بقلم : هشام حتاتة
يوم 4/2/2011 تم اختطاف ثلاثة من ضباط الشرطه المصرية ومعهم امين شرطه فى صحراء سيناء اى بعد ثورة 25 يناير بحوال اسبوع ، ففى وقت سالت فيه المئات من دماء الشهداء والجرحى وفى ظل انهيار الحكومة المركزية لم يكن هناك من يهتم بهذه الحادثة .
وتولى رئاسة مصر ( اول رئيس مدنى منتخب .... !!) ، ومع بداية الوجود النسبى للدولة بدات الزوجات رحلة البحث عن ازواجهن ، كانت اكثرهم مثابرة وجراة وعنادا فى البحث السيدة دعاء زوجه الرائد محمد الجوهرى ، طرقت جميع الابواب ، وظهرت على الفضائيات وفى النهاية استقبلهم الرئيس مرسى لتؤكد له ان لديها معلومات ان زوجها ورفاقه على قيد الحياة ومختطفين من قبل حركة حماس وموجودين فى احد سجون غزه ، وذلك ما اكده لها بعض المسئولين فى الداخلية والمخابرات ، ليقول لها الرئيس : اثبتى لى ان زوجك ورفاقه فى غزه واناارسل الجيش المصرى ليدكها ، وعموما انتم مثل اولادى ولكم حقوق شرعية ومستعد لمساعتكم فى الحصول على فتوى بموت ازواجكم وتبداوا حياتكم من جديد ) وكذا عرضت عليهم قيادات الداخليه تعويضا قدره مليون جنيه لكل منهم وشهادة وفاه للازواج لبداية حياتهم مع ازواج آخرين .
لندع جانبا ارسال الجيش لدك غزة ، فهو لايعدو كونه كلام مصاطب ( مسطباوى) بعيدا عن التحقيق وماكان لرئيس دولة يعرف موازين القوى والقوانين الدولية ان يقوله والا لفعلتها اسرائيل منذ زمن ، ولكن المجتمع الدولى لايوافق على هكذا منطق .
يدك ايه ؟ الرئيس يتخيل نفسه شيخ عرب قاعد على المسطبة او امام الخيمة ساعة العصارى وهو يقرر عزو القبيلة المجاورة أو ( ابعت اثنين مخبرين وهاتوا الواد ده من قفاه ...ههه )
كانت المراة الفاضلة تتحدث لغة ايزيس المصرية القح التى لايهمها الا عودة زوجها لتستكمل معه رحلة حياتها ، وكان الرئيس يتحدث لغة حواء والبعوله - تعويض مناسب ( مليون جنيه ) وشهادات وفاه للازواج لتكون كل منهم حره وتمارس حياتها مع رجل آخر ليعطيها حقوقها الشرعية ..... كل مايهم الرئيس هو حقوقها الشرعية ، وكان الزوجات ذهبوا من اجل عودة ازواجهم لممارسة حقوقهم الشرعية .
خرجت السيده دعاء على الفضائيات تؤكد رفضهم لهذه المغريات وتقول حرفيا على قناة س.بى .س للاعلامى خيرى رمضان ( ازاى نبدا حياتنا وازواجنا مش موجودين ؟ )
وكأنى استمع الى صدى حضارتين متناقضتين متضاربتين مختلفتين بين الرئيس ومرؤسيه ، فالنساء الذين ذهبوا هم نتاج سبعه آلاف عام حضارة وادى النيل كان للمراة فيها دورالشراكه الكاملة ، وكانت عضوا فاعلا ورئيسيا فى مجتمع زراعى يحتاج الى تضافر الجهود واغانى الزراعة ومهرجانات الحصاد . فى مقابل ثقافة البعول التى لاترى الا النصف الاسفل من المراة وكيفيه حصولها على حقوقها الشرعية .
