قال رفيق حبيب، النائب السابق لرئيس حزب الحرية والعدالة، إن الرئيس محمد مرسي، أول رئيس منتخب في مصر، يشهد واقعًا صعبًا في السنة الأولى من ولايته، وبالتحديد في مراحل الانتقال إلى أوضاع ما بعد الثورة.
وأشار حبيب، في دارسة «بثبات لكن بتمهل.. استراتيجية الرئيس»، التي نشرها عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي الاثنين، إلى أن «اضطرابًا سياسيا ممنهجًا»، تمارسه عناصر الدولة العميقة الموالية للنظام السابق يمثل عائقًا أمام الرئيس وحكومته.
وأضاف حبيب، أن الرئيس مرسي بعد انتخابه أراد تشكيل حكومة خبراء من الأفراد أصحاب الكفاءة، حتى لا تكون اختياراته قاصرة على حزب الحرية والعدالة، وهو ما جعل فرص الرئيس للتعاون مع الأحزاب الأخرى محدودة؛ لأنهم يشكلون سياسيين ونجوم إعلام أكثر منهم خبراء متخصصين، بحسب قوله
وأوضح حبيب، أن الرئيس كان دقيقًا في اختيار القيادات والمسئولين داخل جهاز الدولة، مشيرا إلى أن الخبراء أصحاب الكفاءة داخل الجهاز كانوا ينتمون للنظام السابق، وبناءً عليه كان مرسي أكثر حرصا في اختيار الوزراء الأكثر بعدًا عن منظومة الفساد، والذين لم يثبت تورطهم مع عناصر الدولة العميقة.
وأشار حبيب، إلى أن رئيس الجمهورية نجح في تحقيق التوازن والمعادلة الصعبة؛ من خلال تكوين فريق رئاسي يضم ائتلافًا من الخبراء المنتمين لمختلف التيارات الفكرية والسياسية، بما يحقق معني الاصطفاف الوطني وتوحيد الجهود، لكن في الوقت ذاته أبعدهم عن أي عمل تنفيذي؛ لأن التعددية السياسية تواجه عمليا بصعوبات كثيرة من اختلاف الرؤى والأفكار.
واختتم حبيب دراسته، بالتأكيد على «الطريقة الحكيمة» التي تعامل بها الرئيس مع الدولة العميقة، مشيرا إلى أنه يعي جيدا أن تلك الشبكة سيطرت على معظم أجزاء الدولة منذ عهد النظام البائد، وتستطيع أن تشيع «حرب الشوارع»، وتنشر الاضرابات والاعتصامات، ما يمثل عائقًا لمسيرة مرسي، و«لذلك عمل الرئيس على ترسيخ مفهوم الدولة وتوسيع مساحتها، وتقليص الدولة العميقة تدريجيا، حتى تختفي بشيء من التمهل والهدوء، حتى لا يتضمن مجازفة من الممكن أن تعصف بالبلاد وفي الوقت ذاته حتى لا يمثل تراجعا