء الأسد في السلطة، ينادي الاتحاد الأوروبي وأمريكا بعقد مؤتمر للسلام بجنيف في يوليو المقبل.

واستبعدت "الجارديان" نجاح مؤتمر جنيف 2 المقبل، مرجحة أن يسحب من رصيد القيادة السياسية للمعارضة لدى الثوار وأن يتمخض عن مزيد من التمزق في صف معارضة سياسية هي بالأساس متعثرة الحظ.

أيا كانت النتيجة، تقول الصحيفة، فالأسد لا يبدي نية في مغادرة سوريا وليس أدل على ذلك من تعليقه على الأخبار الخاصة برفع الحظر الأوروبي عن تسليح المعارضة بالقول "إن فرنسا وبريطانيا وسيدتهما أمريكا لا يمكنهم القبول بانتصار الجيش النظامي السوري لأن هذا من شأنه أن تضع سوريا قواعد الحل السياسي بمؤتمر جنيف 2".

ورأت الصحيفة أنه باستمرار الوضع الحالي قائما، جنبا إلى جنب مع استمرا الدعم الروسي، فإن تقييم الأسد قد يتحقق بحذافيره.

ورجحت "الجارديان" استمرار الحرب في سوريا سواء تم عقد مؤتمر جنيف أم لم يتم، قائلة إن ما يحدث في سوريا ليس مجرد أزمة محدودة الزمان والمكان، محذرة من مغبة استمرار تقاعس الغرب عن الاضطلاع بمسئولياته ومحملة إياه تبعات هذا التقاعس والتي قد تتضمن زعزعة استقرار كل من لبنان والأردن وتسريب أسلحة الأسد الكيماوية إلى منظمات
متطرفة.

ورأت أن هذه التبعات الناتجة عن تقاعس الغرب تفوق بكثير التبعات التي يمكن أن تنتج عن تسليح المعارضة.

وقالت "الجارديان" إن إقدام الدول الأوروبية على تسليح المعارضة السورية قد يتمخض عن خلاف مع واشنطن في الوقت الراهن، ولكن مع استمرار الحرب واتساع مداها متجاوزا الحدود السورية إلى دول الجوار، وبعد فشل مؤتمر جنيف، ستتحول في النهاية إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى الموقف الأوروبي.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.