** ثقافة ايزيس :
الاسطورة بمعناها العام هى محاولة الانسان البدائى تفسير الظواهر الطبيعة المحيطه به ولايجد لها تفسيرا فيعللها بحكاية اسطورية تشرح سر وجودها ، وايضا البحث عن قصه اسطورية للنظام الاجتماعى والاخلاقى المتوارث عبر مئات او الاف السنين . فانتج المصرى تعليلا لنظامه الاجتماعى (الامومى ) والاخلاقى والدينى اسطورة ايزيس واوزيريس ، حيث تقول القصة الاسطورة : انه فى سالف الزمان حكم مصرملك عادل لمده 28 سنه علم المصريين الزراعة وحياكة الملابس واللغة والكتابة على ورق البردى ، وكان هذا الملك " أوزير " أو " اوزيريس "( حسب التصريف اليونانى ) متزوجا من اخته " ايزى " أو " ايزيس"( رمزية لزمن المشاع الاول الذى لم يكن يفرق بين ماعرف فيما بعد بالمحارم ) ، وكان اخهم الشرير " ست" ( والذى اصبح فيمابعد سيت او شيت ثم الشيطان ) يغار منه فقتله غدرا ومزق جسده الى اشلاء ووزعها فى اقاليم مصر وحتى جبال " بيبلوس " فى لبنان ، ولكن ايزيس اخته وزوجته استعملت كل الحيل السحرية الممكنة مع الالهه آمون لتجمع اشلائه وتعيده للحياة ، ولكن بدون عضو الذكورة الذى اكله الخنزير البرى ( ومن هنا حرم المصريين على انفسهم اكل لحم الخنزير لأن داخله قطعة من حبيبهم والههم ) ولانه بدون عضو ذكورة فقد حملت منه بدون عملية جنسية ( نلاحظ الحمل بدون جماع جنسى ، فهو حمل الهى ) ثـــم انتقل بعدها الى العالم الآخر التحت ارضى ( نلاحظ ايضا اعتقاد المصرى القديم ان العالم الآخر تحت الارض ... لان الارض هى سبب تجدد الحياة المتمثل فى النبات ، ولأن السماء هى مقر الملوك والاههم " رع ") واصبح الها للشعب والبعث والحساب ورب الخضرة والنماء المتجدد دائما كما دورة الانبات فى الارض .
ونلاحظ ان الاسطورة تركز على عودة الزوج بدون عضو ذكوره لتؤكد ان سعى ايزيس لم يكن من اجل حقوقها الشرعية ، ولكن من اجل الوفاء للزوج والشريك والحبيب .
ومن هنا كانت السيدة الفاضلة دعاء زوجة الضابط محمد الجوهرى تمثيلا حيا لبنت ايزيس المصرية عندما تتعجب من قول الرئيس قائلة ( ازاى نبدا حياتنا وازواجنا مش موجودين ؟ ) ، هى تريد حبيبها وزوجها وشريك عمرها ، والرئيس القادم من ثقافة البعول لاينظر الا الى الحقوق الشرعية والنصف الاسفل لانه قادم من ثقافة البعول .
** ثقافة البعول :
طالما سألت نفسى : ماسر هذا الشبق والهوس الجنسى لدى بدو جزيرة العرب والذى تسربل حتى دخل الى المقدس ؟ وكتبت معللا ذلك بحالة البداوة والتشرذم والفراغ الحضارى ووقوع المراة ضمن قانون القوة وحق الاعتداء البدوى ، والحقيقة لم يقنعنى ذلك بالكلية لان هناك بدو سيناء وبدو الصحراء الغربية وبدو ليبيا والجزائر وتونس والمغرب ، صحيح ان الجنس لديهم يحتل لديهم ايضا مساحة من التفاخروالتباهى ، ولكن ليس بهذا الشبق والهوس لدى بدو جزيرة العرب .
فى لفته وتخريجة عبقرية لاستاذنا سيد القمنى عن الجذور العميقة لشعائر ومناسك الحج يقول انها لاتعدو كونها بقايا طقوس جنسية وافدة الى جزيرة العرب مع الاله بعل رب المطر والتلقيح فى شمال سوريا قديما مؤكدا ان بعل هو نفسه هبل
يقول الاخباريون العرب ان عمرو بن لخى الخزاعى ذهب فى رحلة الى الشام واحضر معه الاله هبل ووضعه فى الكعبة ومن هنا بدات عبادتة – انها صدى لقصة انتقلت شفاهة من جيل الى جيل ودخلها التحريف وتاهت اصولها مع الزمن ، ولكن استاذنا يعيدها الى جذورها الحقيقية فيقول – وانقلها بتصرف ( ان الاله بعل هو رب المطر فى منطقة شمال سوريا والعراق ، وكانت تقوم عبادته على ماعتقده الانسان القديم فى التماثل او السحر التشاكلى فـ ( الشبيه ينتج الشبيه ) فكما الرجل يعلو المراة فى الجماع الجنسى ويقذف فى النهاية بسائله المنوى فيتم الحمل ، فالاله بعل يعلو الارض ويقذف بالمطر اليها فينتج الزرع ، وحتى يتم حض الاله بعل على انزال المطر تتم عملية جماع جنسى جماعية بين البشر – الرجال جميعا للنساء جميعا - متضرعين بعدها بالداعاء وتقديم الطقوس فتستجيب الطبيعة وينزل المنى السماوى ليروى الارض وينتج الخير .
ولما كانت جزيرة العرب وحتى الان تعانى من ندرة المياة فيبدو ان هذا العربى المرموز اليه بعمر بن لحى الخزاعى شاهد هذه العبادة ، فاحضر معه الى جزيرته نسخه من هذا الاله . وبدلا من " الـ " التعريف المعروفة حاليا فى اللغة العربية كان حرف الهاء هو اداة التعريف فى العربية الشمالية فاصبح اسمه هبعل ، ومع مرور الزمن اختصر الى هبل .
ومن المعروف ان كل جبال العالم تسمى بالمفرد عدا جبل عرفه ، فهو بالمفرد عرفه وبالجمع عرفات ، حيث يتعارف فيه الناس ، وعرف فى اللغة القديمة هى من التعارف – الجماع بين الرجل والمراة - وتقول التوراه كنايه عن الجماع بين حواء وآدم ( وعرف آدم امرأته ) وعلى هذا الجبل يجتمع كل الذكور وكل الاناث فى حفل نزوى جنسى عام لحض الاله بعل على التماثل وانزال المطر، وبعدها ينزلون الى الكعبه ويطوفون حول الهبعل وحول الكعبة وهم عرايا وينحرون ويقدمون الاضاحى ) ينتهى الاقتباس
خطت سوريا خطواتها التطورية الطبيعية وتوسعت وديان المزارعين على حساب برارى الرعاة وكفاهم دجلة والفرات مؤنه حفلات الجنس الجماعى واندثرت عبادة البعل ، وبفضل التطور الحضارى اتندثرت ذكرياته الجنسية .
ولكن ظل بدو الجزيرة يدورون فى حلقة مفرغة بين الارتحال والتقاتل وعبادات الجنس الجماعى وان تطورت مع الايام تطورا نسبيا ضئيلا انتهت فيه حفلات الجنس الجماعى بعد ظهور مؤسسة الزواج فى المحيط الجغرافى الحضارى والذى انتقل الى جزيرتهم بحتمية الجوار ، ولكن بقى فيها بعل متمثلا فى هبل على حاله وبقيت عرفة يتعارف فيها الناس بدون الجنس المفضوح ويقى الذبح وتقديم القرابين ، وبقي الطواف حول الكعبه وهم عرايا لما قبل ظهور الاسلام بقليل .
وياتى الاسلام ويقر كل مناسك الحج بعد التطور الضئيل الذى طرأ عليها وينقيها من الشرك ، ويذكر لنا القرآن فى عدة آيات البعولة كناية عن الرجل محتفظا بالمخزون الثقافى القديم والمتمثل فى الاله بعل رب المطر ومنيه الذكرى
ومن المعروف انه كلما تطور الانسان حضاريا كلما ارتقت رغباته الحسية ، وكلما ارتقى روحانيا كلما قلت هذه الرغبات ، ولكن البدوى ظل واقفا متجمدا متكلسا امام مسيرة الحضارة واسيرا لحالة البداوة والتصحر محتفظا فى ميراثة ومخزونة الثقافى بحالة البعولة التى استمرت حتى الاسلام ليقرها المقدس ذاته وتستمر المسية حتى الان لنجد احد شيوخ السلفيه يمنع الرجل من الاختلاء بابتنه خشية الفتنه وفى مهرجان الجنادرية الماضى فى مملكة آل سعود يتم ترحيل شابين وسيمين من الامارات خوفا من الفتنه .
ومن هنا ايها السادة كان حوار الطرشان بين بنت ثقافة ايزيس وهى تتخاطب مع ابن ثقافة البعل .